كشفت أستاذة البيئة النباتية المشاركة في كلية العلوم بجامعة الدمام ورئيسة اللجنة العلمية للقاء التاسع والعشرين للجمعية السعودية لعلوم الحياة البيئية والتنمية والتنمية المستدامة في منطقة الخليج العربي الدكتورة وفاء التيسان عن مخاطر بيئية تهدد الخليج العربي. وأن السبب الرئيس الذي يشكل خطورة على الخليج العربي هو النهضة الصناعية المتسارعة، التي تشهدها المنطقة في جميع مجالات التطور المستقبلي التي أصبحت تواجه عديداً من المخاطر بنظامه البيئي في التلوث النفطي، وحوادث التلوث الاستثنائية، والتلوث بالصرف الصحي والصناعي، وتغيير البيئة الساحلية والبحرية، والدمار المباشر بالحفر والردم والازعاج، وتهديد الأمن الغذائي والمائي بالتلوث، وحدوث استنزاف للموارد الطبيعية. وأشارت الدكتورة وفاء التيسان إلى أن مثل هذه المشكلات والقضايا سوف تناقش في اللقاء 29 للجمعية السعودية لعلوم الحياة البيئية، الذي سيعقد نهاية الشهر الحالي برعاية أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، ومشاركة أكثر من 400 ورقة علمية لعدد من المختصين والخبراء في مجال البيئة. وأضافت الدكتورة التيسان أن نجاح التنمية المستدامة بيئياً يتطلب الصداقة مع البيئة، وأن الحفاظ على البيئة ومواردها الطبيعية وحماية الحياة الفطرية وإنمائها أمر ضروري لتحقيق تنمية مستدامة في منطقة الخليج العربي، التي تتميز ببعض المظاهر الطبيعية والشواطئ البحرية، ما يتيح فرصة عمل المشاريع التي تحقق التنمية المستدامة لها وتشجع أيضاً على توفير فرص العمل وجذب السياحة والاستثمار بها. وأشارت الدكتورة التيسان إلى أن للخليج العربي أهمية استراتيجية لحياة المجتمعات القاطنة على ضفافه بسبب النهضة الصناعية، التي تشهدها هذه المنطقة، وتعتبر التنمية إحدى الوسائل للارتقاء بالإنسان، ولكن ما حدث هو العكس تماماً؛ حيث أصبحت التنمية هي إحدى الوسائل التي أسهمت في استنفاد موارد البيئة وإيقاع الضرر بها، بل وإحداث التلوث فيها؛ فمثل هذه التنمية يمكننا وصفها بأنها تنمية تفيد الاقتصاد أكثر من البيئة أو الإنسان، فهي "تنمية اقتصادية" وليست "تنمية بيئية" تستفيد من موارد البيئة وتسخرها لخدمة الاقتصاد، ما أدى إلى بروز مشكلات كثيرة. وذكرت أن التقنية البيئية تهتم بمعالجة المشكلات والاهتمامات البيئية المختلفة مثل الكشف عن الملوثات البيئية المختلفة وتحليلها وإزالتها أو التقليل منها ومعرفة مصادرها والتحكم في نوعية وكمية هذه الملوثات بطريقة تقنية، بالإضافة إلى معرفة ومعالجة آثار هذه الملوثات على صحة الإنسان والبيئة، كما تتطلب دراسة وتقييم المشكلات الناشئة عن المخلفات المختلفة (الصلبة والسائلة) وتلوث المياه الجوفية، وتلوث الشواطئ والمناطق البرية، والمخلفات الصناعية، والصرف الصحي، وتلوث الهواء؛ فلابد من تكثيف جهود البحث العلمي ونقل التقنيات الحديثة التي تسهم في تطوير نظام تقييم الأثر البيئي والتخفيف من آثار تدهور البيئة في منطقة الخليج العربي.