شهدت سوق التأمين السعودية في الآونة الأخيرة و خصوصاً التأمين الصحي تسارعا و نموا كبيرين يتزامنان مع التزام السوق بعد انضمام المملكة العربية السعودية إلى منظمة التجارة العالمية و قوانين العمل بتشريعاتها الجديدة التي فتحت المجال لقطاع التأمين للمنافسة الإقليمية و الدولية. و كان لارتفاع الوعي التأميني في المملكة دور هام في انطلاق صناعه التأمين و زيادة الطلب على التأمين و طرح منتجات تأمينية جديدة نتيجة لتغير فهم الكثير من شرائح المجتمع لمفهوم التأمين.إن صناعة التأمين الصحي في هذه الفترة تمر بمرحلة التطور حيث تقف شركات التأمين و من خلفها شركات إعادة التأمين و مقدمي الخدمة من المستشفيات و المستوصفات الطبية المعتمدة أمام فرصة و تحد كبير من التوسع و تحقيق نتائج مالية جيدة إذا أحسنت تطوير وسائلها في التعامل مع هذه الصناعة, كان لارتفاع الوعي التأميني في المملكة دور هام في انطلاق صناعة التأمين و زيادة الطلب على التأمين و طرح منتجات تأمينية جديدة لقد حان الوقت الآن إلى إعادة بناء الثقة و العلاقة بين أطراف التأمين الصحي بشكل يتطلب إشراك كل ٍ من المؤمن و المؤمن عليه للتعاون بكل شفافية بهدف رفع مستوى و جودة الخدمات الصحية . هل نسمع قريبا عن « خدمات الصحة البيئية « ضمن حزمة خدمات بوليصة التأمين الصحي تقوم بتوفير الدراسات و الاستشارات و الفحوصات المخبرية اللازمة و الدور التثقيفي و التوعوي للمحافظه على بيئة صحية آمنة للفرد و المجتمع بجميع منظوماته الحكومية و الخاصة بالإضافة إلى الشركات الصناعية و المصانع و المدن الصناعية , بحيث يتم التنسيق و التنظيم لها ما بين مجلس الضمان الصحي التعاوني و المنظومات ذات العلاقة مثل ( وزارة الصحة , المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية , وزارة العمل , الرئاسة العامة للأرصاد و حماية البيئة , ... ) . إن أهمية الوقاية و العلاج من مخاطر التلوث البيئية و الصحية ترمي بظلالها على الاستراتيجيات الصحية و البيئية المستقبلية في المملكة من منظور تفعيل دور المتابعة و الرقابة الإدارية المطلوبة على بعض التوجهات الاستراتيجية المناط بها توفير الخدمات الطبية و العلاجية المتكاملة للجميع و بالكلفة المادية المناسبة و التي تتزامن مع التسارع العلمي و التقني الدولي في هذا الخصوص , و أن لا يختزل المفهوم و التوجه العام» للخصخصة الصحية « في تقديم الخدمات الوقائية و العلاجية تحت مظلة البوليصة التأمينية لشركات التأمين فقط . إن واقع الحال المتمثل في طبيعة المخاطر البيئية و الصحية و حداثة تفعيل و تطبيق مفهوم الصحة البيئية يتطلب من الجميع تظافر الجهود المتناغمة مع رغبة و دعم و طموح الدولة في توافر و تهيئة الخدمات و الاحتياجات للمجتمع الذي تشكل الخدمات الصحية له الهاجس الأكبر و الداعم لدفع مسيرة البناء و النماء في هذا الوطن الغالي. [email protected]