عبدالسلام الهليل رسام الكاريكاتير المعروف، كثيرا ما عشق القراء شخصيته دون أن يعرفوه أو يلتقوا به، شخصية واثقة دمثة، تعلو وجهه ابتسامة دائمة، إنسان غير متكلف، يميل إلى البساطة في التعامل والحياة، يعتبر واحدا من أشهر رسامي الكاريكاتير السعوديين، انتهج النقد الساخر، لمشاكل المجتمع وهمومه، وتجسيد النكتة في قوالب كاريكاتيرية قلّ أن يرسمها سواه، استطاع خلال ما يقرب من 30 سنة مضت أن يختط لنفسه طريقا يميزه عن الآخرين في عالم الرسم الكاريكاتيري. تربع على هرم النقد الساخر، والفكاهة المكتوبة في إطار اجتماعي بحت. عبر زاويته في صحيفة الرياض منذ عام 1984. الهليل الذي التقته "الوطن" يرى أن فن الكاريكاتير في الصحافة السعودية اتسم بمواكبته لمراحل نمو الفكر والثقافة في حياة المجتمع، ومدى تأثير الفن على تلك الثقافة، ومشاركته في نشر ثقافة الحوار ودعم تمازج الحضارات المختلفة. ودوره في ترسيخ الهوية السعودية والقيم الإنسانية للفرد والمجتمع، ومساهمته في الحرب الإعلامية ضد الفساد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي. فالكاريكاتير فن نجح إلى حد كبير في تحقيق المعادلة بين الطرح المتزن، والبعد عن التجريح، وحرية الإبداع والتعبير النابعة من القيم والتقاليد، والمبادئ الثابتة للمجتمع، ما جعله يحظى بالمتابعة والاهتمام على مستوى المسؤولين والأفراد والقراء بعامة، حتى أضحى متخصصا، فكل صفحة لها رسامون يترجمون توجهها ورسالتها رسما. ويذكر الهليل أنه لا طقوس معينة لديه عند رسم الكاريكاتير، وإنما الفكرة هي التي تؤرقه، ويقول: "قد أستيقظ من النوم لتدوينها أحيانا، فهناك مجالان رئيسيان للكاريكاتير أستقي منهما أفكاري ورسوماتي هما: المشاهدات اليومية، أو المناسبات والأحداث. كما أنني أؤمن أن الابتسامة تعتبر محورا رئيسا في فن الكاريكاتير ومن الصعب تحقيقها، ولكن عند توفر الموهبة، والحس الفني، والتدرب نجح الرسام في خلق تلك الابتسامة، وهذا ما أرجو أن أكون نجحت فيه، واستطعت أن أحتل مكانة لي ضمن كوكبة فن الكاريكاتير الساخر، فهذا الفن سهل عليَّ ملامسة هموم المجتمع، ومعايشة تفاصيل حياتهم دون تحفظ". ويضيف الهليل "لا يعجبني من القراء عبارة (كاريكاتيرك اليوم مميز) فهذه العبارة تضايقني كثيرا، وكأن رسوماتي السابقة لم تعجبه ولا قيمة لها. فالذي يجعلني أتضايق عندما يعبر أحد القراء عن إعجابه برسوماتي من خلال المقارنة بينها. لذا أدعو كافة من يريد أن يعجب بإنتاج أدبي أو فني في الحياة أن يبدي إعجابه في النص ذاته بعيدا عن مقارنته بغيره. كما وصف حضور العنصر النسائي في فن الكاريكاتير بأنه خجول، أو قليل نتيجة لضيق مساحة الحركة، والاحتكاك بالحياة العامة للمرأة في المجتمع، ما يجعل حضورها قليلا، مع أنها حاضرة في كافة مجالات الفن الأخرى بصورة جيدة. وفي ختام اللقاء دعا الفنان الهليل إلى إدخال فن الكاريكاتير ضمن مناهج التربية والتعليم بمختلف مراحل التعليم العام؛ لضمان تحويله من هواية إلى نشاط يتطور بالممارسة والتدريب؛ ليرتقي إلى مستوى المسؤولية الإعلامية باعتباره فنا ذا رسالة إعلامية صارخة.