كيف لنا أن نطوّر التعليم وما زالت مشاكل المباني المستأجرة والمدارس المتهالكة وقلة التجهيزات لم تُحل حتى يومنا هذا؟! لم تمانع بذلك أبداً بل كانت تقبل بكل أمر لتنهي ما أتت لأجله.. وكان لها ذلك. عادت تلك الفتاة محمَّلة بكامل هذه التجربة لتعرضها أمام الجميع وتبدأ الرحلة في بلدها وكلها حماس وأمل في أن تنشر ثقافة حسن اختيار المعلم من البداية كما كان معها.. لتنشئ جيلاً متعلمّاً سوياً حاملا ثقافته لا طارحاً لها.. ولكن أرض الواقع اصطدمت بالحُُلم.. والمعاملات الورقية أطفأت شعلة النشاط والموافقات والرفض حالت بينها وبين تحقيق الحُلم الذي أتت به.. بعد ذلك كيف لنا أن نقول إننا نريد تعليماً متطوّراً ومطوّراً في حين أننا نرفض أن ننظر إلى أصل هذا الأمر وهو المعلم الذي يمارس على أبنائنا فنون التعسّف والقسوة وسوء التعامل والنظرة الدونية. والطالب الذي لم يكُن للعلم ولا مخرجاته حظ في بناء شخصيته وصقل مهاراته بل اكتفت بتغذية فكرة ثم طرح هذا الفكر في أوراق لينتهي بذلك كل ما لديه ولا يبقى إلا أنه يعرف القراءة والكتابة والتحدّث بلغة لا تمت للعربية ولا للإنجليزية بأي صلة.. كيف لنا أن نطالب بتطوّر التعليم والهدف المنشود منه ليس التقدّم والمنافسة والجودة بل الهدف منه هو إيجاد وظيفة وسبيل للعيش.. كيف لنا أن نطوّر التعليم وفهمه ولم تترك حرية للطلبة في اختيار ميولهم وتخصّصهم، بل أصبح يفرض عليهم جراء اختبارات القدرات المستحدثة.. كيف لنا أن نطوّر التعليم دون وجود معيار للمعلم والطالب وحوافز يتنافسون للوصول إليها.. والتصرّف وفق الهوى والتوجّه نحو التخريب العمراني بالرسم والتخطيط على كافة المنشآت وتعدّد المشاكل والبحث عن أمرٍ يقضي به وقت فراغه أينما كان، وكيفما كان. كيف لنا أن نطوّر التعليم أو أن ننظر لتفوّقنا وتقدّمنا ونحن ندفع للميدان الآلاف من الكوادر دون إخضاعهم للتدريب والتعامل وفهم الجزئيات.. كيف لنا أن نطالب بالتطوّر وما زال التعليم هو مصدر الخوف الأول في نفس الطالب وولي الأمر.. كيف لنا أن نطالب بتطوّر التعليم والهدف المنشود منه ليس التقدّم والمنافسة والجودة بل الهدف منه هو إيجاد وظيفة وسبيل للعيش.. كيف لنا أن نطوّر التعليم وفهمه ولم تترك حرية للطلبة في اختيار ميولهم وتخصّصهم بل أصبح يفرض عليهم جراء اختبارات القدرات المستحدثة.. كيف لنا أن نطوّر التعليم دون وجود معيار للمعلم والطالب وحوافز يتنافسون للوصول إليها. كيف لنا أن نطوّر التعليم وما زالت مشاكل المباني المستأجرة والمدارس المتهالكة وقلة التجهيزات لم تُحل حتى يومنا هذا..؟ لذلك ما زلت أسأل وغيري يسأل بعد كل هذا: إلى أين سنصل بتعليمنا..؟!