أحدث ترحيب جماعة الإخوان المسلمين في مصر باستئناف الاتصالات مع الولاياتالمتحدة، جدلاً وسط القوى والأحزاب السياسية المختلفة في البلاد . وفي الوقت الذي رحب فيه المتحدث الرسمي باسم “الجماعة”، وأمين عام حزب الحرية والعدالة سعد الكتاتني، بأي اتصالات رسمية مع الإدارة الأمريكية كوسيلة للاستماع إلى رؤيتها حيال مستقبل مصر، وصف أحمد عبدالحفيظ الأمين العام المساعد للحزب الناصري ل”الخليج” استئناف اتصالات “الجماعة” بالقوى الغربية ولاسيما الولاياتالمتحدة بأنه “ليس غريباً”، ولم ينقطع إلا لفترة محدودة وذلك تحت ضغط بعض الأنظمة العربية التي كانت ترى في جماعة الإخوان خطراً يهدد بقاءها في الحكم . وأضاف أن الولاياتالمتحدة بعد ثورة 25 يناير تبحث عن وسيلة للعب دور كبير في مستقبل مصر وذلك بهدف الحفاظ على مصالحها في المنطقة، معتبراً مبادرة الإدارة الأمريكية باستئناف اتصالاتها بالجماعة يأتي كأمر طبيعي وذلك في مواجهة القوى القومية المعادية للغرب الداعم للكيان “الإسرائيلي” . ولفت إلى أن ترحيب “الجماعة” يأتي أيضاً في إطار تأمين وجودها في الساحة المصرية كقوة أساسية في الساحة السياسية والحزبية . من جانبه، علق القيادي بجماعة الإخوان حمدي حسن قائلاً إن استئناف هذه الاتصالات من جانب أمريكا يأتي تعبيراً عن تفهم الإدارة الأمريكية للتغيرات التي حدثت في مصر بعد سقوط النظام السابق الذي احتكر كافة الاتصالات مع القوى الخارجية وحرم القوى السياسية المصرية من إجرائها . وأشار إلى أن ثورة 25 يناير أحدثت تغييراً أتاح لكل القيادات والقوى والأحزاب والجماعات السياسية الفرصة للعمل السياسي والظهور وسط المجتمع بشكل يمكنها من أن تلعب دوراً في الشأن المصري سواء كان داخلياً أو خارجياً، لافتاً إلى أن أمريكا دولة كبرى تتحسس مواطن القوى في الشارع المصري وتتابع عن كثب ما تسفر عنه المرحلة الانتقالية ولاسيما الانتخابات “البرلمانية” المقبلة وما تسفر عنه من تشكيل حكومة، ما يجعلها تقيم قنوات اتصال مع القوى الأكثر تأثيراً، وتعلم (أي الولاياتالمتحدة) أن جماعة الإخوان أكثر القوى السياسية تأثيراً . وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أعلنت أن الولاياتالمتحدة “تواصل مقاربة إجراء اتصالات محدودة” مع الجماعة الإسلامية في إطار العملية الانتقالية في مصر . وقالت كلينتون في تصريح صحافي في بودابست “مع تغير الخارطة السياسية في مصر، من مصلحة الولاياتالمتحدة إجراء حوار مع كل الأطراف التي تبدو مسالمة ولا تلجأ إلى العنف” . واعتبرت كلينتون أن الأمر لا يتعلق “بسياسة جديدة” بل بمبادرة “تم اعتمادها قبل خمس أو ست سنوات”، وواشنطن “تستعيدها” . كما أعلن مسؤول أمريكي مساء الأربعاء الماضي أن الولاياتالمتحدة قررت استئناف الاتصالات الرسمية مع جماعة الإخوان المسلمين . وقال المسؤول الرفيع الذي طلب عدم نشر اسمه “المشهد السياسي في مصر تغير ومستمر في التغير .” وأضاف “من مصلحتنا التعامل مع كل الأطراف التي تتنافس على البرلمان والرئاسة” . وكان الناطق باسم جماعة الإخوان محمود غزلان أبدى انفتاحاً من قبل الإخوان إزاء إجراء اتصالات مع الولاياتالمتحدة “في إطار من الاحترام” لقيمها . وأضاف “نحن لا نوافق منذ فترة طويلة على سياسة الدعم الأمريكية للحكام الديكتاتوريين على حساب الشعب في المنطقة” والولاياتالمتحدة “هي الدولة الغربية المكروهة أكثر لدى العرب لهذا السبب” . لكنه قال إنه “إذا أرادت الولاياتالمتحدة فعلياً احترام قيمنا ودعم الحرية كما تقول إنها ترغب القيام به، فحينئذ ذلك لا يطرح لنا مشكلة” . وتابع انه حتى الآن “لم تحصل اتصالات مباشرة بين الإخوان المسلمين والولاياتالمتحدة” موضحاً أنه منذ الاطاحة بمبارك “لم يحصل لقاء، لا مباشر ولا غير مباشر” . لكنه أقر بحصول اتصالات في السابق مع نواب في الفترة التي كانت تملك فيها الجماعة كتلة برلمانية وبحضور نواب من تنظيمات أخرى .