أوضح الأمين العام للهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن، الدكتور زياد بن حمزة أبو غرارة، أن نتائج دراسات المسح الأولية لتقييم موارد الكربون الأزرق في سواحل البحر الأحمر وخليج عدن، أظهرت أن سواحل الإقليم تضم ثروات مقدرة من النظم البيئية المهمة لموارد الكربون الأزرق، خصوصاً سواحل السعودية، التي تمتلك النصيب الأكبر من بيئات المانجروف والحشائش البحرية في كل من سواحل البحر الأحمر والخليج العربي، ما شجّع الهيئة على البدء بتنفيذ مشروع دراسة موسعة خاصة بسواحل المملكة، بالتنسيق والتعاون مع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، ووزارة البترول، كمشروع نموذجي على أرض الواقع في الإقليم. وأشار إلى أن الكربون الأزرق من الموضوعات المستجدة في اهتمامات التغيُّر المناخي، ومن المتوقع إدراجه ضمن تقرير التقييم السادس الذي تصدره الهيئة الحكومية الدولية لتغيُّر المناخ (IPCC)، والتي تعد حالياً دليلاً استرشادياً لطرق تقدير ورصد موارد الكربون الأزرق، حيث ستتضمن التقارير الوطنية حول التغيُّر المناخي التي تعدها الدول سنوياً لسكرتارية الاتفاقية موضوع الكربون الأزرق ضمن جهود الدول في الحد من ظاهرة التغيُّر المناخي.
وتأتي تصريحات الأمين العام في اختتام الورشة الإقليمية حول "تقييم موارد الكربون الأزرق وإدارتها في سواحل البحر الأحمر وخليج عدن"، والتي نظّمتها الهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن، بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة للبيئة، واختتمت أعمالها أمس الخميس، بعدما استمرت ثلاثة أيام بمقر الهيئة بجدة.
شارك في الورشة خبراء ومختصون من دول الهيئة التي تضم بجانب السعودية كلاً من: الأردن ومصر والسودان وجيبوتي واليمن والصومال، كما شارك فيها خبراء دوليون من برنامج الأممالمتحدة للبيئة، ومبادرة أبو ظبي الدولية للمعلومات البيئية، وجهات أكاديمية وبحثية أخرى.
وبيّن أبو غرارة أن الورشة تأتي ضمن مشروع تنفذه الهيئة بالشراكة مع برنامج الأممالمتحدة للبيئة بهدف توفير قاعدة بيانات موارد الكربون الأزرق في سواحل البحر الأحمر وخليج عدن، وتطوير خطط لصون وتنمية هذه الموارد، وتوظيف هذه الثروات الكامنة لتعزيز وإبراز جهود دول الإقليم في مجالات المحافظة على البيئة البحرية لصالح التكيُّف مع تغيُّر المناخ، ودعم وسائل تخفيف الانبعاثات المستندة على صون النظم البيئية الساحلية المهمة لاتزان دورة الكربون.
يُشار إلى أن الكربون الأزرق هو الكربون الذي يتم امتصاصه من الجو واختزانه في النباتات والتربة في النظم البيئية الساحلية، وتلعب هذه البيئات بذلك دوراً مهماً في تخفيف انبعاثات الكربون الجوي، وظاهرة احترار كوكب الأرض وتغيُّر المناخ.
وتشمل البيئات المهمة للكربون الأزرق غابات المانجروف والحشائش البحرية والمستنقعات الساحلية.