التزم اعضاء قائمة رئيس الوزراء العراقي المؤقت اياد علاوي الصمت ازاء المعركة الكلامية الدائرة بين وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان احد ابرز قائمة "عراقيون " التي يتزعمها الرئيس المؤقت غازي الياور وبين احمد الجلبي احد ابرز رموز القائمة الشيعية التي يقودها عبد العزيز الحكيم . وعلى الرغم من ان وزير الدفاع الشعلان اعتبر ان اتهامة الجلبي له قام بتهريب نصف مليار دولار الى الخارج وعمل مع جهاز مخابرات صدام اهانة لسمعة وزارة الدفاع وتهديده بالقاء القبض على الجلبي الذي يقال انه هرب الى البصرة بعيدا عن الاعتقال رغم ان الحكومة العراقية لم تؤكد او تنفي تصريحات الشعلان بشأن اعتقال الجلبي . قائمة علاوي تدرك ان القائمة الشيعية احد اكبر المنافسين لها وان توجيه مثل هذه الاتهامات الى شخصية بارزة فيها مثل الجلبي تخدمها في الدعاية الانتخابية.بل يذهب مقربون من السلطة العراقية الى ابعد من ذلك ويقولون ان حكومة علاوي ربما لن تمانع في القاء القبض على الجلبي كما توعد بذلك الشعلان . المراقبون للانتخابات يرون ان ما حدث جزء من معركة نشر الغسيل بين الجلبي والشعلان وانها اتاحت الفرصة المناسبة لعلاوي للتقدم في الانتخابات ولم تطلب بصفتها حكومة عراقية من أي طرف ايقاف الحملة . يذكر ان اعضاء في قائمة علاوي كانوا اول من بدأ بالهجوم ضد القائمة الشيعية واتهموها باستغلال اسم السيستاني في الدعاية الانتخابية. واستمروا بشن الهجمات ، الا ان مناوشات الجلبي - الشعلان جعلت اعضاء قائمة علاوي تهدئة اللعب ضد القائمة الشيعية وترك الساحة للشعلان ليدخل المعركة وتنتظر هي على مقاعد المتفرجين. بعض المحللين يقول ان قائمة " عراقيون " التي ينتمي اليها الشعلان ستكون هي المتضررة اكثر من قائمة الشيعية.فالجلبي سبق وان واجه مثل هذه الاتهامات ولم تكن جديدة عليه ولا على الشارع العراقي. وان الجلبي نفسه تمرس في لعبة قلب الطاولة ويحاول استثمار اتهامات الشعلان بالانحياز لايران لان ذلك يعطي الجلبي فرصة لحصد اصوات الناخبين العراقيين الذين نزحوا في السنوات الاخيرة الى ايران وعددهم بالالاف. كما يعطيه شهادة من خصم تعزز قربه من ابناء جلدته الشيعة. وهو ما كان يبحث عنه طيلة الفترة الماضية عندما حاولت القوات الامريكية والحكومة العراقية اعتقاله وتمكن من الخروج من ازمته بتأسيس ما سماه بالمجلس الشيعي. ايضا بالنسبة للشعلان الذي لم يكن قد تعرض الى هجمات بهذا العنف تاتي اتهامات الجلبي في اهم فترة ومرحلة سياسية في حياته بعد عودته من الخارج اثر الغزو الامريكي للعراق مما يفقده الكثير من الاصوات التي كان يسعى اليها ضمن قائمة " عراقيون " . الشعلان تمكن من الظهور على شاشات الفضائيات اكثر من مرة ليرد التهم عنه الا ان ذلك تحول الى دعاية غير مباشرة لصالح قائمة علاوي التي نأت بنفسها عن هذه المعركة واستثمرها ضد الطرفين لصالحها. وقدمت نفسها على انها افضل من يمثل المرحلة القادمة وانها حتى الان لم تتعرض لاي اتهامات من أي طرف عراقي .