حدث خلاف بيني وبين زوجتي بسبب معاملة أهلي؛ ما جعلني أفقد صوابي عدة مرات، وقمت بإرشادها إلى ما أريد منها، ولكنها مُصرّة على ما تريد؛ ما جعلني أضربها عدة مرات، ومع ذلك تعود للأسباب نفسها التي ضربتها من أجلها، فما الحل؟ أخي الكريم، أذكرك ونفسي ببعض الأمور التي لابد من إشعارها دائماً في الحياة الزوجية: أولها: أهمية الصبر على الأذى الذي يصيب الإنسان، والإنسان لا يعلم متى يكون الفرج، لكنه إن وطّن نفسه على الصبر، واحتساب الأجر عند الله، انقلبت في نظره المحنة إلى منحة ربانية، ترفع بها درجاته، ويحط بها من سيئاته. وثانيها: أنه لا يخلو بيت من عقبات وخلافات بين الطرفين، وقد وقع ذلك في أزكى البيوت، وأشرفها، وهو بيت المصطفى عليه الصلاة والسلام مع أزواجه اللائي هن أمهات المؤمنين، فإذا عرف الإنسان ذلك كيف به يطمع في بيت خالٍ من المشكلات والخلافات؛ ذلك أن الحياة الزوجية عشرة دائمة في جميع الأحوال والأزمان، من فرح وحزن في ليل أو نهار، وحصول الاتفاق بين اثنين في كل شيء من المستحيلات. ثالثها: على كل طرف أن يتأمل الجوانب الخيّرة والإيجابية في الطرف الآخر، قال عليه الصلاة والسلام: “لا يفرك مؤمن مؤمنة؛ إن كره منها خلقاً رضي منها آخر”، فإذا رأيت حسن ترتيبها في بيتها، وصيانتها لأبنائك، وكرهت منها صفة الغضب مثلاً فاصبر على ذلك، وإذا رأيت منها الحرص على العبادة والعلم، مع التقصير في بعض أمور المنزل، فاصبر على ذلك، وهكذا. رابعها: أن المرأة خلقت من ضلع أعوج، وإنك إن ذهبت تصلحه أو تقومه كسرته، وإنَّ كسرها طلاقها، فالطمع في الحصول على زوجة كاملة في كل شيء هو من المحال، بل على الإنسان أن يعلم أن مقاصد الزواج تُحقَّق بإذن الله مع التقوى والصلاح.