أعلن الإسعاف الإسرائيلي "نجمة داوود الحمراء" ومصادر عسكرية وطبية إسرائيلية عن وقوع 67 إصابة بين الإسرائيليين معظمهم جراحهم طفيفة، من جراء صواريخ المقاومة الفلسطينية التي تزداد وتيرة إطلاقها باتجاه البلدات والمستوطنات اليهودية، ويتسع نطاق سقوطها من محيط قطاع غزة إلى شمال فلسطينالمحتلة، حيث طالت مستوطنات وقرى مدينة حيفا الفلسطينية الإستراتيجية (جبل الكرمل)، في رد تعهدت فيه حركتا المقاومة الفلسطينية، حماس والجهاد الاسلامي، في "غزة العزة" بأنها ستقدم على مفاجآت. ولأول مرة منذ العدوان على لبنان عام 2006، أمرت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية مساء أمس، في اليوم الثالث للعدوان على غزة، بفتح الملاجئ في مدينة حيفا وقرى ومدن الكرمل ومنطقة وادي عارة شمالي البلاد المحتلة، وذلك على خلفية سقوط صاروخين في منطقتين مفتوحتين في قيسارية والخضيرة، ظهرا، ولم يسفرا عن إصابات. كما شهد اليوم الثالث للعدوان على غزة تطورا وربما رسالة من المقاومة الفلسطينية، مفادها أن مفاعل ديمونا أصبح في مرمى النيران. فقد أعلنت أجهزة الأمن الاسرائيلية أنه تم إطلاق 3 صواريخ من غزة باتجاه بلدة ديمونا، حيث يقع المفاعل النووي الإسرائيلي، واعترضت القبة الحديدية صاروخا فيما تفجر صاروخان في مناطق مفتوحة من دون تسجيل إصابات أو أضرار. يشار إلى أن المقاومة الفلسطينية أثبتت ميدانيا امتلاكها صاروخ "ام-302" الذي يبلغ مداه 200 كيلومتر، سوري الصنع. وصاروخ "آر" الذي يبلغ مداه 160 كلم. وتبنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في بيان اطلاق الصواريخ، وأكدت "اطلاق ثلاثة صواريخ من طراز ام 75 على ديمونا" في اشارة الى صواريخ يصل مداها الى نحو 80 كيلو مترا. ويوجد مفاعلان نوويان في اسرائيل احدهما ديمونا في صحراء النقب والآخر في ناحل سوريك غرب القدس. ويعتقد بأن إسرائيل تمتلك نحو 200 رأس نووي ولكنها لم تؤكد ذلك ابدا او تنف هذه المعلومات. وطالب علماء وسياسيون دوما باغلاق موقع ديمونا الذي يزيد عمره على خمسين عاما لأن عمره يزيد من خطر وقوع حوادث فيه. ويأتي إطلاق هذه الصواريخ في الوقت الذي يتواصل فيه العدوان الإسرائيلي في القطاع، من غارات جوية وقصف مدفعي بحري وبري. ووفقا للجيش الإسرائيلي فإنه بحلول مساء الأربعاء، قصف حوالي 130 موقعا في قطاع غزة بينها بيوت مواطنين، وسقط جراء ذلك، منذ تصعيد العدوان يوم الثلاثاء، أربعون شهيدا وأكثر من 350 جريحا. وتجمع المئات في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة أمس للمشاركة في دفن ستة اشخاص من عائلة واحدة، قتلوا جميعا في غارة جوية اسرائيلية استهدفت منزلهم. ووقف المشيعون وغالبيتهم من الرجال، خارج المسجد قرب منزل الضحايا من عائلة حمد، وحاول بعضهم إلقاء نظرة خاطفة على جثث افراد العائلة الواحدة قبل ان يواروا الثرى فيما صلى آخرون بهدوء. واستهدف صاروخ اسرائيلي منزل عائلة حمد عند منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء، اثناء عودة الوالد حافظ حمد احد قياديي جماعة الجهاد الاسلامي، الى بيته، وفق ما قال سكان في الحي. وقتل حافظ حمد مع خمسة من افراد عائلته من بينهم امرأتان وفتاة في ال16 من العمر، بحسب ما روى اقرباء للعائلة لوكالة فرانس برس. وقال محمد حمد (21 عاما) "كانوا عائلة بكاملها وكانوا اشخاصا محترمين". وتابع "لم يبق سوى الجد واحد اولاده". وافاد احد افراد العائلة ان اسرائيل شنت طلقة تحذيرية قبل قصف المنزل بدقائق قليلة، وغادره غالبية السكان في طوابق اخرى وبرغم ذلك جرح عدد منهم. وقال خلدون حمد: "شنوا طلقة تحذيرية خفيفة استهدفت سطح المبنى وسببت اضرارا طفيفة، وبعد ذلك باربع دقائق شنوا الضربة الثانية". وتابع "كان هناك ثلاث عائلات تعيش في المبنى، حوالي 30 شخصا، بالاضافة الى رجل مطلوب واحد فقط. وبكل الاحوال عمد الاسرائيليون الى قصف المبنى بالكامل". ولم يبق من المنزل سوى حفرة كبيرة في الارض مليئة بالحطام والصفائح المعدنية والفرش المدمر. وانتشرت بين الحطام اشجار نخيل وزيتون اقتلعت من مكانها. واكد محمد حمد ان "اربع دقائق غير كافية" لكي تغادر. ومساء الأربعاء، استشهد فلسطيني وابنه في غارة جوية اسرائيلية استهدفت منزلهما في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة. كما استشهدت امرأة مسنة وطفلة وأصيب ثمانية مواطنين في قصف اسرائيلي، استهدف منطقة الانفاق في رفح جنوب قطاع غزة، كما قتلت طفلة تبلغ عامين بعد استهداف ارض زراعية قريبة من منازل المواطنين في بلدة جباليا شمال غزة. واعترف الجيش الاسرائيلي بأنه شن أكثر من 80 غارة خلال نصف ساعة تزامنا وموعد إفطار صيام الأربعاء، ليصل عدد الشهداء في اليوم الثالث للعدوان إلى نحو 60 شهيدا. ووجه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أمس خطابا بثته تلفزة "الأقصى" التابعة لحماس، قال فيه: "اذا اراد العالم وقف شلال الدم عليه ان يضغط على (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتانياهو وعصبته المجرمة لتوقف عدوانها على غزة ومناطق 1948 وكل أرضنا". واضاف: "شعبنا لم يعد يطيق ان يبقى تحت الاحتلال واستمرار اعتقال ستة الاف اسير (...) ولا يقبل الحصار على غزة ولا يقبل ان يظل تحت الاحتلال" مؤكدا "آن لهذا الاحتلال ان ينتهي". وتابع مشعل "هذا عدوان فرضه نتانياهو علينا ليوقف عدوانه وليوقف الهدم والقتل اولا". وبين مشعل انه مع بدء العملية العسكرية الاسرائيلية الجارية على قطاع غزة "تقاطرت علينا اتصالات من جهات عديدة منها جهات اوروبية تطلب التهدئة". وقال: "نحن اليوم امام معركة كبيرة ونريد من شعبنا الصبر والصمود ومواصلة هذه المعركة المشروعة في وجه العدو"، داعيا "فصائل المقاومة في الضفة والقطاع الى تحمل مسؤولياتها" وموضحا "نحن لا نهدد ولكن من حقنا ان ندافع عن انفسنا". كما دعا "الاخوة في السلطة (الفلسطينية) والاخوة في الاجهزة الامنية ان يقفوا مع شعبهم فنحن في خندق واحد امام العدو الذي لا يفرق بيننا". العودة للاغتيالات وبحث المجلس الوزاري الأمني السياسي المصغر "الكابينيت" العودة الى سياسية اغتيال القيادات السياسية لحركة حماس، وعقد اجتماع "الكابينيت" أمس واستمر حتى الساعة الواحدة والنصف من فجر الاربعاء. وبحسب ما نشر موقع "والاه" فقد بحث الاجتماع في مزيد من الخطوات التصعيدية ضد حركة حماس من ضمنها استهداف القيادة السياسية للحركة، وقدرت مصادر أمنية في الاجتماع أن قصف منطقة المركز "غوش دان" سوف يستمر. وأعلنت شرطة إسرائيل عن استعدادها لرفع حالة التأهب إلى الدرجة القصوى؛ نظرا للأوضاع الأمنية الراهنة، وقام المفتش العام للشرطة، يوحنان دنينو، بعقد جلسة طارئة لتقييم صورة الأوضاع العامة شارك فيها كافة الضباط الكبار، حيث تطرق خلالها إلى التطورات الحاصلة، مشددا على "ضرورة مواصلة انصياع الجمهور إلى توجيهات وايعازات وأوامر قيادة الجبهة الداخلية التي تبغي الحفاظ على سلامة كافة السكان"، مشيرا إلى أن "شرطة إسرائيل موجودة حاليا في خضم معركة مدنية إلى جانب المعركة العسكرية". وأشار مفتش الشرطة الإسرائيلية إلى "مواصلة العمل وفقا للدرجة الثالثة ومنظومة الدرع الواقي وفي كافة أنحاء البلاد مع الاستعداد للتحول إلى الدرجة الرابعة - أي درجة التأهب القصوى. فلسطيني يحمل طفلته المصابة بغارة اسرائيلية