فى الأسبوع الثالث من شهر مايو العام الحالى ذكرت وكالة بلومبيرج بان بريطانيا قد تفقد ميزة تصنيف AAA وذلك لأول مرة فى تاريخها بسبب المديونية الضخمة والتى اوشكت ان تصل الى نسبة 100% من اجمالى الناتج المحلى بعد ان خفضت وكالة ستاندراندبورز توقعاتها لبريطانيا من مستقر الى سلبى, فى اليوم التالى لذلك بيل جروس ويعد من "ابرز المستثمرين فى سوق سندات الخزنة بالولاياتالمتحدة" طبقا لنيويورك تايمز قولة" بنهاية المطاف ستفقد الولاياتالمتحدة تصنيف AAA بسبب تضخم العجز فى الميزانية" والذى بلغ حتى الان 1,86 تريليون دولار بنسبة تعادل حوالى 50% تقريبا من اجمالى الانفاق المتوقع لميزانية العام القادم 2010م والتى يبدا العمل بها مع بداية شهر اكتوبر 2009م, السيناريو التالى يوضح ما قد تصل الية تصنيفات سندات الخزنة للحكومة الامريكية فى ضل الانفاق المتزايد المتوقع خلال العقد القادم. في 14 أكتوبر 2007م السيناتور جورج فينوفيتش VOINOVICH جمهوري من ولاية أوهايو قوله "سندات الخزنة الامريكية ستفقد تصنيف AAA الائتماني بحلول عام 2012م الى AA بسبب تدهور السياسة المالية للحكومة الامريكية على المدى الطويل وهى توقعات جاءت ضمن تقرير نشر لستاندراندبورز عن تأثير زيادة عدد المسنين او مايعرف بجيل بيبى بومرز baby boomers للذين ولدو بعد الحرب العالمية الثانية مابين الفترة من عام 1946م وحتى عام 1964م حسب مصادر مكتب الاحصاءات العامة الذى يتوقع ان يصل عددهم (جيل البيبى بومرز) الى حوالى 80 مليون نسمة يستحقون الحصول على معاشات التقاعد والرعاية الصحية من بداية عام 2008م لمواليد عام 1946م وحتى عام 2025م لمواليد 1964م وبالتالى الى زيادة انفاق الولاياتالمتحدة على الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي والتى تستنزف حاليا 1 تريليون دولار سنويا اى مانسبة 30% تقريبا من الميزانية الفيدرالية. ويتوقع تقرير ستاندراندبورز ايضا ان يستمر خفض تصنيف السندات الامريكية الى درجة A فى عام 2015م ومن ثم الى درجة BBB فى عام 2020م ومع حلول عام 2025م باكتمال عدد المتقاعدين الحاصلين على معاشات التقاعد والرعاية الصحية من جيل بيبى بومرز (80 مليون مستحق) يتحول تصنيف سندات الخزنة الامريكية لسندات لا قيمة لها junk bonds بعد خفض درجة التصنيف الى اقل من BBB, هذا التصنيف ايضا يتتزامن مع توقعات وكالة موديز فى يناير 2008م بأن الولاياتالمتحدة قد تفقد ميزة تصنيف AAA خلال العشر سنوات القادمة (2017م) بعد مرور مائة سنة على احتفاظها (الولاياتالمتحدة) بتصنيف AAA (1917م) اذا لم تحد من التكلفة المتزايدة للرعاية الصحية والضمان الاجتماعي طبقا لوكالة مووديز. وقد تحدث عن خطر زيادة الانفاق الحكومى فى مجال الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي بوصول جيل بيبى بومرز الى سن التقاعد ايضا ديفيد وللكر Walker المراقب العام المالى السابق للولايات المتحدة فى اواخر عام 2007م بقولة " عندما يبدا جيل بيبى بومرز التقاعد باعداد كبيرة سيتزامن معة سونامى tsunamis من الانفاق الحكومى لم يحدث مسبقا, وقد قدر حجم هذا السونامى من الانفاق الحكومى المدير التنفيذى ورئيس بنك الاحتياط الفيدرالى بدلس ريتشارد فيشر فى كلمة القاها بنادى الكومنولث بسان فرنسيسكو فى 28 مايو 2008م بقولة "ان الالتزامات الغير ممولة unfunded liability للاجيال القادمة فى مجال الرعاية الصحية (الاقامة بالمستشفى,زيارة الطبيب والادوية) والضمان الاجتماعى تتجاوز مخصصات الضرائب بمبلغ يصل الى 100 تريليون دولار بعائد سنوى يبلغ حوالى 6%. لذا اعتقد وطبقا للسيناريو السابق للتكلفة الهائلة المتوقعة لوصول جيل بيبى بومرز الى سن التقاعد, العجز فى الميزانية والذى يصل الى 1,86 تريليون ويتوقع يستمر خلال العقد القادم 2010م-2019م بتكلفة تتجاوز 9 تريليون دولار, الديون المباشرة والغير مباشرة للحكومة الامريكية ولتى قد تصل الى 120 تريليون دولار بنهاية العام الحالى وهى عبارة عن مديونية مباشرة تصل الى 11,6 تريليون دولار تمثل الدين العام المعلن, ومديونية غير مباشرة تصل الى 107 تريليون دولار وهى التزامات الحكومة تجاة الرعاية الصحية والضمان الاجتماعى, التكلفة الاجمالية للازمة الحالية ولتى قد تتجاوز 13 تريليون الى جانب استمرار الانفاق المتزايد للحكومة الامريكية بدون توفير او زيادة للضرائب بل على العكس الرئيس اوباما وعد بخفضها (الضرائب) على نسبة 95% من الشعب الامريكى وذلك من اجل تحفيز الاقتصاد كلها عوامل ستؤدى مع بداية العقد القادم الى تصاعد احتمالات فقدان الثقة فى النظام المالى والنقدى (الدولار) فى الولايات التحدة الذى سينعكس بدورة على تصنيف سندات الخزنة لتصبح بدون قيمة تقريبا junk bonds , وهو ما يحذر منة الكثيرين منهم وارن بوفيت الذى ينصح "بالابتعاد عن الاستثمارات المدعومة بالدولار مثل سندات الخزنة لانها غير صالحة للاستثمار على المدى الطويل" حسب قولة. هذا من جهة من جهة ثانية اعتقد ان توجة دول المنطقة وخاصة المملكة التى اعلنت عن نيتها انفاق حوالى 400 بليون دولار خلال الخمس سنوات القادمة على مشاريع تنموية يعد مؤشر ايجابى ترمى من خلالة المملكة ودول المنطقة تحقيق هدفين الاول زيادة الانفاق من اجل تحفيز الاقتصاد خلال فترة الركود الحالية التى تمر بالعالم, والثانى الابتعاد و تقليص حجم الاستثمارت الخارجية المخصصة لشراء سندات الخزنة الامريكية كما كان يحدث فى السابق وذلك لتفادى تدهور الوضع المالى المتوقع للحكومة الامريكية خلال العقد القادم.