كثيرا ما نسمع ونقرأ عن فتح باب القبول في برامج ودورات تدريبية مختلفة منها التقنية والإدارية تعقد في مراكز ومعاهد خاصة في المملكة، وهذه المعاهد تغري الباحث عن تلك البرامج برخص رسومها وسهولة القبول في برامجها. وتستخدم بعض هذه المعاهد عبارات عامة لإغراء الباحثين عن الدورات والبرامج التدريبية مثل «الوظيفة مضمونة بعد التخرج». وبالتالي يسارع الطلبة للتسجيل في هذه المعاهد دون معرفة مستوى وجودة تلك البرامج، حيث إن معظم الباحثين عن البرامج التدريبية لا يعرفون أهمية اختيار المعاهد التي تقدم برامج ودورات معتمدة ليس فقط محليا» بل دوليا»، لذلك يجب توعية المجتمع عن أهمية التركيز على اختيار المعهد أو المركز التدريبي بناء» على نوعية وجودة البرامج والدورات التدريبية التي يقدمها والمدربين الذين يقومون بتنفيذ تلك البرامج والدورات التدريبية بدلا من التركيز على رخص رسومها. يجب على أصحاب المعاهد والمراكز التدريبية الخاصة أن يشعروا بالمسؤولية الكبيرة تجاه المجتمع قبل الإعلان عن أي دورة أو برنامج تدريبي، بالإضافة الى ذلك فإنه من المفترض أن تساهم هذه المؤسسات التدريبية في تدريب وتأهيل الأيدي العاملة الوطنية فقد يلتحق الطالب ببرنامج تدريبي ربما يقضي فيه عامين أو أكثر من عمره ويدفع الرسوم ولكنه لا يحصل على فرص مناسبة لإتقان المجال العملي الذي تدرب فيه بعد انهائه التدريب. يجب على أصحاب المعاهد والمراكز التدريبية الخاصة أن يشعروا بالمسؤولية الكبيرة تجاه المجتمع قبل الإعلان عن أي دورة أو برنامج تدريبي، بالإضافة الى ذلك فإنه من المفترض أن تساهم هذه المؤسسات التدريبية في تدريب وتأهيل الأيدي العاملة الوطنية وبالتالي تساهم بفاعلية في توطين الوظائف. فعلى سبيل المثال يجب تجهيز المعاهد التي تقدم برامج ودورات تقنية ومهنية بأحدث الأجهزة والوسائل التدريبية المتوفرة وذلك لمواكبة المستجدات في مجال الصناعة، كما يجب استشارة أصحاب الأعمال والمؤسسات المعنية للتعرف على احتياجاتهم التدريبية قبل اختيار البرامج والأجهزة والمعدات التدريبية والمدربين المؤهلين من أجل اعطاء المتدرب أفضل الفرص للتدريب على المعدات والأجهزة المتوفرة في المصانع الحديثة في المملكة. أما بالنسبة لنوعية ومحتوى البرامج التدريبية فيجب تنفيذ برامج تدريبية معتمدة دوليا» وذلك لإعطاء المتدرب الفرصة الكافية للتدريب حسب المعايير الدولية وللمرونة في الانتقال من مؤسسة الى أخرى، بالاضافة الى إعطائه فرصة لمواصلة تدريبه العالي في أي دولة لو تطلبت منه الوظيفة. لذلك يجب اختيار المقررات التدريبية لكل برنامج تدريبي بعناية بحيث يتم التركيز على إعطاء المتدرب فرص كافية لتنمية مهاراته العملية في مجال التخصص دون ترك الجانب النظري والمهارات الأساسية. * خبير تعليم وتدريب