أوصى المشاركون في الملتقى العلمي التاسع والعشرين للبيئة والتنمية الخليجي بتنسيق الجهود بين دول مجلس التعاون الخليجي في كل ما يتعلق بالبيئة والتنمية المستدامة من خلال أمانة دول المجلس والتأكيد على أهمية تطوير الخطط الاستراتيجية لمواجهة التحديات البيئية في دول المجلس. جاء ذلك في ختام أعمال الملتقى الذي استضافته جامعة الدمام بالتعاون مع الجمعية السعودية لعلوم الحياة أمس تحت عنوان "البيئة والتنمية في منطقة الخليج العربي" في فندق الشيراتون بالدمام برعاية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية الذي استمر ثلاثة أيام. وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلوم الحياة الدكتور إبراهيم عارف: إن المشاركين أضافوا في التوصيات ضرورة تحويل ممارسات التنمية لتصبح نوعاً من سلوك الفرد اليومية، والتأكيد على أهمية التقدم الصناعي مع تفعيل التشريعات البيئية وتطويرها، لتتناسب مع مخاطر هذا التقدم، وإخضاع المشاريع التنموية للدراسات البيئية المتكاملة قبل تنفيذها، والمحافظة على البيئات الطبيعية وتوثيق تنوعها الأحيائي وتنميتها بما يلبي استدامتها، وتشجيع الاستثمار في صناعات إعادة الدوير الواعدة ودعمها بالتشريعات والتمويل اللازمين، وتحديث البيانات المتعلقة بالبيئة من قبل الجهات المختصة بها وإتاحتها للباحثين، والحد من استخدام المواد الكيماوية ذات الأثر السلبي على البيئة والصحة العامة والمنتجات المعدلة وراثياً، ومكافحة التلوث البيئي بأنواعه المختلفة، وحماية غابات المانجروف واستزراعها، لأهميتها في البيئة البحرية، وتشجيع البحث العلمي التطبيقي في الجامعات والمراكز ذات العلاقة، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص للإسهام في دعم التحول لمجتمعات بيئية مستدامة، والاستفادة القصوى من التقنيات الإعلامية لتنفيذ برامج توعية بيئية لكل فئات المجتمع. بدوره، قال مدير جامعة الدمام عبدالله الربيش: "إنني فخور جدا بالنجاحات التي حققت في اللقاء من خلال المشاركات والحضور الكبير، بالإضافة إلى الجوائز التي شاركت في المؤتمر من خلال أبرز المختصين في مجال البيئة". وأشار إلى أن جامعته حريصة جدا على أن تكون نبراساً ومنطلقاً هاماً في المنطقة من هذه الندوات واللقاءات التي تثري جوانب متعددة من الفكر العلمي بمشاركة علماء ومختصين في كافة المجالات. مشيداً بالدور الذي قامت به جميع اللجان في تنظيم لقاء البيئة في منطقة الخليج العربي، وشكر الرعاة والداعمين مثل أرامكو السعودية وصحيفة "اليوم". من جهتها، أوضحت رئيسة اللجنة العليا للقاء الدكتورة نهاد العمير أن اللقاء اشتمل على عدة فعاليات علمية واجتماعية منها ندوة رئيسة و35 جلسة علمية شاركت فيها نخبة من المختصين، واختتمت في هذا اليوم الثالث بالتوصيات وتكريم الفائزين ومن خلال هذه الحفل الختامي يسرنا أن نتقدم بالشكر لمدير جامعة الدمام الدكتور على دعمه والثناء لرئيس الجمعية السعودية لعلوم الحياة الدكتور إبراهيم عارف لجهوده في هذا اللقاء. وكذلك وكيل جامعة الدمام لشؤون الفروع الدكتور عادل العفالق لإشرافه على جميع مراحل اللقاء حتى في دقائق الأمور اشرافا ممزوجا بخبرة عميقة. وأضافت العمير أن اللقاء اشتمل على عدد من الزيارات العلمية والمبادرات التي قامت بها عمادة خدمة المجتمع في الجامعة ممثلة في الدكتورة نجاح القرعاوي مثل مبادرة "حملة تروية" التي دشنها الأمير سعود بن نايف -حفظه الله- ومبادرة زيارة المعرض المصاحب للقاء من أجل تعزيز الحفاظ على البيئة، والمبادرة الثالثة "رحلة المانجروف" بالتعاون مع أرامكو السعودية، ومبادرة زيارة المعرض المصاحب في مؤتمر "بيئة البترول". وفي السياق، عزت أستاذة البيئة النباتية المشارك بكلية العلوم بجامعة الدمام رئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتورة وفاء التيسان اختفاء الغابات الخضراء إلى الاستغلال الجائر بسبب النمو الاقتصادي في المقام الأول، حيث تشير الإحصائيات الى أنه خلال عصر الإمبراطورية الرومانية كانت تغطى أوروبا 90% من الغابات. فيما اختفى اليوم حوالي 500 ألف هكتار منها بهدف صناعة الأخشاب، ومنها أيضا الزيادة السكانية في المدن والبلاد النامية الأمر الذي أحدث فقدان الكثير من التنوع البيولوجى، مثل ما حدث بالفعل لغابات المانجروف على الساحل الشرقي للمملكة حيث تعرض هذا النوع من النباتات للتدهور في كثير من مناطق وجوده نتيجة للمناشط البشرية المختلفة خاصة بعد عمليات الردم الساحلي وتسرب النفط. وقالت التيسان: "من المعروف أن بيئات نباتات المانجروف تتميز بتنوعها الحيوي الكبير فهي تكون نظاما بيئيا غنيا ذا انتاجية عالية من حيث كونه ملجأ للعديد من الكائنات الحية وهو فعال في تنظيف الشواطئ من عمليات التلوث. كما أنها تحمي الشواطئ من الانجراف والتآكل بواسطة جذورها التي تمتد إلى أعماق تصل إلى مترين، وتشمل بيئات غابات المانجروف والحشائش البحرية والمستنقعات الساحلية بيئات مهمة للكربون الأزرق وهو الكربون الذي يتم امتصاصه من الجو واختزانه في النباتات والتربة في النظم البيئية الساحلية". وأضافت أنه توصلت أبحاث علمية أجراها باحثون مختصون في مجال بدائل الطاقة إلى أن نبات الجاتروفا الذي ينمو بكثرة في الصحارى العربية سيكون في المستقبل البديل الأفضل لمشتقات البترول وعلى الأخص منها الديزل. وحسب الدراسة فإن زيت نبات الجاتروفا لا يحتوي على المواد السامة التي يحتويها الديزل عند احتراقه مثل غازي أول وثاني أكسيد الكربون والأبخرة السامة الأخرى. كما أن استخلاصه واستخدامه سيكون أقل كلفة وضررا على الصحة والبيئة أيضا.