تعد الأسرة هي الدعامة الأولى للمجتمع وهي البيئة الصحية الطبيعية والآمنة لذويها من الأطفال وكبار السن والمعوقين، وغيرهم من الفئات التي تحتاج للخدمة والرعاية، ولا يمكن بحالٍ من الأحوال أن يحل أحد مكانها، ولكن حين تفقد إحدى هذه الفئات العائل والمعين لهم؛ أنشأت الدولة -رعاها الله- دوراً للرعاية الاجتماعية للعناية بهم، والعمل على مساعدتهم وخدمتهم اجتماعياً، ونفسياً، وصحياً، وإكسابهم العادات والقيم الاجتماعية المُثلى، وتحقيق الأمن النفسي والإشباع العاطفي لهم، ومن ذلك الاحتفال معهم بفرحة العيد، وإدخال الفرح والسرور عليهم، ومشاركتهم الاحتفال، من خلال تنظيم الفعاليات، ودمجهم مع أبناء المجتمع، بما يعزز الشعور لديهم -وهم كذلك- بأنهم جزء مهم في نسيج هذا الوطن الكبير. أنشطة جديدة وذكرت «حضية المطيري» -مقيمة بدار الرعاية الاجتماعية بجدة- أنّهم يشاركون الأخصائيات ومدربات المهارات والقائمات على رعايتهم في الإعداد والتخطيط لبرامج وأنشطة العيد، والتي اشتملت على مهرجانات، وزيارات، ورحلات، ومعسكرات لبعض مدن المملكة، مضيفةً: «نأمل نحن المقيمات بدار الرعاية الاجتماعية بجدة مستقبلاً إضافة برامج جديدة، غير التي اعتدنا عليها، كإنشاء نادي ثقافي أسوة بنادي (سنايا) في الدمام، أيضاً نطمح لزيارة تعريفية وترفيهية لدول الخليج العربي، كما سعدنا سابقاً بزيارة لبعض مناطق مملكتنا الغالية». وعبّرت «سارة حمد» -من فتيات دار الرعاية الاجتماعية بالدمام- عن استبشارها بالجديد ضمن برنامجهن الاحتفالي لهذا العام، والمتمثّل فيما سيقدمه لهن الفريق التطوعي «نماء وتمني» من برامج جديدة ومتنوعة، كما نقلت مقترحها هي وزميلاتها بالدار بأن تكون التهنئة واحتفالية العيد في صورة ملتقى احتفالي على مستوى المملكة، يجمع بعض منسوبات وفتيات الدور من مختلف فروع وزارة الشؤون الاجتماعية. ألوان مبهجة وأوضحت «نهاية بحيص» -مسنة مقيمة بدار الحنان في جازان- أنّ العيد فرحة وفرصة لاسترجاع ذكريات شبابها، حيث كانوا يحيون ليلة العيد بأهازيج وألعاب شعبية، متمنيةً أن تعود تلك الأيام وتعيش فرحة العيد من جديد. ولفتت «أمل أبو زية» -من فتيات مؤسسة رعاية الفتيات بأبها- إلى أنّهم يسعدون كثيراً بعيد الفطر المبارك، مضيفةً أنّ الأيام المفتوحة التي أدرجت من قبل الأخصائيات ضمن برنامج العيد رائعة، مؤملةً أن يستمتعوا ويستفيدوا بما سيمارسوه خلالها من مهارات ذهنية وحركية. فيما اختصر «سلمان فهد سالم» تعبيره عن فرحة العيد بالدار في حبه للألعاب النارية، حيث أنّه ينتظر العيد من أجلها، متمنياً أن يشاهد السماء كلها أضواء وألوان مبهجة. كسر الروتين وبيّنت «سحر خالد» -من مقيمات دار الرعاية الاجتماعية بجدة- أنّ أسعد لحظات العيد لديها هي اللحظة التي تجمعها بأعز وأقرب الناس لقلبها، مضيفة أنّ العيد يعتبر فرحة كبيرة ومنعطف هام وجميل في حياتهم، يكسر الروتين اليومي، مؤكّدةً على أنّ فرحتها لن تكتمل إلاّ بزيارتها ورفيقاتها بالدار للأماكن الأثرية القديمة، ومعايدتهن لكبار السن، وللأطفال المرضى في المستشفيات. فيما ظهر على «هدى عبدالله عبدالعزيز عامر» و»سعيدة عبدالمجيد عبدالله مسفر» -ابنتا وصديقتا الدار منذ الطفولة- ولائهم للدار في الحفاوة والاستقبال للقادم، والحديث عن ليالي العيد وما يتخللها من رحلات، وتسوق، وزيارة للصديقات، والخروج للاحتفال مع الجميع. دمج اجتماعي وأكّد «علي ناصر العبيدي» -أخصائي اجتماعي بالدور- على أهمية الدمج الاجتماعي لنزلاء الدور في العيد، مع ضرورة التنويع في البرامج والأنشطة المقدمة لهم، بحيث يشاركون أهالي الأحياء المجاورة المعايدة ووجبة الإفطار، وزيارة منازل الجيران ومعايدتهم، والمشاركة في الاحتفالات الرسمية لأهالي المنطقة، والتعرف على الفنون والألوان الشعبية المقدمة من المحافظات، ومعايدة المسؤولين، وتنظيم رحلات وزيارة الأماكن الترفيهية، من ملاهي واستراحات وغيرها، موضحاً أنّه بهذه الطريقة تتحقق عملية دمج اجتماعي مثلى، بحيث لا يشعرون أنّ هناك فرق بينهم وبين أمثالهم من أفراد المجتمع. مشاركة مجتمعية ونوّهت «نادية عوض العقبي» -المديرة العامة لمكتب الإشراف الاجتماعي بمنطقة المدينةالمنورة- بأنّ الجديد والمميز لعيد هذا العام في دار التربية الاجتماعية للبنات بالمدينةالمنورة هو تركيب ملعب صابوني ترفيهي بالداخل، بالإضافة إلى الفعاليات المعتادة والتي تبدأ بصلاة العيد في الحرم النبوي، وتناول الغداء في فندق «أوبرى»، مع حضور مهرجان العيد في «الراشد ميغا مول» ليلاً ثم يستمر البرنامج لباقي أيام العيد، يتخلله معايدة فتيات الدار لأخواتهن في القرية النموذجية، مع مشاهدة مهرجان العيد في حديقة الملك فهد، وتناول وجباتهم في كل من مطعم «الفلك» و»فندق المريديان»، مشيرةً إلى أنّها نظمت لهن زيارات لكل من مستشفى الأطفال، وإحدى الأربطة بالمدينةالمنورة، وذلك لمشاركتهن المجتمع بالدعم، والمعايدة، وتقديم الهدايا، مقدمةً شكرها لداعمي الدور. مشاركة الأهالي ولفتت «ليلى باهمام»-رئيسة وحدة العلاقات والإعلام بمكتب الإشراف الاجتماعي بالمنطقة الشرقية- إلى أنّ فرحة منسوبي مركز التأهيل الشامل للمعاقين بالأحساء في العيد ستكون بالتشارك مع دار التربية الاجتماعية للبنات بالأحساء، والدار الإيوائية التابعة لجمعية فتاة الأحساء الخيرية، وبحضور ومشاركة الأهالي. معايدة المرضى وشدد «محمد سعد حمرة» -مدير دار التربية الاجتماعية للبنين بأبها- على أنّهم يحرصون على دمج الأيتام مع فئات المجتمع، والترفيه عنهم، وإدخال الفرحة عليهم، مبيّناً أنّهم يعملون سنوياً وبكل عيد على الاحتفاء بالعيد بمشاركة سكان الأحياء المجاورة للدار، ويكون ذلك على مدى ثلاثة أيام، وفق برنامج معد لهذه المناسبة، حيث يبدأ البرنامج بالإفطار الجماعي يوم العيد بمشاركة أهالي الحي، ومعايدة أمير المنطقة وأهالي الأحياء المجاورة وأصدقاء الأيتام بالدار، وتقديم الهدايا، وحضور احتفالات الأهالي وزيارة الأماكن الترفيهية المختلفة، ومعايدة المرضى بالمستشفيات ونزلاء دور الرعاية الاجتماعية الأخرى، ومراكز التأهيل الشامل للمعوقين، وتقديم الهدايا لهم بمناسبة العيد، وفي آخر أيام العيد سيتم اصطحابهم في رحلة جماعية لمحافظة جدة تستمر لمدة عشرة أيام. تزيين الدار وطالبت «ابتسام محمد الضالعي» -مديرة دار الحماية والضيافة للفتيات بمحافظة جدة- أهالي الفتيات وكافة شرائح المجتمع من حولهن بالتسامح معهن، ومشاركتهن فرحة العيد، وأن تكون نظرتهم لبناتهم إيجابية بناءة، لا تنقص من قدرهن ومكانتهن شيء، مبيّنةً أنّها حرصت على إعداد برنامج يضمن لهن المتعة والفائدة، بدايةً بتزيين الدار ومسابقة لأفضل لوحة فنية من رسم الفتيات، تعبيراً عن فرحتهن بالعيد، أيضاً وضع الفتيات للحناء قبل العيد، والقهوة والحلى والإفطار الجماعي مع الأسر بعد العيد، يتخللها مسابقات ورحلات ترفيهية. شراكة مجتمعية وثمنت «سميرة سويد السلطان» -مديرة مؤسسة رعاية الفتيات بالأحساء- دعم الشركاء في كافة القطاعات التي تقدم لهم برامج توعوية، وترفيهية، ومجتمعية، كالضمان الاجتماعي، والأحوال المدنية، ومكاتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات. كسوة العيد وأكّد «عبدالله رشاد الخالدي» -مدير جمعية بناء الخيرية للأيتام بالمنطقة الشرقية- على أهمية هذه المناسبة للأيتام وحرص الجمعية على مشاركتهم فرحتهم، من خلال توزيع كسوة العيد عليهم، مشيراً إلى أنّ الجمعية تحرص على الدعم المعنوي للأيتام، بحيث يكون برنامج العيد عائلي ومشترك مع جميع فئات المجتمع، فعملت على تنظيم حفل لمعايدة الأيتام مع أسرهم ثاني أيام العيد، يشمل الحفل برنامج تثقيفي، وترفيهي، توزع فيه الهدايا للأيتام. فيما أوضحت « فائزة مرزوق الغامدي» -مديرة مركز التأهيل الشامل للإناث بالدمام- أنّ الجديد في برنامجهم لعيد الفتيات هذا العام بالإضافة للمعتاد هو دعوة مشغل نسائي لتزيين الفتيات بالعيد، مع نقش الحناء على أيديهن، وتصميم الفتيات لبطاقات يقدمنها للزائر لهن في أيام العيد. عشان نسعدكم وقالت «عائشة فقيهي» -مديرة دار الحنان لرعاية الأيتام والمسنين بجازان أنّ العيد من أهم وأحب المناسبات التي تُدخل البهجة والسرور على نفوس نزلاء الدار من المسنات والأيتام، مضيفةً أنّه تم تجهيز كسوة العيد للجميع، مع برنامج المعايدة والذي يشتمل على حفلة معايدة للأطفال ولقاء فتيات الدار بصديقاتهن وذلك في صالة احتفالات الدار، بالإضافة إلى برنامج ترفيهي للمسنات بعنوان «جدتي أفضل مني» بحضور فتيات الدار، ومن يرغب بالحضور فالدعوة عامة، كما سيكون هناك في باقي أيام العيد حفلة معايدة خاصة للفتيات في استراحة، ورحلة إلى مطل السد بالعارضة، كذلك رحلة ترفيهية إلى استراحة ومسبح الكادي مول، مشيرةً إلى تعاون فئات المجتمع بمستوى يشكروا عليه، حيث نظمت إحدى المتبرعات من مكةالمكرمة حفل للأطفال والفتيات في إحدى الاستراحات، يحوي الكثير من الفقرات أيضاً حفل معايدة في اليوم الخامس من قبل الفريق التطوعي تحت عنوان «عشان نسعدكم». الزميلة عافية الفيفي مع أطفال دار الحنان لرعاية الأيتام والمسنين بجازان دور الرعاية تشارك في دمج الفتيات مع المجتمع من خلال احتفالات المناطق بالعيد فعاليات العيد تعوض الأيتام على ما فقدوه «أرشيف الرياض» عبدالله الخالدي علي العبيدي