قال مسؤول فلسطيني: إن مدينة القدسالمحتلة تعيش انتفاضة صامتة، فيما أعرب وزير الخارجية رياض المالكي، أمس، عن ثقته في القدرة على حشد دعم الأصوات التسعة اللازمة في مجلس الأمن الدولي لمشروع القرار الفلسطيني العربي المطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي, واحتل مستوطنون بحماية الشرطة والجيش الإسرائيليين، منازل جديدة في سلوان لخلق بؤرة استيطان جديدة، واختزل رئيس الوزراء الاسرائيلي بينيامين نتنياهو ما يجري في القدسالمحتلة، بقوله: إن معظم "العنف" يحدث في شرق المدينة، وهذا جزء من مدينتنا، وسنستخدم كافة الطرق التي نملكها لمنع حدوث ذلك "، من جانبه رد مسؤول فلسطيني على رئيس الحكومة الاسرائيلية بالقول ، إن نتنياهو يمارس التحريض ضد المقدسيين. انتفاضة صامتة وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أمين عام التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة ديمتري دلياني في بيان أمس، إن مدينة القدسالمحتلة تعيش انتفاضة صامتة منذ الثاني من تموز الماضي، يوم استشهاد الفتى محمد أبو خضير على أيدي مستوطنين في جريمة اغتيال بشعة عبّرت عن حقد عنصري متوغل في الذهنية الاستيطانية الإسرائيلية. وأوضح أن الحراك الشعبي المقدسي الذي واكب مجازر الاحتلال في غزة والاقتحامات الإسرائيلية الممنهجة والمدعومة من قبل حكومة نتنياهو الاستيطانية للمسجد الأقصى المبارك، أثبتت عكس ما يدّعيه الاحتلال، مؤكدا أن القدس لن تكون عاصمة لأحد غير شعبنا الفلسطيني ودولته المستقلة. وأشار دلياني إلى أن سلطات الاحتلال تشن حملة شرسة ضد القدس منذ استشهاد الفتى أبو خضير، وشهدت استشهاد محمد سنقرط ومحمد الأعرج ومحمد جعابيص، كما جُرح في المواجهات مع الاحتلال قرابة ألف شخص واعتقل نحو 900 من بينهم أكثر من 350 تم تحويلهم للمحاكم الإسرائيلية، إضافة إلى الإجراءات القمعية الجماعية كفرض الغرامات والضرائب، ومنع المصلين من الوصول إلى الأقصى، وتشديد الخناق على الاقتصاد المقدسي. ورجح المالكي أن "تتمكن فلسطين من تجنيد الأصوات التسعة المطلوبة في مجلس الأمن الدولي لصالح مشروع قرار يدعو لتحديد نوفمبر 2016 موعداً لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي 1967". وأضاف المالكي:"نحن نعمل للحصول على 9 أصوات وأنا شخصياً متفائل بتحقيق ذلك قبل نهاية العام وبالتركيبة الحالية في مجلس الأمن". وقال لصحيفة "الأيام" الفلسطينية، "نبشر إسرائيل بهزيمتها في مجلس الأمن قد لا تحتاج الانتظار حتى الأول من يناير المقبل، نحن نعمل على إلحاق هزيمة جديدة وإضافية لإسرائيل في مجلس الأمن قبل نهاية هذا العام وبالتركيبة الحالية لمجلس الأمن، يجب على إسرائيل أن تعي أن الدبلوماسية الفلسطينية قد تفوقت عليها ". تخوف إسرائيلي وعبر مسؤولون سياسيون إسرائيليون عن تخوفهم من أن تغيير تركيبة أعضاء مجلس الأمن الدولي من شأنه أن يقود المجلس إلى تبني مشروع قرار الاعتراف بدولة فلسطين، في مطلع العام المقبل، ووصفوا التغيرات في تركيبة المجلس بأنها "عاصفة سياسية". وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أمس، إن سبب القلق الإسرائيلي نابع من خروج دول صديقة"لإسرائيل" من عضوية مجلس الأمن وانضمام دول معادية لها إلى المجلس، مثل ماليزيا وفنزويلا. وأضافت الصحيفة، إنه إذا نفذ الرئيس الفلسطيني محمود عباس تهديده وتوجه إلى مجلس الأمن الدولي من أجل الحصول على اعتراف بدولة فلسطين، فإن إسرائيل ستواجه صعوبة في لجم هذه الخطوة. وبدءاً من أول يناير المقبل، ستدخل التغييرات في عضوية مجلس الأمن الدولي حيز التنفيذ، حيث ستنضم إليه إسبانيا ونيوزيلاندا مكان أستراليا ولوكسمبورج، وفنزويلا مكان الأرجنتين، وماليزيا مكان كوريا الجنوبية، وأنجولا مكان رواندا، حليفة إسرائيل الإفريقية. وتعتبر إسرائيل أنه في إطار هذه التغييرات توجد "أنباء سارة" تتمثل ببقاء تركيا خارج عضوية مجلس الأمن الدولي وانضمام إسبانيا بدلاً منها. ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن سبع دول يتوقع أن تؤيد مشروع قرار الاعتراف بدولة فلسطين، وهي: روسيا، الصين، أنجولا، ماليزيا، الأردن، تشاد وفنزويلا. وهناك أربع دول لم تقرر موقفها بعد، وهي تشيلي ونيوزيلاند ونيجيريا واسبانيا. وهناك أربع دول أخرى تعارض الاعتراف بفلسطين، وهي الولاياتالمتحدة وبريطانيا فرنسا وليتوانيا. بؤرة استيطان من جهة ثانية، استولى المستوطنون صباح أمس، على عمارتين سكنيتين جديدتين في الحارة الوسطى ببلدة سلوان المجاورة للمسجد الأقصى المبارك في القدسالمحتلة، وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأعلنت القناة العاشرة الإسرائيلية أن "تسع عائلات يهودية انتقلت للعيش في بلدة سلوان في منازل تم شراؤها من عرب عن طريق جمعية عتيرت كوهنيم المختصة في شراء العقارات في الأحياء الإسلامية لغرض توسعة الاستيطان اليهودي". وبحسب مركز معلومات وادي حلوة، فإن مجموعة من المستوطنين المسلحين اقتحموا الحارة الوسطى عند الثانية فجر أمس، واستولوا على بنايتين تتكونان من عشر شقق سكنية جميعها خالية من سكانها. وأضاف البيان الصادر عن المركز أن البناية الأولى تعود لعائلة الرجبي والثانية لعائلة القواسمي، وسط تأكيدات على تسريب العقارات للجمعيات الاستيطانية، وقد تم إخلاء البنايتين قبل أربعة أشهر ليتم السيطرة عليها فجر اليوم بشكل نهائي. وقال رئيس لجنة الدفاع عن بلدة سلوان فخري أبو دياب إن حالة من الهدوء غير المسبوق تسود الحي، وحالة من الإحباط واليأس تسيطر على سكانه، خاصة أن هذه هي عملية التسريب الثانية خلال شهر واحد. وبذلك يرتفع عدد البؤر الاستيطانية في الحارة الوسطى إلى أربعة بعد الاستيلاء على البنايتين امس، فيما تم خلق بؤرتين جديدتين مكونتين من 26 شقة سكنية الشهر الماضي في حي وادي حلوة ببلدة سلوان، الملاصق للسور الجنوبي للمسجد الأقصى.