أصداء عديدة ومتباينة أفرزتها حركة الانتخابات في الأندية الأدبية، وقد أشار عدد من المثقفين ل «المدينة» إلى أن نتائج العديد من الانتخابات التي جرت في بعض الأندية الأدبية في مدن المملكة جاءت بمفاجآت كبيرة، اعتبروها بأنها ستكون بداية لتغيير في المشهد الثقافي السعودي، وبخاصة مع دخول أسماء جديدة وغير معروفة على مستوى الساحة الأدبية والثقافية. قاتم ومحزن القاص خالد اليوسف يقول حول هذا الموضوع وما أفرزته نتائج الانتخابات في الأندية الأدبية: ما حصل في نادي جدة الأدبي قلب الموازين الأدبية والثقافية وهو مؤشر لمتغير قادم في حراكنا الثقافي يؤكد -مع ما تم في بعض الأندية- أن ساحتنا ستشهد تحولًا في مجريات الإدارات الثقافية، ويجب أن نعي أن الأندية الأدبية تأسّست على هذا المسمى والفحوى ويكفي أن تكون للأدب فقط! وأضاف اليوسف: لكن ما جرى يُعلن عن شيء جديد وقاتم ومحزن، فالآن تولّى إدارة الأندية الأدبية رجال من متخصّصي اللغة العربية والتربية وليس لهم ماض وحاضر ثقافي أو منتج أدبي يشفع لهم بأن يقتحموا هذا المجال، هذا إذا آمنا بأن الأدب لا يعرف الشهادات وإنما ينبع من الفطرة والرغبة والهواية والعشق.. إذن أين هذا مما نراه ونجده في أندية الجوف وحائل وجدة ومكة المكرمة والقصيم، إننا أمام تحوّلات ثقافية مهمة يجب أن نعي تبعاتها وامتداداتها وأن نتعايش معها وفق منظورنا الثقافي الحقيقي لا إملاءات الضمير وتأويلات قد تدخلنا في ممرات وصراعات ثقافية يجب أن نرقى عنها ونبقى نعي دلالة المرحلة الجديدة. الانتماءات للأندية الكاتبة بثينة إدريس ترى أن ما حدث هو تحولات وتتمنى أن يكون تحول مجريات الإدارات الثقافية لصالح المشهد الثقافي وليس لصالح الإدارات الثقافية. وقالت: علينا أن نعرف بأن الأندية الأدبية تأسّست على أن تكون مجمع للأدب، وعرفناها بهكذا هدف.. أندية أدبية ثقافية، ولكن للأسف بعض من تولّى مهامها الآن يرى فيها مجرد منابر يعتليها من يشاء، بمعنى أن تكون تربوية، دينية، فنية، سياسية ربما رياضية، وحتى تجرّد الاسم عن المضمون والغاية عن الهدف، فلم نعد نعرف أي الانتماءات للأندية؟ وأي الأشخاص أولى بقيادتها؟!! اللائحة السبب الشاعر عبدالرحمن موكلي: مشكلتنا في وعي الأدباء أنفسهم الذين في يومٍ ما صاغوا اللائحة! هذه اللائحة هي لب المشكلة، كان المفترض على من صاغ اللائحة معرفة منظومة المؤسسات المدنية، وأن الحق الأدبي هو حق خاص بالأديب، وهو نتاج جهد إبداعي ومعرفي وليس منحة من أحد. لكن ما حصل نتائجه على عينك.. مشهد جديد في نادي جدة، الأسماء جديدة! إذا أاستثنيا الدكتور القحطاني والذي كنت أتمنى عدم ترشّحه لترك الفرصة لغيره. تورّط الأعضاء القاص محمد الشقحاء يقول: هناك التباس وقع فيه أعضاء مجلس إدارة النادي الأدبي في جميع المدن عند موافقتهم على العضوية قبل دراسة اللائحة بوعي. فمع المسمى الذي تمت إضافة «الثقافي» له، تورّط الأعضاء في فهم المؤهل كشرط يحدده أعضاء المجلس، إذ يفترض ربطه بالمنتج الأدبي، ومن هنا أدرك أن المجلس المنتخب خلال المدة الزمنية المحددة سوف يسعى لتصحيح الفهم. كما أن الأعضاء السابقين سوف يعضون أصابع الندم على تفريطهم في الأمانة التي حملوها. المشهد الثقافي صعب ارضاؤه القاص والشاعر عبدالله وافية يرى أن ثمة تغيّرات ومفاجآت جاءت بما لا تشتهي سفن (بعض) المثقفين لأنهم يخشون ثمة رياح يأتي بها من جاء جديدًا فتلغي عليهم ما كان به يهنأون. وقال أيضًا: حقًا إنها نتائج مفاجئة حقيقة لكنها الانتخابات وعلينا أن نؤمن بهذا الفعل الديمقراطي وكل ما حدث فيه من تكتل حق مشروع لكل من دخل الانتخابات وهذا يحدث في كل انتخابات العالم، وطبعًا حين ننظر لنادي جدة كتاريخ نستغرب وجود هذه الأسماء. فنادي كان فيه أبو مدين وعبدالله مناع والغذامي وغيرهم من السابقين، نشعر بأن النادي ضاع في ظل هذه الوفرة الأكاديمية التي تديره الآن، وفي ظني أن الشروط التي وضعها النادي أسهمت في هذه النتائج، لكن لا نملك إلا أن نبارك لهم ونؤمن بالانتخابات وما آلت عليه، وفي الأخير فإن المشهد الثقافي صعب ارضاؤه. والمثقفون في الأخير أيضًا أسهموا في خذلان الانتخابات بإحجامهم عن المشاركة في الانتخابات واكتفائهم بالتنظير والانتقاد. اليوسف: ما جرى قاتم ومحزن.. ومتخصّصو اللغة العربية ليس لهم ماضٍ وحاضر ثقافي الشقحاء: هناك التباس وقع فيه الأعضاء عند موافقتهم قبل دراسة اللائحة بوعي بثينة: للأسف بعض من تولّى إدارات الأندية الآن يرى فيها مجرد منابر يعتليها من يشاء وافية: حين ننظر لنادي جدة نشعر أنه ضاع مع هذه الوفرة الأكاديمية التي تديره الآن