شهدت بلدة سلوان في القدسالمحتلة تصعيداً أمنياً شديداً امس بدأ باستشهاد فلسطيني برصاص حارس امن لمنازل المستوطنين، وتطور الى اشتباكات واسعة بين شبان مقدسيين ورجال شرطة اسرائيليين تخللها احراق سيارات ورجم باصات بالحجارة وسقوط جرحى، قبل ان تقتحم قوات الأمن باحات المسجد الاقصى لملاحقة متظاهرين خلال تشييع جثمان الشهيد سامر سرحان. وروى اهالي البلدة ل «الحياة» ان حارسا امنياً للمستوطنين في سلوان اطلق النار على سامر سرحان الذي يبلغ من العمر 32 عاما وله خمسة اطفال، اثناء عودته الى منزله بعد اداء صلاة الفجر، فقتله وجرح ثلاثة آخرين. واضافوا ان البلدة شهدت مواجهات واسعة مع الشرطة اثر شيوع نبأ استشهاد سرحان، سقط فيها عدد من الجرحى، كما تجددت الاشتباكات اثناء تشييع جثمانه، اذ خرج عشرات الشبان الى الشوارع حيث احرقوا عددا من السيارات وكسروا زجاج باصات، قبل ان تنتقل المواجهات الى باحة الاقصى الذي اقتحمته القوات الاسرائيلية لفترة قصيرة، قائلة ان شبانا رجموا بالحجارة مصلين يهودا عند حائط المبكى، احتموا بالمسجد. اما الرواية الاسرائيلية للحادث، فجاءت على لسان الناطق باسم الشرطة ميكي روزنفيلد الذي قال ان «حارسا امنيا مكلفا حماية اليهود من سكان الحي (سلوان العربي) اطلق النار من مسدسه بعد ان تعرض وهو في سيارته لهجوم بالحجارة». موضحا ان «السيارة اوقفت قبل ذلك بحاجز». واضاف ان سرحان سبق اعتقاله بتهمة «المشاركة في اضطرابات»، موضحا ان الشرطة فتحت تحقيقا وان الحارس اوقف لاستجوابه. ويأتي هذا التصعيد ليعكس التحديات التي تلقي بظلالها على المفاوضات الجارية بين اسرائيل والفلسطينيين، وفي الوقت نفسه ليعكس صعوبة التعايش مع الاستيطان، خصوصاً في القدسالشرقية والمناطق ذات الغالبية العربية. ولعل بلدة سلوان أفضل مثال على ذلك، ففي قلب هذه البلدة التي تقع جنوب اسوار البلدة القديمة، يقيم 70 مستوطناً بين 50 الف فلسطيني تحت حماية متواصلة من دوريات امن تسيّرها السلطات الاسرائيلية، ما يؤدي الى وقوع احتكاكات يومية بين المستوطنين والمواطنين المقدسيين. ومثل حالات استيطانية أخرى، سيطر المستوطنون على عدد من المباني في سلوان بطرق مختلفة، وعمدوا الى توسيع بؤرهم مستندين الى الروايات الدينية (يعتبر المستوطنون ان سلوان جزءا مما يسمونه الحوض المقدس) ومساعدة السلطات التي لجأت الى اجراءات مصادرة اراض وهدم بيوت بهدف طرد سكانها الفلسطينيين واحلال المستوطنين محلهم. وكان آخر هذه الاجراءات قرار السلطات ازالة حي كامل من البلدة يدعى حي البستان، ويتألف من 88 بيتا يعيش فيها 1500 مواطن، مبررة ذلك بإعادة احياء «حديقة الملك» داود. وفي غزة، اعتبر الناطق باسم حركة «حماس» فوزي برهوم في تصريح «ان ما يجري في حي سلوان من قتل واستهداف صهيوني متواصل للمقدسيين والذي أدى إلى سقوط شهداء وجرحى (...) يعكس النيات الخبيثة لحكومة الاحتلال في استغلال استمرار المفاوضات بينها وبين السلطة في الضفة كغطاء فعلي لارتكاب الجرائم ومزيد من العنف بحق الشعب الفلسطيني».