تستعد لوكسمبورج لاختبار الطلب على السندات الإسلامية لتكون المُصدّر للصكوك السيادية ذات العوائد الأدنى على الإطلاق تُخطط لتصبح مُقترِضاً منتظماً. وقال وزير المالية بيير جرامينيا، إن البلاد قد تشجعت بسبب ملاحظات المستثمرين واستعداد السوق وستبدأ بالعمل على صكوكها المقبلة اليوم. وقامت لوكسمبورج، التي تعتبر واحدة من أصغر الاقتصادات في الاتحاد الأوروبي المكون من 28 عضواً، ببيع ما قيمته 200 مليون يورو (254 مليون دولار) من السندات الإسلامية لأجل خمسة أعوام في شهر (سبتمبر) بسعر نقطتي أساس أقل من المقايضة الأساسية. وهذا مقارنة مع 10 نقاط أساس أعلى من المقايضات لسندات بنك التنمية الإسلامي الذي تم تصنيفه بالمثل. سوق السندات التي تلتزم بالحظر الإسلامي على الفائدة (أو الربا) تنمو بنسبة 17 في المائة سنوياً وقد يتم تقييمها بمقدار 2.67 تريليون دولار بحلول عام 2017، وذلك وفقاً لشركة برايس ووتر هاوس كوبرز. وقد حصل إصدار السندات الإسلامية السيادية الأول في المملكة المتحدة- الأول من دولة غير إسلامية- على طلبات بقيمة تزيد على 10 أضعاف الكمية التي قامت ببيعها، في حين كان عدد المشتركين في صكوك لوكسمبورج أكثر من المتوقع بمرتين. جنوب إفريقيا حصلت على الأقل 2.2 مليار دولار من الطلبات لإصدار بقيمة 500 مليون دولار، والإصدار الأول لصكوك بقيمة مليار دولار في هونج كونج كان تقريباً أكثر من المتوقع بخمس مرات. أبوستولوس بانتيس، وهو محلل ائتمان في بنك التجارة الألماني (كوميرزبانك)، قال عبر مكالمة هاتفية من دبي يوم أمس: إن صكوك لوكسمبورج ليس للجميع، خاصة أولئك الباحثين عن عوائد. السبب في أنها متشددة جداً هو لأنه لا يزال هناك مستثمرون إسلاميون يبحثون عن أصول متحفظة جداً. المرحلة الأولى كانت عوائد صكوك لوكسمبورج يوم أمس بنسبة 0.47 بالمائة مقارنة مع 1.5 بالمائة لسندات المملكة المتحدة، و1.8 بالمائة لسندات هونج كونج و3.8 بالمائة لسندات جنوب إفريقيا. وتُظهر بيانات جمعتها بلومبيرج أن مبيعات السندات الإسلامية هذا العام هي 13 في المائة أعلى مما كانت عليه في نفس الفترة من عام 2013. وقال جرامينيا في مقابلة في دبي يوم أمس: نحن لا نزال في المرحلة الأولية، مُضيفاً أنه لا يتوقع سقفاً لرغبة المستثمرين للصكوك السيادية. أنا لا أشعر بأي حدّ في الوقت الراهن. تم تصنيف لوكسمبورج بدرجة AAA في خدمة المستثمرين في وكالة موديز وستاندرد أند بورز، وهو أعلى تصنيف من الدرجة الاستثمارية. مع عدد سكان يزيد قليلاً على نصف مليون نسمة بقليل بمنطقة غير ساحلية بين ألمانيا وفرنسا، قامت البلاد بإعادة ابتكار نفسها باعتبارها مركزاً تجارياً ومالياً، لتخفيف الضربة من تراجع الصناعات التقليدية. النمو الاقتصادي في البلاد سيتسارع ليصبح 2.9 في المائة هذا العام من نسبة 2 في المائة في عام 2013، وذلك وفقاً لتوقعات حكومية. مع ذلك، نظراً للعائدات المنخفضة، فإن صكوك لوكسمبورج لا تُقدّم الكثير من القيمة للمستثمرين على المدى الطويل، وذلك وفقاً لشركة المال كابيتال بي سي إس. طارق قاقيش، رئيس قسم إدارة الأصول في شركة المال كابيتال القائمة في دبي، قال عبر مكالمة هاتفية من دبي يوم أمس: نحن نبحث عن الاستثمارات طويلة الأجل، لذلك فإن التسعير في غاية الأهمية بالنسبة لنا. الصكوك مثل صكوك لوكسمبورج، التي تم تسعيرها بشكل متشدد، هي جذّابة أكثر لمتداولين يرغبون بكسب بضع نقاط أساس هنا وهناك.