اختطف مسلحون ينتمون لتنظيم القاعدة 14 جندياً يمنياً، كانوا يستقلون حافلة عائدين من الخدمة في شرق اليمن إلى بلداتهم وقتلوهم فيما يعتقد مسؤولون أنه عمل انتقامي رداً على الحملة التي شنها الجيش في المنطقة في الآونة الأخيرة. وكان الجيش اليمني قد دفع بقوات إضافية لمنطقة وادي حضرموت في شمال شرق اليمن، للتصدي لمحاولات جماعة أنصار الشريعة الذراع المحلية للقاعدة إعلان إمارة إسلامية في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت. وذكر مسؤولون وسكان أنه عثر على جثث الجنود الأربعة عشر وعليها آثار الرصاص، ملقاة على طريق قرب مدينة سيئون بعد ثلاث ساعات من خطفهم من حافلة عامة. وأكدت جماعة أنصار الشريعة على صفحتها على تويتر في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، أن مسلحيها نصبوا الكمين وقتلوا الجنود لمشاركتهم في عمليات الجيش ضد الجماعة. وذكرت الجماعة أن "المجاهدين انزلوا الجنود وحققوا معهم وتحققوا عبر هوياتهم العسكرية من انتمائهم لوحدات الجيش المتمركزة في سيئون." وتابعت الجماعة "بعد ذلك اقتادهم المجاهدون إلى سوق المدينة، حيث ألقوا كلمة في الجموع المحتشدة توضح أن الجنود الأسرى قد شاركوا في الحملة العسكرية الأخيرة على أهل السنة في وادي حضرموت، لذا قرر المجاهدون قتلهم جزاء وفاقاً على جرائمهم." كما نشرت الجماعة صوراً للجنود يرتدون ملابس مدنية يحيط بهم متشددون ملثمون ويتفقدون بطاقات هويتهم. وظهر الجنود في إحدى الصور جالسين على الأرض يحيط بهم المتشددون بملابس مدنية أيضاً. وقال سكان: إن جميع الجنود- الذين كانوا في طريقهم لزيارة عائلاتهم في صنعاء على بعد نحو 600 كيلومتر- أصيبوا بأكثر من رصاصة أطلقت من بنادق آلية. وقال مسؤول: "يبدو كما لو كان عملاً انتقامياً." ويقول نشطاء: إن القائد الميداني للقاعدة جلال بلعيدي هو المسؤول عن عملية خطف وقتل الجنود، وكان بلعيدي قاد عدة عمليات في حضرموت، كان آخرها الاستيلاء على بنوك في مدينة القطن، ويقف خلف التخطيط لعدة هجمات نفذها مسلحو التنظيم في عدة مدن يمنية، وكان بالعيدي قائد مسلحي أنصار الشريعة - القاعدة - في محافظة أبين، عندما كان التنظيم يحكم سيطرته عليها عام 2011 حتى منتصف العام 2012. حاضنة التنظيم وتعليقاً على العملية، قال الصحفي والكاتب اليمني، عمار علي أحمد: إن "تغيير تنظيم القاعدة في اليمن من استراتيجية حربه مع وحدات من الجيش، باستخدامة أساليب وحشية مع الجنود الذين يختطفهم، قد يفقده الحاضن القبلي". وقال الصحفي في حديث ل(اليوم): "إن ما حدث تطور خطير كونه يمثل تقليداً لنموذج داعش من قبل تنظيم القاعدة في اليمن أو ما يسمون بأنصار الشريعة وقد تكون له تبعات خطيرة على التنظيم". وتابع: "من المعروف أن تنظيم القاعدة في اليمن دائماً ما يراعي الطبيعة اليمنية، ويحرص على عدم إغضاب الحاضن القبلي المتعاطف معه ولذلك من خلال عدم تبني مثل هذه العمليات البشعة كون من المعروف قبلياً وعرفاً حرمة قتل الأسير فضلاً عن ذبحه بهذه الطريقة البشعة". ويرى الكاتب والصحفي في صحيفة الوحدوي المملوكة، لأحد الأحزاب السياسية اليمنية في تكتل اللقاء المشترك، أن "تنظيم القاعدة في اليمن يدرك استحالة تطبيق سياسة الرعب" كون المجتمع اليمني مجتمعا قبليا ويستطيع في أي لحظة أن يثور ضد عناصر التنظيم وينهي تواجدهم تماماً. حد تعبيره. وأدى وجود فراغ في السلطة خلال الاضطرابات السياسية التي أعقبت انتفاضة أطاحت بالرئيس علي عبد الله صالح في 2011 إلى تقوية شوكة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والذي يحاول الهيمنة على مناطق في جنوب اليمن وشرقه. ويشن الجيش اليمني الذي تدعمه الولاياتالمتحدة حملات ضد متشددين يحاولون إحكام السيطرة على مدن أو بلدات في جنوب وشرق اليمن استولوا عليها على مدى السنوات الثلاث الماضية. ولجأ المتشددون لشن هجمات خاطفة تستهدف جنود ومعسكرات الجيش ومنشآت حكومية في المنطقة. مكاسب الجيش وجاء هجوم يوم الجمعة، بعد المكاسب التي حققها الجيش في الآونة الأخيرة ضد المتشددين الذين حاولوا تعزيز سيطرتهم على منطقة وادي حضرموت في شرق اليمن. وقتلت قوات الأمن اليمنية ما لا يقل عن 25 متشدداً مشتبهاً به في سلسلة من المواجهات في منطقة وادي حضرموت خلال الأسبوع الأخير، من بينهم سبعة قتلوا يوم الخميس، عندما حاولوا مهاجمة منشأة للجيش. وأمر الرئيس عبد ربه منصور، مؤخراً بإرسال قوات إضافية إلى المنطقة بعد أن وزع المتشددون منشورات تشير إلى أنهم يريدون إعلان إمارة إسلامية في سيئون ومنع خروج النساء دون محرم. وفي الحادث الذي وقع يوم الخميس، قالت وزارة الدفاع اليمنية: إن هدف المتشددين كان مقر المنطقة العسكرية الأولى التي تغطي منطقة حضرموت. وقال سكان: إن عدداً صغيراً من المتشددين أيضاً، استولوا لفترة قصيرة على العديد من المباني الحكومية بما في ذلك مقر الشرطة ومكتب المخابرات في مدينة القطن القريبة يوم الخميس. وقتل تسعة يشتبه في انتمائهم للقاعدة في حضرموت، يوم الأربعاء، عندما حاولوا نصب كمين لقوات متجهة إلى شرق اليمن لتعزيز سلطة الدولة هناك. وتنظر الولاياتالمتحدة إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على أنه أحد أكثر أجنحة شبكة المتشددين التي أسسها أسامة بن لادن نشاطاً. وزادت واشنطن من دعمها للحكومة والجيش بوضع الهجمات الجوية بطائرات بدون طيار في قلب استراتيجيتها.