لم يكن لديه غير بضعة خطوط طوّعها لتكون رسول أفكاره ، ورتوشا تعبر عن هموم المواطن ، وعن نظرة ساخرة تنقد الحياة ، و ثمة علبة ألوان ... وأوراق حملها ليصنع لفن الكاريكاتير مستقبلا .. ناضل فنياً وصحافياًً ليحمل على صدره وسام رئاسة جمعية رسامي الكاريكاتير بالمملكة ، وجاهد عبر تشخيص آلام وآمال المواطن في (جريدة الاقتصادية)عبر كاريكاتيره اليومي ، وفي مجلة (كركتر) .. واستمر في تطوير ذاته ، وامتلاك كافة أدواته حتى سعى إلى تحويل مسلسله الكارتوني ( الخال و أم العيال) إلى فيلم سينمائي .. وربما حقق حلم الوصول إلى العالمية .. ذلك هو رسام الكاريكاتير عبد الله صايل نلتقي معه عبر هذا الحوار . تكتب المقال الساخر فهل هو صورة كاريكاتيرية استعصت على الرسم أم ماذا ؟ -أعتقد ذلك! وما أكتبه من مقالات أسبوعية وقراءات في جوانب إنسانية هو نتاج مواضيع أستشعر أنها لن تجاز لو عولجت كاريكاتورياً! المقال هو طفل الصحافة المدلل.. أما الكاريكاتير فمقموع ومعاقب برفع يديه في زاوية فصل (الصحافة) أضف إلى ذلك، أن هناك أفكاراً تحتاج إلى سلسلة كاريكاتيرات لمعالجتها، فلماذا لا أوفر على نفسي وعلى القارئ الوقت والجهد وأكتبها في مقال. ذكرت في حوار سابق أن لدينا 35 فنانا وفنانة كاريكاتوريا فقط في المملكة . برأيك لماذا العدد قليل إلى هذا الحد؟ -حتماً هناك مواهب «مهدرة».. وهذا أمر محزن جداً! لكن أعتقد أن الصحافة تخلت عن جزء من واجبها بإيقافها لصفحات مهمة كانت تستقبل مشاركات الهواة من الجنسين. وعموماً، علينا ألا نتفاءل كثيراً، فعدد رسامي الكاريكاتير في العالم شحيح.. وذلك بسبب ما حدثتك عنه من الجاهزية في الموهبة، ومشقة الممارسة اليومية لهذا الفن النوعي والذي يكتشفه البعض بعد أن يبدؤوا بممارسة الرسم اليومي لشهور قليلة! من تجربتك في مجلة «كركتر», ما هي الصعوبات التي تواجه رسامي الكاريكاتير لتكون لديهم إصداراتهم الخاصة؟ -العنصر الأهم هو التعامل مع المشروع كمشروع ثقافي. إصدار مجلة متخصصة في فن الكاريكاتير ليس بالمهمة المستحيلة، والدليل بقاء «كركتر» على قيد الحياة لأعوام أربعة! المشكلة تكمن في الصبر على هذه المطبوعات لحين اقتناع المعلن بأهمية الإعلان فيها وذلك لضمان استمرارها! أعطني موازنة سخية لأعوام خمسة، وفريق تسويق حقيقي، وشركة توزيع تعي ما تفعل، وسأعطيك مجلة كاريكاتير متخصصة تدر ربحاً إعلانيا لا يقل عن 10 ملايين ريال سنوياً! وهذا وعد!!! يبني رسامو الكاريكاتير رسوماتهم على هموم المواطن. هل تجد تفاعلا حقيقيا مع ملامستك للهموم المباشرة للمواطن؟ -دعني أبسّط لك المسألة، كل قارئ يبحث عما يهمه، فالقارئ المنكوب بمعضلة دفع الإيجار يريدك أن ترسم يومياً عن مشاكل العقار، والقارئ المنكوب بالديون يريدك يومياً أن ترسم عن أنيميا الرواتب، والقارئ العاطل عن العمل لا يريدك أن تبرح منطقة البطالة... وهكذا! وفي تصوري أن هذا حق القارئ على فن كالكاريكاتير.. ولكن من حق الفنان أيضاً أن يطرح رأيه في مواضيع تشغل تفكيره كمواطن مهموم ومعايش لمشاكل كثيرة! . ماذا تقدم معارض الكاريكاتير للرسام؟ -مجموعة «فلاشات».. وتنفيع لمحلات البراويز!! ويظل أهم ما فيها هو الالتقاء بالجمهور والاستماع لآرائهم فيما تطرح بشكل مباشر! المعرض فعلاً سيكون مهماً لو أقيم على هامشه ندوات وحوارات كاريكاتورية مفتوحة! القارئ الواعي المتاح والمطلع على كاريكاتير اليوم لديه الكثير ليقوله في تصوري!
إصدار مجلة متخصصة في فن الكاريكاتير ليس بالمهمة المستحيلة، والدليل بقاء «كركتر» على قيد الحياة لأعوام أربعة! المشكلة تكمن في الصبر على هذه المطبوعات. هل يطمح الكاريكاتير السعودي للوصول إلى العالمية ؟ -هذه المهمة ممكنة من خلال الرسوم المتحركة، والوصول للعالمية عبر الكاريكاتير ليس بمعجزٍ لأي كان في أيامنا هذه، كل ما على الرسام فعله هو إرسال كاريكاتيره اليومي لأشهر المواقع العالمية، ليراه ملايين المتصفحين يومياً! الرسوم المتحركة اليوم هي القادرة على نقل الحوار والأثر الثقافي بسبب ما فيها من إبهار، ولكن أين وزارة الثقافة من دعم مثل هذه المشاريع؟ ما هي الفكرة التي لم يستطع صايل توصيلها ورسمها حتى الآن؟ شرح العلاقة بين المساحة والناتج! نحن في بلد عملاق.. ويخيفني كثيراً، عندما أسافر براً، أن تبقى الأوضاع على ما هي عليه!!