إذا كانت الانتخابات جزءا من الديمقراطية وهي وسيلة واضحة للحرية و فسح المجال للعقل في أن يختار واشدد على كلمة (عقل) أي بعيدا عن العواطف والميول الشخصية فالانتخاب تحكمه جملة من التفاصيل والقوانين التي لاتخضع للرغبات وحسب بل منظومة تضم كفاءات عالية يدركون ماهية الانتخاب وشروطه وكيفية التعامل مع افراده والمنتمين له على اختلاف أطيافهم وتوجهاتهم , اتفق مع الناقد محمد الحرز عندما قال: المشروع الانتخابي ينبغي أن يكون رؤية مشتركة. ولكننا ومع الأسف حتى الآن لاندرك المعنى الحقيقي للانتخاب ولم تتشكل لدينا تلك الرؤية الممحصة والواضحة . الانتخاب تحكمه جملة من التفاصيل والقوانين التي لاتخضع للرغبات وحسب بل منظومة تضم كفاءات عالية يدركون ماهية الانتخاب وشروطه فكما ضاع الرياضيون في فهم الاحتراف الكروي ضاع المثقفون في الانتخاب فكلا المصطلحين يقع بين كسرة الظهر وفتحة المقاومة للزج بنا في عالم لانعي منه إلا طرفة ولم نستوعب إلا قشوره وحتى يقال عنا ديمقراطيون نساير عجلة الحضارة ونملك مفاتيح لايملكها سوانا على أن كثيرا من الدول الفقيرة تسبقنا بمراحل وتجاوزت ما اعتبرناها نقلة نوعية .
إن مامرت به انتخابات نادي الاحساء الأدبي من لغط وتساؤلات أثارت الجدل لدى البعض من أعضاء الجمعية العمومية والجمهور الأحسائي المتابع لتلك المرحلة و الذي انقسم بين القبول والرفض يجب أن يتوقف الآن, بعد إقرار مجلس إدارة أدبي الأحساء واعتماده, ويجب أن نفكر في المرحلة القادمة فكم أشفق على أعضاء مجلس الإدارة وعلى رأسهم الدكتور ظافر الشهري فرئاسة النادي تتطلب جهدا ووقتا كبيرين فهي تكليف مرهق أكثر من كونها تشريفا ووجاهة وأعضاء المجلس ليسوا غريبين عنه بل تعايشوا معه منذ تأسيسه ويدركون تمام الإدراك ماله وماعليه فيجب أن نبارك الجهود ونُقبل بأيد وقلوب بيضاء لمصافحة المرحلة الجديدة والا نلتفت للوراء ونعطل حراكنا الثقافي في ولولات واعتراضات لاتسمن ولا تغني من جوع , ومن هنا أوجه رسالة باسم كل احسائي ألا يتوانى في دعم النادي ومساندته لنباهي به العالم الثقافي والفكري والأدبي فالأحساء تستحق منا الكثير , لننسى أنفسنا ولنستنشق معا هواء نقيا بعيدا عن كربون الحقد والحسد والتكتلات التي لاتخلف إلا دمارا ونارا .