دخلت الحرب العدوانية الاسرائيلية على قطاع غزة مرحلة جديدة أمس في يومها الثاني بعد سقوط صاروخ فلسطيني من نوع «فجر 5» في تل ابيب، وآخر من نوع «غراد» على مدينة كريات ملاخي أدى الى مقتل أربعة اسرائيليين واصابة آخرين بجروح متفاوتة، اضافة الى سقوط صاروخ ثالث قرب مفاعل «ديمونا» النووي. فبعد أقل من 24 ساعة على اغتيال نائب القائد العام ل «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس» احمد الجعبري، ردت فصائل المقاومة بإطلاق صاروخ من نوع «فجر 5» على تل ابيب، المدينة الاهم في اسرائيل، ما يُظهر تطوراً نوعياً في قدرات الفصائل الفلسطينية، خصوصاً حركتي «حماس» و «الجهاد الاسلامي»، اللتين تمتلكان صواريخ ووسائل قتالية «نوعية» قادرة على ايقاع الاذى بإسرائيل. وتعتبر هذه المرة الثانية التي تصل فيها الصواريخ الى تل ابيب، إذ قصف الجيش العراقي المدينة ومدناً اسرائيلية أخرى بنحو 39 صاروخاً عام 1991 ابان الحرب العراقية. وجاء الرد الفلسطيني مبكراً هذه المرة خلافاً للحرب السابقة التي شنتها اسرائيل على القطاع في 27 كانون الاول (ديسمبر) عام 2008 واستمرت 22 يوماً. ويعكس «قصف» تل أبيب التي تبعد نحو 60 كيلومتراً عن غزة، بالصواريخ من جانب المقاومة الفلسطينية، خصوصاً «حماس»، تصميماً على الانتقام لاغتيال الجعبري، وتصعيداً يحمل رسائل عدة للدولة العبرية لخصه محللون برغبة «حماس» في ايصال رسالة «ردع» لإسرائيل مبكراً حتى تفكر أكثر من مرة وتعيد حساباتها قبل أن تُقدم على رفع وتيرة الحرب على القطاع، أو على شن هجوم بري قد تدفع ثمنه غالياً. اطلاق 200 صاروخ وجاء «قصف» تل ابيب واطلاق أكثر من 200 صاروخ على مدن وبلدات اسرائيلية اخرى مثل كريات ملاخي التي تبعد نحو 40 كيلومتراً عن غزة، ليعطي اسرائيل اشارات لبدء هجوم بري على القطاع، اذ قال جيش الاحتلال ان لديه ضوءاً أخضر بذلك، وتم استدعاء الاحتياط في وقت واصلت الدبابات التدفق على الحدود الشرقية للقطاع البالغ طوله نحو 50 كيلومتراً، ترافقها جرافات ضخمة لفتح طرق خاصة بها من بين كروم البرتقال ومنازل المواطنين، تماماً كما فعلت في الحرب السابقة. 15 شهيداً في هذه الأثناء، ارتفع عدد شهداء القصف الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ عصر أول من أمس الى 15 شهيداً، من بينهم طفلان وسيدة حامل ومسنة، فيما أصيب أكثر من 150 فلسطينياً خلال أكثر من مئة غارة على مناطق متفرقة من القطاع، تركز معظمها في مدينة غزة وشمال القطاع. وشيع آلاف الفلسطينيين جثمان الشهيد الجعبري من دون أي حضور لقادة الحركة البارزين الذين اختبأوا خشية اغتيالهم، وفي ظل ظروف أمنية شديدة التعقيد في القطاع. وتمكنت المقاومة من ضرب بارجة حربية اسرائيلية قبالة شواطئ غزة مساء الأربعاء بصاروخ موجه. واعترف الناطق باسم الجيش الاسرائيلي أفيحاي درعي باستهداف البارجة ومقتل جندي على متنها واصابة ثلاثة آخرين بجروح. وقالت القناة العبرية الأولى ان صاروخاً من نوع «غراد» سقط قرب مفاعل «ديمونا» النووي في قلب صحراء النقب. وأعلنت «كتائب القسام» قصفها مدينة تل أبيب بصاروخ من طراز «فجر 5»، ونحو 100 صاروخ من نوع «غراد» في اتجاه البلدات المتاخمة للقطاع، في رد أولي على اغتيال الجعبري. وقالت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي» إنها أطلقت أكثر من 130 صاروخاً وقذيفة، من بينها 65 صاروخ «غراد» نحو بئر السبع واسدود وكريات ملاخي وعسقلان. وفي قطاع غزة، خلت شوارع مدن القطاع تقريباً من السيارات والمارة بسبب استمرار الغارات الاسرائيلية على مناطق متفرقة ومنشآت مدنية ومنازل المواطنين. كما أغلقت المحال التجارية أبوابها، في وقت سارع فيه الناس لشراء الخبز والخضروات وحاجاتهم الأساسية التي اختفى كثير منها فجأة.