رائحة الموت تفوح من المكان.. الحزن يخيّم على الجميع.. ظهر في واجهة الصورة طفل يتضوّر جوعاً، وبجواره آخر يفتك به الظمأ، وثالث انتفخت بطنه من سوء التغذية، ورابع وخامس وسادس تحوّلت أجسادهم إلى هياكل عظمية عظمي.. وظهر في الخلفية أصوات بكاء ونحيب وأنين.. أنين أطفال على شفا الموت.. بكاء أمهات يرون أطفالهن يموتون أمام أعينهن وهن لا يملكن ما يقدمنه لهم، لا حليب، لا غذاء، لا ماء، ولا دواء.. ونحيب أمهات أخريات يعجزن عن إرضاع أطفالهن لنضوب حليبهن.. صورة مأساوية مفزعة بثتها وكالات الأنباء والفضائيات تحت عنوان «المجاعة في الصومال»، وجاء في التفاصيل أن المجاعة قد حصدت أرواح30 ألف طفل خلال 3 شهور.. أضحى ضحايا المجاعة في الصومال رقماً يسمعه العالم ويمصمص شفتيه.. ولكن مصمصة الشفاه لم تعد تكفي.. فما زال الموت يحوم في سماء المكان.. وهناك 3.7 مليون صومالي يتهدّدهم خطر الموت.. أصوات بكاء الأطفال والنساء ما زال يتردد صداها في جنبات المنطقة.. وعجز المجتمع الدولي عن أن يغيث هذا الشعب.. عجز عن أن يقدّم المساعدة لأطفال يغادرون دنيانا واحداً تلو الآخر. أضحى ضحايا المجاعة في الصومال رقماً يسمعه العالم ويمصمص شفتيه.. ولكن مصمصة الشفاه لم تعد تكفي.. فما زال الموت يحوم في سماء المكان.. وهناك 3.7 مليون صومالي يتهددهم خطر الموت.. أصوات بكاء الأطفال والنساء ما زال يتردد صداها في جنبات المنطقة. وفيما اكتفت معظم دول العالم بإبداء الأسى ومصمصة الشفاه، كان الوضع مختلفاً في المملكة.. كان هناك ملك الإنسانية.. كان هناك خادم الحرمين الشريفين.. فبادر بتخصيص مبلغ50 مليون دولار لشراء مواد غذائية للاجئين الصوماليين تقدّم عن طريق برنامج الغذاء العالمي بالإضافة لعشرة ملايين دولار لتأمين الأدوية واللقاحات بالتنسيق بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية.. وليقينه بأن شعبه محبٌ للخير، ولحرصه على أن يشارك أبناء شعبه الخير والثواب، أتاح – حفظه الله - لكل مواطن فرصة المشاركة في الأجر والمثوبة في هذا الشهر الكريم، شهر جعل الله فيه الحسنة بسبعمائة ضعف، والله يضاعف لمن يشاء، فأمر بإطلاق الحملة الوطنية السعودية لإغاثة الشعب الصومالي، وافتتحها خادم الحرمين الشريفين - يوم الإثنين الماضي - بتبرع قدره عشرون مليون ريال، كما تبرع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز بعشرة ملايين ريال، وتبرع النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز بخمسة ملايين ريال.. وهبّ الجميع من كل حدب وصوب ليشارك في تلك التظاهرة الخيرية من أجل إغاثة الصومال.. أخرج الأطفال ما في حصالاتهم.. تنافس الجميع في تلك التظاهرة في التعبير عن حبهم لإخوتهم في الصومال.. أطفالاً وكباراً.. رجالاً ونساء.. فقراء وأغنياء.. كل على قدر استطاعته! 20 مليوناً.. 30 مليوناً.. 35 مليوناً.. 90 مليوناً.. أضحى للأرقام معنى آخر غير ذلك الذي اعتدناه في الصومال.. أصبح الرقم تعبيراً عن دعم شعب لشقيقه.. أصبح الرقم رسالة حب من الشعب السعودي إلى الشعب الصومالي .. وفّق الله مليكنا إلى ما يحبه ويرضاه وأعانه لما فيه خير الأمة. [email protected]