توقع محمد العريان أن يغادر بهدوء. لم يكن الرجل المرشح ذات يوم لخلافة بيل غروس رئيس الإستثمار في "بيمكو" يعلم أن الرحيل عن أكبر شركة في العالم لإدارة صناديق السندات سيثير عاصفة، ولم يدر بخلده مواصلة العمل ولكن بساعات أقل. وفي حوار هو الأوسع حتى الآن عن قراره المثير للجدل في يناير كانون الثاني بترك "بيمكو" التي تبلغ أصولها نحو تريليوني دولار أبلغ العريان رويترز "لو كنت أعلم أن الإعلام سينصب هذا السيرك لكن فعلت أشياء كثيرة بشكل مختلف". وتسائل "هل كان من الممكن بدلاً من المضي بسرعة 100 ميل في الساعة أن نمضي مثلاً بسرعة 50 ميلاً في الساعة؟. وقال "بصراحة تامة لم أستطلع ذلك الخيار. لم أستطلعه قط". واصفاً أسلوبه الإداري بمحاولة العمل بأقصى جهد مثل الجميع أو أكثر. وقال إن العمل بدوام جزئي لم يكن "ليتسق" مع أسلوبه. وأحدث رحيل العريان هزة في عالم الإستثمار،إذ كان ينظر إليه كوريث "لملك السندات" غروس. وثارت تساؤلات عن العلاقة بين الرجلين وعن خطط "بيمكو" التابعة لشركة الخدمات المالية الألمانية العملاقة أليانز. وغادر العريان لنفس السبب التقليدي الذي يغادر لأجله المسؤولون التنفيذيون: الرغبة في قضاء مزيد من الوقت مع الأسرة. وقال العريان إنه خلص إلى أن "أباً جيداً أهم من مستثمر جيد". وأدرك العريان أنه بحاجة إلى التغيير في أيار (مايو ) 2013 بعد أن كتبت إليه ابنته البالغة عشر سنوات قائمة من 22 حدثاً مهما في حياتها لم يكن حاضراً فيها. وبعد استقالته عينت "بيمكو" ستة أشخاص في منصب نائب مدير الإستثمار يعملون تحت إمرة غروس البالغ 70 عاماً. وقبل ذلك لم يكن أحد يشغل منصب مدير الإستثمار إلى جانب غروس والعريان. وأحدثت التغييرات هزة في أوساط مستثمري "بيمكو" الذين سحبوا هذا العام 25 بليون دولار من صندوق "بيمكو توتال ريترن" أكبر صندوق سندات في العالم والصندوق الرئيسي لغروس. وبعد فترة وجيزة من رحيل العريان عن "بيمكو" تحدثت التقارير عن خلاف شخصي حاد بين الزميلين القديمين. وفي آذار (مارس) أدلى غروس بتصريحات عدة لرويترز شكك فيها في السجل الإستثماري للعريان وزعم أنه كان يحاول "تقويضه". وفي المقابلة التي جرت معه بمقر رويترز في نيويورك أمس الإثنين رفض العريان مراراً مناقشة تصريحات غروس مكتفياً بوصف شريكه السابق بالبارع. ورغم مغادرة "بيمكو" احتفظ العريان بمنصب في "أليانز" كمستشار اقتصادي كبير حيث يقول إنه يمضي "نصف وقته ويحب ذلك". وقال العريان إنه "لا يتعامل" مع "بيمكو" في منصبه الجديد رغم أن ل"أليانز" مكاتب قرب مقر "بيمكو" في نيوبورت بيتش في ولاية كاليفورنيا الأميركية. وقال "ذلك هو النهج السليم لإتاحة الفرصة للقيادة الجديدة التي أكن لها كل الاحترام. عملي في أليانز لا يرتبط بهم".