في الطفولة تعلمنا أن الوطن هو (الذي على أرضه درجت ومن هوائه استنشقت) وغيرها من الصفات التي ترتبط بالمكان غالبا. كبرنا ونحن نعتقد أن على الأرض أن تغذينا وترعانا وتشربنا وتلبسنا وعليها أن تدير يومنا كله، وهكذا كان العربي القديم فيرتبط بالمكان حتى حين، ثم يتحول إلى غيره فكلما أجدبت الأرض أعد عدته لينتقل إلى مكان آخر يجد فيه الماء والعشب لتبدأ دورة حياة جديدة. تغير الحال عندما مد الإنسان يده للأرض وحفرها ليضع البذور وحفرها ليخرج كنوزها وسقاها بالماء والعرق. بالكد والكدح بنيت تلك البقاع المقفرة وصارت أوطانا لا تطرد أبناءها صارت الأراضي أكثر عطاء عندما أصبح الإنسان يعمل من أجلها، لكن العمل نفسه فهناك من يعمل بالخير في الظاهر والباطن وهناك من يعمل فيما ظهره خير وباطنه شر يشبه الشرر المستصغر الذي يأتي منه أعظم الخطر. ومازال الشرر صغيرا، لكنه يتكاثر هنا وهناك، بعضنا يفرح به ويعتقد أنه شعلة للحياة والحرية والكمال فيزيدون النفخ عليه عله يكبر وتتحقق لهم الآمال!! هلا أفقنا قبل أن تكثر ذئاب الكراهية من حولنا في الأرض وفي المواقع الافتراضية الفيس بوك وتويتر وغيرهما، حيث تحفر الكثير من القبور ويتقاسم الناس الكثير من الكراهية التي حولت من ينطق في حب الوطن إلى نموذج للإنسان الضعيف أو الطبال وكل نياشين البطولة لآخر يصرخ منددا لا هو يعرف بماذا ولاهم وبدأوا يسلخون جلد الوطن وهو حي ظنا منهم أنهم عندما يسلخونه سينبت له جلد جديد أكثر صحة وغاب عن باله أن يركز على موضع الألم فقط، يداويه حتى يبرأ لينتقل إلى جزء آخر أو أن يقدم الدواء الشافي بإذن الله ليتحقق المراد طالما أن الألم يسهل علاجه، فالدواء متوافر والنية ثابتة لذلك، لكن كثيرين ضلوا الطريق لأنهم اتخذوا طريقا سار فيه غيرهم، لكنهم يجهلونه، فاختلط الحق بالباطل وتعثرت الخطا ولا يدرون لماذا وكيف ؟ سقطوا وتألموا وتألم من حولهم ومازال الألم مستمرا وليس لهم إلا أن يحكموا العقل لاختيار الدواء المناسب بدلا من التمادي في عرض زهو واهم جاء من اعتبار أنك كلما كنت جريئا وطعنت وطنك في خاصرته حققت صيتا وزعامة وشرفا!! ناسيا أو غير واع للحكمة التي تقول: إن في صدر كل منا ذئبين يتصارعان أحدهما غاضب صاخب بالكراهية والآخر محب متأهب للعطاء.. أحدهما فقط سيفوز وهو ذلك الذي تغذيه أكثر ، فإن هيأت الأجواء للغضب والكره لن تجني سواهما وإن هيأتها للحب والعطاء جنيت خيرا كثيرا. هذا ما يحدث اليوم في كثير من بقاع الأرض وهذا ما نرى علاماته تلوح في أفقنا، فهلا أفقنا قبل أن تكثر ذئاب الكراهية من حولنا في الأرض وفي المواقع الافتراضية الفيس بوك وتويتر وغيرهما، حيث تحفر الكثير من القبور ويتقاسم الناس الكثير من الكراهية التي حولت من ينطق في حب الوطن إلى نموذج للإنسان الضعيف أو الطبال وكل نياشين البطولة لآخر يصرخ منددا لا هو يعرف بماذا ولاهم، إلا أنهم يسيرون جميعا في ركب الوهم. اللهم احفظ وطننا بنا.. واحفظنا في وطننا. [email protected]