جرت العادة أن تقام مهرجانات ترفيهية في الأعياد بمختلف مناطق المملكة لمشاركة أسر المواطنين والمقيمين فرحتهم من خلال مسابقات خفيفة والعاب للأطفال، وفي هذا العام شهدت بعض من المناطق عروضا مسرحية مكثفة طوال ايام العيد مما كسر الروتين المتعارف عليه في كل العام خصوصا ان الأسر بدأت تعي دور المسرح في نشر المعرفة وتأصيل القيم. ندرك ان عددا كبيرا من المواطنين يتجهون في الإجازات الى الدول المجاورة لحضور العروض المسرحية وارتياد دور السينما ومن الطبيعي ان يتحول مسار المهرجانات في المملكة الى عروض ترفيهية لحاجة المجتمع الى قاعدة مسرحية تستقطب المواهب وتؤسس لوعي جديد. التجربة تحتاج الى المساندة والتشجيع من قبل الجهات الحكومية المعنية بالمهرجانات والقطاع الخاص عبر تقديم الدعم المادي لأنها مكلفة ماليا لكن المردود الاجتماعي والثقافي وما تقدمه من خدمة جادة للمواطنين والمقيمين تستحق منا الرعاية وتقديم ما يلزم لنجاحها لأنها قادرة من خلال النضج والتطوير المستمر على تقديم بنية تحتية (مواهب ممثلين وكتاب مسرح منتجين) يستفيد منها قطاع الفن والثقافة. نأمل ان تستمر التجربة وأن لا تتحالف ضدها معاول الهدم التي تبرز لإجهاض اي تجربة جديدة تشيع الفرح والبهجة في مجتمعنا وهو دور منوط بالإعلام المحلي ان يعززه ويدافع عنه. الحضور الكثيف في الاحساء والدمام والرياض وجدة يؤكد على ان مجتمعنا يؤمن بالمسرح في تأصيل القيم الجميلة وإشاعة الفرح في المجتمع السعودي.