بيل جروس يخرج من شركة المحيط الهادئ لإدارة الاستثمارات، المعروفة اختصاراً باسم Pimco «بيمكو». وبالنسبة لأولئك الأشخاص الذين لا يتتبعون سوق السندات، قد لا يبدو الأمر بالنسبة لهم مثيراً للاهتمام، لذا ندرج هنا بعض الخلفية حول الموضوع: كان بيل جروس، حتى اليوم، المالك المطلق لأكبر صندوق سندات في العالم، والذي كان قد أسسه، وقام بإدارته على مدى عقود. وحين ننظر إلى الأمر الآن بعدما حدث، يمكنك رؤية أن هذا هو ما كان سيحدث بالفعل. كانت الشركة المزودة لحلول الاستثمار العالمية بيمكو قد حققت نجاحا بارزاً من حيث الأداء المتميز على مدى السنوات العشرين الماضية، بسبب انخفاض التضخم في جميع أنحاء العالم، وانخفاض التضخم يعني أن الأوراق المالية ذات الدخل الثابت تصبح أكثر قيمة، ولكن أسعار الفائدة والتضخم لا يمكن أن تستمر في الانخفاض، لذلك فإن صناديق السندات تمر الآن في سوق أكثر صعوبة من قبل. وعلى الرغم من كون الشركة أكبر صندوق سندات في العالم، فإن هذا بالتأكيد يعطيها مزايا معينة، إلا أن العوائد الضخمة تصبح تدريجياً أكثر صعوبة، لأن تداولاتك تحرك الأسواق. وفي الوقت نفسه، كانت الشكاوى ولفترة طويلة تشتد حول أن السيد جروس - الذي يبلغ من العمر 70 عاما - يتدخل بالتفاصيل الإدارية الصغيرة إلى درجة مؤذية، وقد فشل في ترتيب خليفة واضح. (محمد العريان، وهو زميل مساهم في كتابة مقالات في بلومبيرج، كان الوريث المفترض حين أجريتُ مقابلة معه قبل فترة أثناء عمله في بيمكو، لكنه أعلن عن رحيله وخرج من الشركة في يناير الماضي، حيث ذكرت التقارير أنه كان يصطدم مع جروس باستمرار حول إدارة الشركة). وبصورة عامة، كانت الأخبار التي تتناول موضوع بيمكو منتشرة بصورة واسعة للغاية خلال العام الماضي، وخاصة حول الجانب السلبي من الموضوع. في الآونة الأخيرة، وبسبب شكاوى من قبل لجنة الأوراق المالية والبورصات، في أن بيمكو أخطأت في تثمين بعض سنداتها، فقد أفيد بأن شركة أليانتز الألمانية، التي اشترت بيمكو في عام 2000، كانت تستعد لطرد جروس بسبب «سلوكه الخاطئ على نحو متزايد». ويغادر جروس للعمل في صناديق جانوس، وهو ما يعني افتراضا أنه من أجل تعجيل رحيله، قد تم إعفاؤه من أي بند حول عدم المنافسة قام بالتوقيع عليه. ولا يزال يسبب ذلك صدمة للأسواق والصحفيين، بصرف النظر عن توقعنا هذا الأمر وعدم استغرابنا من حدوثه. بيل جروس ليس كحال بعض المديرين من الدرجة الثالثة الذي يمكن الإطاحة بمنصبه عن طريق الرئيس التنفيذي الذي لم يحب ربطة عنقه. وماذا يعنيه هذا بالنسبة لك، إذا كنتَ مستثمراً؟ بشكل عام، مباشرة يعد هذا النوع من الإعلانات هو أسوأ وقت للفرار من السوق، لأن هناك علاوة لمخاطر كبيرة يتم تحديدها «لعدم معرفة ما الذي سيحدث»، وإذا كنت رئيساً ستخرج من منصبك، فستكون الشخص الذي يدفع علاوة المخاطرة. لكن الكثير سيعتمد على كيفية اتخاذ العديد من الناس القرار لترك بيمكو بسبب هذا، وكم يتوجب على بيمكو أن تبيع من الأشياء، وبأي أسعار، من أجل سداد ديونها. اتسعت هوامش السندات هذا الصباح في الوقت الذي يستعد فيه المتداولون لعمليات الاسترداد (أي تصفية تعاملاتهم وقبض الأموال الناتجة عن ذلك)، والسبب في ذلك هو، مرة أخرى، كون الشركة أكبر صندوق سندات في العالم يحرك الأسواق. بعبارة أخرى، علينا أن نتوقع سلوك طريق وعر بعض الشيء في الوقت الذي تقوم فيه الأسواق بدراسة الموقف وتحليل هذه الفوضى.