\"1\" ثمة علاقة حميمية تجعلنا نتماهى مع \"الخرفان\" حتى بتنا شيئا واحدا أو نكاد. ولئن لم تكن : \"ذئبا\" أكلك \"البشر\",, وفرق ما بينهما في شأن الأكل أن الأخير حريص بالمرة على اقتفاء الأثر في الاستنان إذ يبدأ أكله بالتسمية ويأكل مما يليه..؛كما أن من أظهر الفروق فيما بينهما : أن الذئب لا يفترس إلا قدر حاجته وسد جوعته.!! وأيا يكن الأمر ..فهاهنا لا منطقة وسطى يمكن أن تنعت ب: (الرمادية) إذ لا ثالث في هذه الثنائية: ذئب أو خروف! فأيهما تود أن تكون؟! و في مقصلة \"العيد\" أينا الذي يصح أن يضحي ب\"الآخر\"؟! ومن فينا هو الآخر؟! الجواب مخبوء في جراب \"سكاكين\" الجزارين. \"2\" ما من مشكلة تجمع ما بين الذئب والخروف إلا ويكون الحل فيها هو :\"لحم الخروف\"! مالم يقيض الله تعالى راعيا.. أو يحدث حادثة تشغل الذئب بنفسه. \"3\" في مكان مجهول لا تعرف موقعه بسهولة يعيش راع وأغنامه وكلابه. لكن الراعي لا يشبه الرعاة الآخرين.. فهو لا يعرف للرحمة معنى. ولا يعتقد أن للألم وجوداً.. كان ظالما. يحمل بدل الناي صفارة.. وبيده هراوة. والنعاج - التي يحلبها ويجز صوفها ويبيع أمعاءها ويأخذ روثها ويسلخ جلدها ويأكل لحمها ويستفيد من كل ما فيها - لا يكن لها شفقة أو محبة.. يحلب الأغنام يوميا ثلاث مرات حتى يسيل الدم من أثدائها.. وعندما تشكو ذارفة الدموع من عينها ينهال عليها ضربا على رؤوسها وظهورها. لم تحتمل النعاج وحشيته فكانت تتناقص يوما بعد يوم.. لكنه ازداد قسوة.. فقد كان على العدد المتناقص من الأغنام أن يعوضه عن كل ما هرب أو مات من القطيع.. وقد فقد الراعي عقله وجن لأنه كان يحصل على حليب وصوف أقل مما كان يحصل عليه. وراح يطارد الأغنام المتبقية في الجبال والسهول حاملا هراوته في يده. ومطلقا كلابه أمامه. كان بين الأغنام خروف نحيف كان الراعي يريد حلبه والحصول منه على حليب عشرين جاموسة.. وكان غضبه أنه لا يحصل على قطرة حليب منه.. لأنه ببساطة خروف. وليس نعجة.. وفي يوم غضب الراعي منه وضربه ضربا مبرحا جعله يهرب أمامه.. فقال له الخروف : «ياسيدي الراعي أنا خروف قوائمي ليست مخصصة للركض بل للمشي.... الأغنام لا تركض. أتوسل إليك لا تضربني ولا تلاحقني ». لكن الراعي لم يستوعب ذلك ولم يكف عن ضربه.. ومع الأيام بدأ شكل أظلاف الخروف يتغير لكثرة هروبه إلى الجبال الصخرية والهضاب الوعرة للخلاص من قسوة الراعي القاتل.. طالت قوائمه ورفعت.. فازدادت سرعة ركضه هربا لكن الراعي لم يترك إليته.. فاضطر الخروف للركض أسرع. ولكثرة تمرغه فوق الصخور المسننة انقلعت أظلافه ونبتت مكانها أظافر من نوع آخر.. مدببة الرأس ومعقوفة.. لم تعد أظافر بل مخالب. مرة أخرى لم يرحمه الراعي فواصل الخروف الركض فكان أن شفط بطنه إلى الداخل واستطال جسمه وتساقط صوفه.. ونبت مكان الصوف وبرة رمادية قصيرة وخشنة. وأصبح من الصعب على الراعي أن يلحق به.. لكن ما ان يلحق به حتى يواصل ضربه وإهانته. وهو ما جعل الخروف يرهف السمع حتى يستعد للهرب كلما سمع صوت قدوم الراعي أو كلابه. ومع تكرار المحاولة انتصبت أذناه وأصبحت مدببة قابلة للحركة في كل إتجاه.. على أن الراعي كان يستطيع أن يصل إليه ليلا وضربه براحته فالخراف لا ترى في الظلام.. وفي ليلة قال الخروف له : سيدي الراعي.. أنا خروف.. لا تحاول تحويلي إلى شيء آخر غير الخروف.. لكن الراعي لم يستوعب ما سمع.. فكان أن أصبح الخروف يسهر ليلا ويحدق بعينه في الظلام.. ولكثرة تحديقه كبرت عيناه وبدأت تطلقان شررا.. وغدت عيناه كعودي كبريت في الليل.. تريان في الظلام أيضا. كانت نقطة ضعف الخروف هي إليته.. فهي ثقيلة تعطله عن الركض. لكن.. لكثرة الركض ذابت إليته واستطالت. وفي النهاية أصبحت ذيلا على شكل سوط. ورغم فشل الراعي في اللحاق به فإنه كان يلقي الحجارة عليه ويؤلمه.. وكرر الخروف على مسامع الراعي : «إنني خروف يا سيدي.. ولدت خروفا.. وأريد أن أموت كبشا.. فلماذا تضغط علي كي أتحول إلى مخلوق آخر ؟». لم يكن الراعي يفهم..فبدأ الخروف يهاجم الراعي عندما كان يحصره في حفرة ما لحماية نفسه من الضرب. وغضب الراعي أكثر.. فضاعف من قسوته بجنون لم يشعر به من قبل.. فاضطر الخروف أن يستعمل أسنانه. لكنه لم يستطع ذلك لأن أسنانه داخل ذقنه المفلطحة. وبعد محاولات دامت أياما بدأت أسنانة تنمو. وفيما بعد استطال لسانه أكثر. واصبح صوته غليظا خشنا. ولم يستوعب الراعي ذلك.. وواصل ما يفعل وبالقسوة نفسها. ذات صباح شتوي استيقظ الراعي مبكرا ليجد المكان مغطى بالجليد. وتناول هراوته التي سيحث بها نعاجه المتبقية على حليب عشر بقرات وذهب إلى الزريبة. لكن ما ان خرج من الباب حتى وجد بقعا من الدم الأحمر فوق الثلج.. ثم رأى أشلاء أغنام متناثرة.. لقد قتلت كافة النعاج ومزقت. ولم يبق منها ولا واحدة.. وظلل عينيه بيديه ونظر بعيدا فرأى الخروف.. كان الخروف قد مد قائمتيه الأماميتين قدامه وتمدد بجثته الضخمة على الثلج وهو يلعق بلسانه الطويل الدماء من حول فمه. ثمة كلبا حراسة يتمددان على جانبيه دون حراك.. ونهض الخروف وسار بهدوء نحو الراعي.. كان يصدر صوتا مرعبا.. وبينما الراعي يتراجع إلى الخلف مرتجفا قال متمتما : «يا خروفي.. ياخروفي.. ياخروفي الجميل ». عوى الخروف قائلا : «أنا لم أعد خروفا » كرر الراعي ما قال.. عوى الخروف قائلا : «في السابق كنت خروفا. ولكن بفضلك أصبحت ذئبا». وجرى وراءه. من قصة الكاتب التركي:عزيز نيسين \"4\" - قصيدة : الذئب والخرفان جزعت الخرفان يوما من حياة مهدّدة فخرجت إلى الغاب تصيح وبالذئاب مندّدة. خرجت إلى الغاب معبّرة عن حقوقها المهضومة واختارت الوقت مناسبا قبل اجتماع الحكومة. كان للغاب مجلس وكانت له مهابة قرّر الأعضاء فيه أمرا بلجم الذئاب عن خرفان الغابة. كان من قرّر الأمر هيئة أغلبها ذئاب فقد كان القانون واضحا وللجميع مناب فما الذي يمنع المجلس من أن يحوى ذئاب ؟ إنّما الأمر سيّان فالقصد : حماية الخرفان وهكذا إذن ما كان. تقرّر عقد اجتماع وحضر الكلّ للسماع. فكّر الجميع بالأمر ومرارا ناقشوه وضعوا القانون بعد جدال ومرارا عدّلوه وإليكم القانون, كما قرّروه : ...( كلما ظهر ذئب في الغاب يبغي خروفا ثمّ دون تدقيق يناله فللمجلس حقّ حبسه وللمجلس حقّ اعتقاله ...) مرّت الأيّام عدوا ليس في الأمر جديد واستمر الخطر دوما كما في العهد البعيد ظلّت الخرفان الوديعة ضحايا الذئاب المريعة وتعددت المنايا ولكن, بالقانون تختار الضحايا. ... يأتي الذئب ويغير يختار الخروف بدقة ثمّ في الغاب يسير. من قصيدة \"روسية\" كتبها: كريلوف في سنة 1832 مدينا فيها الطبقات المستبدّ هناك. \"5\" من المطبخ الايطالي بيتزا بمخ الخروف، هي أكلة لذيذة جدا .. مقاديرها في المتناول وطريقة تحضيرها جد سهلة ولا تأخذ الكثير من الوقت. يمكنك مراسلتي إذا ابتغيت طريقة التحضير ومعرفة مقاديرها إلا أن هذا مشروط بأن تقسم لي بالله تعالى أنك لم تكن في يوم من الأيام \" ذئبا\" أو أنك قد تلبست يوما \"ما\" بأداء أحد أدواره في مشهدك \"الإنساني\"! وبكل.. فإدمان هذه الأكلة يمكن أن يعد من أبرز الأسباب في طول الأذنين غير أنها تمنحك فصاحة في اللسان وذلك أن الأخ \" ابن خروف\" من أضلع النحاة إذ بز كل أقرانه من مجايليه نحوا وصرفا وفقه لغة. \"6\" الشيخ الشاعر اللبيب الناظم الناثر عامر الأنبوطي الشافعي، كان شاعرا فصيحا، وكلما وجد قصيدة لشاعر عارضها وغيّرها إلى الهزل وذكر الأكل والشرب ..وقد عارض ألفية بن مالك بألفية سماها (( ألفية الطعام )) أولها: يقول عامر هو الأنبوطي * * * أحمد ربي لست بالقنوطي وأستعين الله في ألفية * * * مقاصد الأكل بها محوية فيها صنوف الأكل والمطاعم * * * لذت لكل جائع وهاتم وفيها يقول : طعامنا الضاني لذيذ للنهم * * * لحما وسمنا ثم خبزا فالتقم فإنها نفيسة والأكل عمّ * * * مطاعما إلى سناها القلب أمّ وفيها: والأصل في الأخباز أن تقمّرا * * * وجوزوا التقديد إذ لا ضررا وامنعه حين ستوي الخرفان * * * فإنه يعيق أكل الضاني وقد عارض لامية العجم للطغرائي، فقال: أناجر الضأن ترياق من العلل * * * وأصحن الرزّ فيها منتهى أملي أكلي غداءً وأكلي في العشاء على * * * حدٍّ سواء إذا للحم السمين قلي فيم الإقامة بالأرياف لا شبعي * * * فيها ولانزهتي فيها ولا جذلي ناءٍ عن الأهل خال الجوف منقبض * * * كمعدم مات من جوع ومن قشل فلا خليل بدفع الجوع يرحمني * * * و لا كريم بلحم الضأن يسمح لي طال التلهف للمطعوم واشتعلت * * * حُشاشتي بحمام البيت حين قلي أريد أكلا نفيسا أستعين به * * * على العبادات والمطلوب من عملي والدهر يفجع قلبي من مطاعمه * * * بالعدس والكشك والبيسار والبصل وهذه أخرى عارض بها لامية ابن الوردي التي مطلعها (اعتزل ذكر الأغاني والغزل)، قال فيها: اجتنب مطعوم عدس وبصل * * * في عشاء فهو للعقل خبل وعن البيسار لا تحفل به * * * تُمس في ضعف وسقم وعلل واحتفل بالضأن إن كنت فتى * * * زاكي العقل ودع عنك الكسل من كباب وضلوع قد زكت * * * أكلها ينفي عن القلب العلل هذا وقد توفي الشاعر في سنة 1150ه \"7\" العالم كله\" خراف\" لأمريكا.. أو هكذا أراد دهاقنة\"البيت الأبيض\" من المحافظين الجدد.. ما جعلهم يختلقون أكذوبة : الإرهاب\"!.. وتلك تعيد في الذاكرة حكاية الذئب والحمل... والتي صوّرها الشاعر بهذه الأبيات : اسمع على حين تذكير وموعظة = حكاية الذئب ذي العدوان والحمل إن كان للذئب أن يسعى لمكسبه =فما الرعاء عن الخرفان في شغل أتى إليه على جوع وقال له = وفي السريرة معنى السوء والدّغل ما ذا أتى بك في أرضي لتفسدها= كدّرت صفوي خلطت الماء بالوحل؟! فقال للذئب يا مولاي موردكم =عالٍ وإني وردت الماء من سفل الماء من نحوكم جار فمن عجب =مولاي أن تحسب التكدير من قبلي! وكنت ظمآن من حرّ ومن تعبٍ = قضى علينا به الراعي بلا مهل لم أدر أين قطيعي كنت أدركه =وكنت أتبعه في آخر الرَّسل ثم قال الحمل معتذراً : فاسمح فإني ضيف في منازلكم = والضيف يُكرم في حلّ ومرتحل ولكنه لما كان قد قُضي أمره ، وقد بُيّتت نيّة أكله لم ينفعه عذر : أبدى له الذئب عن لؤم وقال له= بلى لقد جئتني بالحادث الجلل عكّرت مائي ولم تقصد بذاك سوى = إهانتي وأردت الشرّ بالعمل هذا وإنك يوما كنت تشتمني = من قبل عامين في أيامك الأُول فطأطأ الحمل المسكين منحنيا =أمامه قائلاً من غير ما خطل مولاي هذا محال إنما عمري= شهران إني لم أكبر ولم أحلِ تنمّر الذئب مستاءً وقال له =بلى لقد نلت من عِرض ي فلا تُطِل إن لم تكن أنت فالجاني عليّ إذا= أخوك لا تنتحل عذرا ولا تقلِ فقال يا سيدي والله لم يك لي = أخٌ لقد رُعتني باللوم والعذل فقال إن لم يكن هذا وذاك فقد = أراه جارك في مأوى وفي نُزُل كم من خروف يُعادينا ويشتمنا = ونحن نكظم غيظاً غير محتمل قد قبّحوا بين كل الناس سيرتنا = بين الثعالب والغزلان والوعل فاليوم آخذ بحقي منك مكتفياً = بالثأر عني وعن قومي وعن خوَلي تحفّز الذئب واستعدى بوثبته = وشقّ ما بين رجلي ذلك الحمل لم يُغنه العذر لما كان معتذرا = ولا أفادت قليلا صحة الجدل هو الضعيف وإن صحّت مقاصده = فريسة للقويّ الفاتك البطل \"8\" في بيتنا خروف!: كما أن فيه :\"ذئب\"!.. ، وإذ ن ..فمتى سيأتي ذلك اليوم الذي نتخلص فيه من سطوة هذا :\"التوصيف\" ذلك أن كلا التشبيهين قبيح..فمتى إذن يكون الخلاص منهما .. لعله يسعنا بالتالي أن نرتقي في مدارج السالكين نحو سموات التكريم الرباني لنا. \"9\" ولعل من النماذج الظريفة في هذا السياق لما يجترحه البلطجي \"الأمريكي\" ما تم في فيلم \"الأب الروحي\" \"God Father\"؛ فالبلطجي هنا هو المافيا، ويقول الزعيم عند مواجهة خصمه: \"قدموا له عرضا لا يمكن رفضه\"، والعرض الذي لا يمكن رفضه و هو أن يقبل شروطهم أو أن يقتل، ولكن لا داعي للدماء في البداية؛ فيكتفون بذبح خروف ووضعه له في الفراش ليستيقظ فيجد الخروف المذبوح بجواره في غرفة نومه، وهنا بطبيعة الحال يخطر له أمران: الأمر الأول أن من الممكن ذبحه كما ذبحوا الخروف بعد أن تمكنوا من وضعه له بجواره، وهو نائم على هذه الصورة. والثاني: أن يتخيل شكله وهو مقطوع الرأس. وفي كلتا الحالتين يجب أن يقبل شروط المافيا. قال أحد النقاد السينمائين: ومن هنا نجد أن أخطر أنواع البلطجة تلك التي لا ترتبط بالعنف بالضرورة، بل تستخدم أساليب أخرى مثل وسائل الإعلام والتلويح بالقوة؛ فهو في النهاية يجعلك تفكر كما يريد، ويحصل منك على ما يريد، وفي حالة فشله لا يتورع عن استخدام أسلوب العنف المباشر \"10\" انظر تر الخرفان تحيا في هناءْ لا ذل يؤذيها و لا عيش الإماء تمشي و يعلو كلما مشت الغثاء تمشي و يحدوها إلى الذبح الحداء ما العز ما هذا الكلام الأجوفُ من قال أن الذل أمر مقرف إن الخروف يعيش لا يتأفف ما دام يُسقى في الحياة و يُعلف بهذه الأبيات ختم الخروف\"الأب\" وصيته لابنه:\"الحمل\".. وبها أختم هذا الباب. خالد صالح السيف [email protected] ---------------------------------------------------------------------------------------------------------------- تعليقات الزوار الدكتور ع - ع - ت استاذناا وشيخناا خالد أنت دوماا تحقق الروعة لكن عيبك الوحيد التأخر بفتح عاجل يوميا انتظر جديدك بعد ما افتقدنااك بالوطن هالمقالة قالة شيء كثييييييييييييييييييييييييييييييير سنتذكرك يوم نضبح الضحايا فاهم مقال رائع مع انه يحمل الكثير من الغموض تجاه مايريده الكاتب منى المحمد الخراف لها الحق ان تعلن التحدي ذات يوم وستكسب..!! بريداوي حلوووووووووووووووووه باب ماجاء في ذكر الخروف والخرفاااااااااان فهد التويجري جت الضحية وجاء سوق الخرفان يستاهلون