قال مسؤول محلي ومقيمون أمس: إن 27 شخصاً على الأقل قتلوا في غارة شنها مسلحون على مدينة في جنوب شرق اليمن، فيما يواصل تنظيم القاعدة التصدي لحملة حكومية ضده في البلاد. ودخل المهاجمون الذين كانوا يحملون قذائف صاروخية وقذائف مورتر ومتفجرات مدينة سيئون من الصحراء المحيطة بها، وهم يستقلون 15 شاحنة بعد أن فجروا سيارة ملغومة على مدخل المدينة في محافظة حضرموت. ويشن تنظيم القاعدة العديد من هجمات الكر والفر منذ أن طرده الجيش اليمني الشهر الماضي من معاقله في محافظتي أبين وشبوة في الجنوب. ويخشى الغرب من أن التنظيم قد يستغل اليمن كقاعدة لشن هجمات دولية. واستهدف المسلحون ما لا يقل عن سبعة مواقع بينها مواقع عسكرية رئيسية ومقر الشرطة المحلية وفروع بنوك بالإضافة للمطار. وذكر سكان أن امدادات المدينة من الكهرباء انقطعت خلال الهجوم، وأنهم سمعوا دوي انفجارات وأصوات أعيرة نارية خلال الليل. واستولى المسلحون لفترة وجيزة على بعض المباني قبل الانسحاب، صباح السبت. وقال مسؤول محلي طلب عدم نشر اسمه لرويترز: «أرادوا السيطرة على المدينة». وتابع: إن عدد القتلى من المتشددين بلغ 20 وأنهم أخذوا معهم 18 من جثث القتلى. وقال: إن خمسة من قوات الأمن وجنديين قتلوا في اشتباكات. وأشارت مصادر أخرى إلى أن «المهاجمين لم يتمكنوا من اقتحام مقر المنطقة العسكرية وقوات الأمن الخاصة ومبنى المخابرات والبنك المركزي، حيث واجهوا مقاومة شديدة، فيما نجحوا في السيطرة على مقر الشرطة والمباحث وإدارة المرور ومجمع الدوائر الحكومية ومكتب البريد».
أنصار الشريعة وقال مسؤولون محليون: إنهم يشتبهون في أن يكون الهجوم بقيادة جلال بلعيدي، وهو أحد أبرز أعضاء تنظيم القاعدة في المنطقة. ورفع المسلحون شعار أنصار الشريعة فوق استاد سيئون الرياضي. وقالت مصادر محلية: إن عناصر من تنظيم القاعدة تمكنت من أسر 4 جنود في هجوم على مقر المنطقة العسكرية الأولى. وتمتد محافظة حضرموت من ميناء المكلا في الجنوب، وحتى الحدود السعودية عبر وديان شاسعة وصحراء قاحلة. وتستغل القاعدة هذه التضاريس الوعرة لمصلحتها عبر الشرق الأوسط. وذكر موقع المكلا أمس على الانترنت، أن المهاجمين كانوا يرتدون زي الجيش اليمني. وأضاف، أن عشرات الجرحى نقلوا إلى مستشفيات محلية. ويحاول اليمن الذي يسكنه 25 مليون نسمة إنهاء ثلاثة أعوام من الاضطرابات السياسية التي بدأت بمظاهرات حاشدة في 2011 ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي حكم البلاد 33 عاماً قبل أن يتنحى. وإلى جانب المعركة ضد تنظيم القاعدة تواجه الحكومة انفصاليين يسعون للاستقلال في الجنوب، ومعارك مع الحوثيين الشيعة الذين يحاولون بسط سيطرتهم على شمال البلاد. انفجار سيارة من جهة أخرى، ذكرت مصادر قبلية لوكالة فرانس برس أن أربعة من المتمردين الزيديين الشيعة قتلوا مساء الجمعة في انفجار سيارة مفخخة في شمال اليمن. وقال أحد هذه المصادر: إن «أربعة من عناصر الحوثي قتلوا وجرح شخص خامس بسيارة مفخخة انفجرت في نقطة تفتيش تابعة لجماعة الحوثي في مديرية الغيل بمحافظة الجوف» شمال اليمن. وأضاف المصدر نفسه في اتصال هاتفي مع فرانس برس من الجوف: انه «يعتقد أن انتحارياً كان بداخل السيارة المفخخة».