زوج يسأل :حدث خلاف بيني وبين زوجتي بسبب معاملة أهلي، ما جعلني أفقد صوابي عدة مرات، وقمت بإرشادها إلى ما أريد منها، ولكنها مُصرة على ما تريد، ما جعلني أضربها عدة مرات، ومع ذلك تعود لنفس الأسباب التي ضربتها من أجلها. فما الحل؟. الجواب: أخي الكريم: أذكرك ونفسي ببعض الأمور التي لا بد من اشعارها دائماً في الحياة الزوجية: الأول: أهمية الصبر على الأذى الذي يصيب الإنسان وهو لا يعلم متى يكون الفرج، لكنه إن وطنَّ نفسه على الصبر، واحتساب الأجر عند الله ؛ انقلبت في نظره المحنة إلى منحة ربانية، ترفع بها درجاته، ويحط بها من سيئاته. الثاني: انه لا يخلو بيت من عقبات وخلافات بين الطرفين،وقد وقع ذلك في أزكى البيوت، وأشرفها، وهو بيت المصطفى - عليه الصلاة والسلام- مع أزواجه اللائي هن أمهات المؤمنين، فإذا عرف الإنسان ذلك كيف به يطمع في بيت خالٍ من المشاكل والخلافات، ذلك أن الحياة الزوجية عشرة دائمة في جميع الأحوال والأزمان، من فرح وحزن في ليل أو نهار، وحصول الاتفاق بين اثنين في كل شيء من المستحيلات. عليك أن تبتهج بأي تحسن في حالة الزوجة، ولو كان هذا التحسن طفيفاً، وعليك أن تشجعها وتذكر لها ذلك الثالث: على كل طرف أن يتأمل الجوانب الخيرة والإيجابية في الطرف الآخر، قال - عليه الصلاة والسلام-: «لا يفرك مؤمن مؤمنة؛ إن كره منها خلقاً رضي منها آخر» ، فإذا رأيت حسن ترتيبها في بيتها وصيانتها لأبنائك، وكرهت منها صفة الغضب مثلاً فاصبر على ذلك، وإذا رأيت منها الحرص على العبادة والعلم مع التقصير في بعض أمور المنزل فاصبر على ذلك، وهكذا. الرابع: ان المرأة خلقت من ضلع أعوج، وإنك إن ذهبت تصلحه أو تقومه كسرته، وإنَّ كسرها طلاقها، فالطمع في الحصول على زوجة كاملة في كل شيء هو من المحال، بل على الإنسان أن يعلم أن مقاصد الزواج تحقق - بإذن الله- مع التقوى والصلاح. لذا فإنني أنصحك ونفسي بالصبر والحلم، والتضحية، وعدم الاستعجال في تعديل مسار الزوجة، بل عليك أن تبتهج بأي تحسن في حالة الزوجة، ولو كان هذا التحسن طفيفاً، وعليك أن تشجعها وتذكر لها ذلك ان رأيت منها تحسناً؛ حتى تواصل تغيرها – بإذن الله-، وإياك إياك والضرب؛ فإنه سبيل شر عظيم، ولم يرخص في الشرع إلا في حالات محددة على أن يكون ضرباً غير مبرح، واتق الله فيها، واخش من عقابه إن أنت ظلمتها وآذيتها، واحرص على الخير الذي أرشد إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم- بقوله: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي - وقوله - عليه الصلاة والسلام-: «إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على سواه» أسأل الله – عز وجل- أن يجمع بينكما على طاعته، وأن يؤلف بين قلبيكما، ويكفيكما شر الشيطان وشركه، والله يحفظكم.