عادت بوادر التوتر إلى قطاع غزة مع ساعات صباح الثلاثاء بعد توالي سقوط الصواريخ الفلسطينية «محلية الصنع» على جنوب اسرائيل، بعد ساعات قليلة من شن الطيران الحربي غارة على شرق مدينة غزة فجراً. وزاد من توتير الأجواء في المنطقة تهديد مسؤولين سياسيين إسرائيليين بتغيير التعامل الاسرائيلي مع غزة «تغييراً جذرياً». وأغارت طائرات حربية إسرائيلية على ورشة حدادة تقع في حي التفاح شرق غزة بصاروخين اثنين فجر الأربعاء فدمّر الأول الورشة وألحق أضراراً مادية جسيمة بالمنازل المجاورة. وأصيبت فتاة فلسطينية بجراح متوسطة اثر إصابتها بشظايا صاروخ، ونقلت إلى مستشفى الشفاء بغزة لتلقي العلاج من إصابتها المتوسطة التي أصيبت بها. وجاء القصف الاسرائيلي بعد ساعات قليلة من سقوط صاروخين فلسطيني الصنع على مستوطنة شعار هنغيف الواقعة في النقب الغربي جنوب اسرائيل مساء أمس الأول الثلاثاء. وتوالى سقوط الصواريخ الفلسطينية صباحاً، بسقوط ثلاثة صواريخ أخرى، أطلقتها المقاومة الفلسطينية على جنوب اسرائيل، ما دفع الإسرائيليين إلى التهديد بتغيير المعادلة على الأرض. وأكد الوزير الإسرائيلي عوزي لانداو على ضرورة وجوب تغيير الإستراتيجية الإسرائيلية حيال التعامل مع قطاع غزة تغييرًا جذريًا. وقال لانداو: «يجب التوضيح لقادة حركة حماس أنهم سيدفعون الثمن شخصيًا لقاء استئناف عمليات إطلاق الصواريخ تجاه اسرائيل». واعتبرت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أن بوادر التصعيد الاسرائيلي بدأت تلوح في الأفق من جديد، بعدما لوحظ ازدياد عمليات التوغل الجزئية سواء في غزة أو مدن الضفة المحتلة. وقال الناطق باسم السرايا «أبو أحمد»: « التهديدات ليست جديدة على الإطلاق، فالعدو دأب منذ انتهاء عدوان 2008- 2009 على إطلاق التهديدات الجوفاء بسبب أو بدون سبب، ويحاول في كثير من الأحيان القيام بعمليات قصف لأهداف فلسطينية مدنية بحجة سقوط صواريخ على مغتصباته المحاذية لقطاع غزة في محاولة لجرّ المقاومة لرد فعل يعطيه الفرصة لشن عدوان نوعي على القطاع. وأضاف إن الاحتلال يهدف لخلط أوراق المقاومة وشغلها عن تعزيز قدراتها العسكرية وكذلك الإجهاض نهائياً على ما تبقى من اتفاق المصالحة الداخلية التي تتأثر كثيراً بالتصعيد الصهيوني.