لا يعرف الإنسان قيمة الآخر إلا إذا فقده.. ولا يعرف مكانته أمام الآخرين إلا إذا انتقل من مكان إلى مكان آخر.. هكذا هي حال الدنيا تجمع الأحبة وتفرق الأحبة. بالأمس القريب ودعنا أم صلاح والدة الجميع، التي عاشت معنا منذ الطفولة حملت لكل صغير منا وكبير كل حب وتقدير حتى أصبحنا إخوة أشقاء متآلفين.. إن اختلفنا التقينا مرة أخرى.. هكذا تربينا من منزل والدنا – رحمه الله – الذي يعتبر مدرسة في التعامل مع الآخرين.. كم صبرت من شكوى الألم أمام مرأى أولادك وأحفادك حتى لا يروا ما تعانيه.. سيذكرونك هذا العام في رمضان.. وبالأخص عبدالعزيز الذي رفض دخول منزله والنوم فيه ليلة دفنك وأنت بعيدة عنه. أم صلاح كم حملت معاناة أخي ماجد – رحمه الله – عشرين عاما مريضا!.. وكم حملت مشقة تربية الاولاد!.. وكم حملت من آهات ومعاناة المرض الذي الم بك قبل وفاتك! ونحتسب أن يجعلك الله من الشهداء.. وكم صبرت من شكوى الألم أمام مرأى أولادك وأحفادك حتى لا يروا ما تعانيه!.. سيذكرونك هذا العام في رمضان.. وبالأخص عبدالعزيز الذي رفض دخول منزله والنوم فيه ليلة دفنك وأنت بعيدة عنه. أعلم جيدا أنك امرأة صبورة وصائمة وزاهدة في الدنيا بكل ما فيها لا تحبين رؤية الألوان المختلفة لونك واحد.. أعرف أن هذه رؤيتك للحياة، عرفتك وأنا طفل صغير قلبك يحمل العطف علينا إذا حان وقت العشاء حملته بنفسك لي ولأخي أحمد وخالد عندما كنا ندرس سويا. ما أجمل تلك الأيام التي قضيناها معك سويا لم نعرف قيمتك إلا عندما فقدناك.. مصابنا عظيم فقد أحزنت الكبير منا فقد كان أخي فيصل بمثابة الأب العطوف، حيث وقف طيلة الفترة الماضية أمام أشقائه وكأنهم أولاد له يحمل كل واحد منهم العطف والحنان وهم يبادلونه كل محبة وتقدير. كما حمل العطف الكبير من أمير القلوب أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز في اتصاله ومواساته وتعازيه هاتفيا لأخي فيصل وصلاح ولزيارة صاحب السمو الأمير جلوي بن مساعد بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية أكبر الأثر في نفوسنا جميعا، حيث خففت مصابنا وكذلك لزيارة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فهد بن ناصر بن عبدالعزيز وأصحاب المعالي والسعادة والمشايخ والأعيان ولكل من جاءنا معزيا لفقيدة الأسرة أم صلاح رحمها الله. كل التقدير والشكر لهم وألا يريهم أي مكروه في حياتهم... وفي الختام إلى جنة الفردوس يجمعنا معك.. «أم صلاح حال لسانك يقول: إذا ما زرتني وأنا حي --- فلا تبك عليّ وأنا ميت. الصبر هو أن يعيش الإنسان قويا بإرادته وأن يتحمل أخطاء الآخرين.. لا نقول إلا ما يرضي ربنا (إنا لله وإنا إليه راجعون).