أرادت «هيفاء» أن يكون عرسها مختلفاً عن الأخريات، فكان لها ما أرادت، بمنازل زجاجية صغيرة، وضعت فيها دعوات العرس، ووزعتها على المعازيم، في الوقت نفسه، رأت «علياء» أن تضع دعوات عرسها في علبة معدنية، مطلية بماء الذهب، وتصدر منها موسيقى أغنية معروفة، فيما تفتق ذهب «عروس أخرى»، عن فكرة جديدة، بالاستعانة بشركة فرنسية متخصصة في العطورات، وكلفتها بابتكار دعوة، تفوح منها رائحة عطر جديد كلياً..وتتوالى قصص وحكايات دعوات الأعراس، وتقليعاتها، وأفكارها بين المعازيم، الذين يكشفون أن هناك عائلات تبالغ في كلفة هذه الدعوات، وتخصص لها ميزانيات ضخمة، تتجاوز حد المعقول.. بطاقة الأفراح واحتلت بطاقة الأفراح أولوية مهمة في قائمة التحضيرات الاساسية لحفلات الزواج، هي تترجم بمستواها وأناقتها، ذوق صاحبها، ومدى حرصه على تكريم المدعوين، بما يليق بهم، إذ ان تصاميم وأحجام بعض البطاقات لا تتناسب إلا لأصحاب الذوق الرفيع والطبقات الراقية، ولا تقارن بطاقاتهم بأي بطاقة أخرى، كالبطاقات التي يطلق عليها (VIP) والتي تأتي تعد مكلفة نسبياً. أما مضمون نص الدعوة، فهو الآخر له فنونه في بطاقات الأفراح، فمنهم من يفضلون الآيات القرآنية والأدعية، وآخرون تستهويهم فكرة الأشعار، التي تضم في أبياتها اسمي العروسين، وتستخدم لهذه النصوص خطوطاً وألواناً مختلفة، يعود اختيارها للعروسين أيضاً، فحتى تلك الخطوط تتحكم بسعر البطاقة، كما الخامة التي يصنع منها الكارت تماماً، إن كانت من جلد أو ورق أو أقمشة مخملية. فيما انتعشت محلات بطاقات الافراح والاخرى لتنسيق الحفلات وكوش الافراح في الاحساء .. في سباق مع الزمن وصراع شرس لكسب الزبائن وتقديم الافضل والاقوى وسط تفاوت الاسعار وحيرة العرسان. المجتمع الأحسائي وزاد الوعي بأهمية وقيمة بطاقات الدعوة في المجتمع الأحسائي عن السابق كما يقول محمد الجابر، مالك محل لبيع بطاقات الأفراح، وتجهيز الحفلات والمناسبات ، مؤكداً أن «الإقبال على محلاتهم زاد مقارنة بما كان في الماضي»، مضيفاً «الزبائن مهتمون ببطاقات الأفراح، واختيارهم للبطاقات وألوانها ونوعيتها وقيمتها يختلف باختلاف أذواقهم وإمكانياتهم». وغالباً ما تختلف بطاقات الدعوة المخصصة للسيدات عن تلك المختارة لدعوة الرجال، وتختار العروس لون البطاقة بحسب اللون المعتمد لقاعة الفرح والكوشة وموديل الفستان وما إلى ذلك.
مضمون نص الدعوة، له فنونه في بطاقات الأعراس، فهناك من يفضل الآيات القرآنية والأدعية، وآخرون تستهويهم فكرة الأشعار أكياس خاصة وفي حديث عن الأسعار، يقول سلطان أحمد، وهو مستثمر في قطاع تجهيز الحفلات والاعراس: «تتنوع خامات بطاقات الأفراح، فمنها المخمل، ومنها الجلد، ومنها الورق، وتأتي بأحجام وتصاميم كثيرة جداً، حتى الخطوط المستخدمة في طباعتها، تكون متنوعة، فتوجد خطوط باللون الذهبي وأخرى بالفضي والألوان العادية، لذلك لا توجد أسعار محددة»، مشيراً إلى أن «نوعية البطاقة وحجمها والخط المستخدم فيها، تتحكم في السعر، إذ يوجد الرخيص والمتوسط والغالي، فبعض البطاقات مثلاً لها أكياس خاصة، وأخرى بدونها، وهناك ما يأتي في كراتين مع قطع إسفنج وهكذا، ويبدأ سعر البطاقة الواحدة من الأنواع الرخيصة بريالين، مروراً بالمتوسط ب 25 و50 و100 ريال، فكل شيء حسب المستوى والمواصفات». عطور فرنسية وذهبت الاستعدادات بإحدى العوائل أن تميزت ببطاقات فريدة من نوعها، وتقول أم فيصل، إحدى قريبات تلك العائلة: «أحب الزوج وعروسته أن يتميزا وينفردا بزواج مميز في كل شيء، بدءاً من دعوات العرس، فقاما بالاتفاق مع إحدى شركات العطور بفرنسا، على صنع عطر مكون من عبق العود العربي الأصيل، وممزوج بأروع العطورات الفرنسية، أطلق عليه اسم العروسة، ووضع في علبة خشبية فاخرة، وحفر عليه اسم الزوج وعروسته، وأرفق معه بعض من حبات العود الفاخر، وبداخله بطاقة تكاد تكون تحفة صغيرة، كتب عليها موقع وموعد حفل الزواج»، مضيفة «ما زلت احتفظ بالعلبة لفخامتها، وعرفت أن العلبة بمحتوياتها تجاوزت ألف ريال، فهي تحفة ثمينة، تجاوزت حد المعقول في بطاقات الدعوة للأفراح».
السليطي: أعراس محدودي الدخل 100 دعوة.. والأغنياء 2000 وطلبت سارة عبد المجيد حديثة الزواج ألواحاً من الشوكولاتة، بقياس كف اليد، من خارج المملكة، وتمت طباعة ورق شفاف، كتب عليه تفاصيل الدعوة، وألصقت فوق ألواح الشوكولاتة، بمادة سكرية، قابلة للأكل، فكانت تقليعة جديدة، تميزت بها»، مضيفة «أما قريبتي، فكانت كروت الدعوة الخاصة بعرسها، عبارة عن علبة زجاج، تحتوي على القرآن الكريم، والدعوة مكتوبة على لوح من النحاس».ويختلف متوسط عدد بطاقات الدعوة التي يطلبها المواطنون في أفراحهم بحسب عمر السليطي من فرح لآخر، ويقول: «تختلف عدد النسخ، فمنهم من يطبعون 100 بطاقة، وهي للأسر محدودة الدخل، وآخرون 500، وفئة أخرى تطلب 2000 بطاقة وأكثر حسب حجم العرس»، موضحاً «هناك فئة من المجتمع لا تتعامل مع البطاقات، بحجة أن الزواج مختصر»، مؤكداً «تعد هذه الظاهرة سلبية على المحال المتخصصة في بطاقات الدعوة وتجهيز الحفلات، حيث يعتبر الزواج المختصر سلوكاً اجتماعياً، يتمسك به من رغب في تقليص كلفة الزواج التي يعاني منها كل شاب، وهي صفة لنوع من الأعراس، تهدف إلى وضع الحفلات في إطار محدود من الكلفة المادية، بهدف التخفيف على العريس، وفراره من الخسائر المادية التي قد تصاحبه طوال سنواته الأولى من زواجه، إلا أنه يبدو أن الزواج المختصر كما يحب أن يسميه البعض».