صبوحة خطبها نصيب رغبانة وابوها غلب صبوحة تحب الحبيب ماترضى بوزن ذهب • ولأن هذه الأغنية اليمنية المأخوذة من التراث اليمني الزاخر والمليء بكل ما هو مترسِّخٌ في ذاكرة الكثيرين منّا ، أقول ولأنني أرى أن هذه الأغنية تحديداً ، قريبة جداً من القصيدة وشاعرها بدأت بها .. فصبوحة ( هي القصيدة ) والخطيب شاعرها ( المخطوب ) على أمره في الغالب ، ونصيب هذا أتى في زمنٍ كثُر في الخُطّاب ليس لأنه على وزن ( نصّاب ) بل لذلك ونص ، أيضاً لأنه قلت قدرتهم على ملء قلب ( صبوحة ) ، قد يملؤون عينيها ولكن ومع أول هبة ريحٍٍ تطيرُ وتتطايرُ أجنحة القص و اللصق القصيدة لم يعُد لديها ولم تعُد تملك إلاّ ( الرغبة ) ، الرغبة : سلاحٌ ذو حدين ، وهي وحدها لا تكفي والله ترغبُ بشاعرٍ ينفضُ عنها غُُبار الكسلِ والسنين العجاف ، شاعرٌ يأخُذها من يمينها يُعيد لها هيبتها ، ووقارها ولا ( يُمكْيِجها ) من الخارج فقط ، يسرقها من نفسها ، يُحلِّق بها بجناجي الوعي والإحساس تُحس معه وبه بالحرية ، يُحبها بذات الدرجة التي تُحبه بها أو تزيد ، ولا مانع إن طوقها بالياسمين ، وأختار لها أجمل العطور الباريسية ، ووهبها الحياة ، هي للحياة والحُب أحوج ، وإن وهبها الخلود أفضل كثيرٌ من الشعراء خلدتهم نصوصهم ، هي تُريد شاعرا يُخلدها ، شاعرا لا يأخذ بها ومنها فقط ( القصايد تبي كاز وحطب / ثمٍ تهبها ريح الخريف / والقلم لو درى باللي كتب / كان ما صار به شعرٍ سخيف ) هي تكره التكسًُب ( ومدُّ اليد ) وشعراء اليوم ( يمدون ) كلتا يديهم ، ويفتحون أفواههم ، التي لا يملأها إلاّ الحجر ، والحجر الميمني غال ! كم صبوحة تئن تبحث عن حبيبٍ ينتشلها من أقرب الناس لها ، وكم قصيدة يُمرِّغها صاحبها في وحل التكرار والتقليدية وجهان لصبوحة القصيدة و الفتاة ! كثيرون تغنوا في هذا النص البسيط والعميق في آن ، ولعل أهمهم الفنان فيصل علوي ، لا أدري لماذا وفي كل مرةٍ أتذكر هذه الأغنية أو أسمعها صُدفةً أدندن معها : «صبوحة خطبها نصيب» ، «صبوحة» هي القصيدة و”الخطيب” شاعرها المخطوب و”نصيب” هذا أتى في زمنٍ كثُر في الخُطّاب ليس لأنه على وزن “نصّاب”وسرى الليل يالعاشقين صبوحةأبوها عنيد يبغاهالابن النصيب صبوحةتحب النهار تستنشق هواه الرطب تتمنى تلاقي الحبيب من بعد النكد والتعب وسرى الليل يالعاشقين