يعتبر قرار الولاياتالمتحدة استئناف الاتصالات مع جماعة الاخوان المسلمين في مصر تحركاً عملياً يعترف بمدى شعبيتها في مصر بعد الثورة وربما يساعد ايضا واشنطن على التعامل مع حركات اسلامية اخرى في المنطقة. مواجهات سابقة بين الامن المصري والاخوان ابان حكم مبارك ومن شأن الاعتراف بالجماعات التي تجد آراؤها قبولاً لدى الناخبين حتى وان تعارضت مع القيم الليبرالية الغربية ان يساعد الولاياتالمتحدة على استعادة زمام المبادرة وضمان بقاء تأثيرها اذا نجح المشروع الديمقراطي المصري. وقال شادي حامد مدير الابحاث بمركز بروكينجز الدوحة: الاخوان الآن هم القوة الكبرى في مصر والولاياتالمتحدة تعرف انها ستضطر للتعامل معها. وقال الخبير العسكري المصري صفوت الزيات: هناك الآن نية بين الامريكيين لقبول التعامل مع تيار الاسلام السياسي غير العنيف في مصر حالياً وقبول وجوده في السلطة. لكن التقارب من جماعة تبدي تعاطفاً مع حماس التي تحكم غزة وتتعهّد بتدمير اسرائيل سيغضب على الارجح اقوى حلفاء الولاياتالمتحدة في الشرق الاوسط. وقال ايتان جيلوبا الخبير في شؤون الشرق الاوسط بجامعة بار ايلان قرب تل ابيب: المحاولة الامريكية للتصالح مع الاخوان المسلمين مشكلة كبيرة بالنسبة لإسرائيل. الإخوان المسلمون هي اكبر معارض لاتفاقية السلام مع اسرائيل...هناك خطر الغاء المعاهدة. وقال جابرييل بن دور وهو محلل آخر بجامعة حيفا انه لا يرى مشكلة لإسرائيل بل فوائد محتملة اذا ساعدت هذه الخطوة واشنطن على تكوين فهم افضل لكيفية انتظام القوى السياسية في مصر الجديدة. ويقول معلقون مصريون ان حواراً مع الاخوان من شأنه ان يعطي الولاياتالمتحدة قناة اخرى للتأثير على جماعات متشددة اخرى مثل حماس وحزب الله التي تشاركها بعض الاهداف. وقال عماد جاد الباحث الكبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: امريكا قد تستخدم ايضا اخوان مصر للضغط على حماس لقبول اشياء معينة اذا لزم الامر، لكن مؤيدي الاخوان ربما يخشون من ان تفرّط قيادة الجماعة في مبادئها للحصول على نفوذ لدى واشنطن التي لا تزال تفتقد الشعبية بين كثير من المسلمين بسبب حربيها في افغانستان والعراق. وقال جاد: سينظر لهم على انهم طالبو سلطة وهو ما يتناقض مع ما يقولونه مراراً.