تشهد دار اليوم والمنطقة الشرقية هذا الصباح حدثاً استثنائياً لا يتمثل فقط في الانطلاقة الجديدة ل(ليوم) على مستوى التحرير وإنما في افتتاح معلم جديد يضاف إلى معالم المنطقة الشرقية وهو مجمع مطابع الدار الحديثة الذي نتشرف بافتتاح صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية له. هذه الانطلاقة لم تأت من فراغ وإنما كانت نتيجة عمل دؤوب وجهد متواصل استمر سنوات، وتكثف وتطور خلال العام الماضي من خلال الدراسات والتدريب والتفكير وتعضيد مجلس الإدارة. حول هذه الانطلاقة وأهداف الدار الاستراتيجية وآفاق المستقبل كان هذا الحوار مع مدير عام دار اليوم الأستاذ صالح الحميدان: نتائج متوازنة @ماذا تعني الانطلاقة الجديدة لدار اليوم مع بداية هذا العام 2005؟ -استكمالاً لمسيرة (اليوم) التي بدأت منذ أكثر من 40 عاماً كان لزاماً علينا أن نعبر القرن الحادي والعشرين بخطوات طموحة تقديراً لقرائنا الأعزاء الذين يستحقون كل تقدير على وفائهم. وأيضاً مواكبة التطور الذي يحدث من حولنا بإيقاع متسارع وفاعل. لذا فإن إدارة الدار بدعم من مجلس الإدارة سعت إلى تطبيق مفاهيم إدارية متطورة تواكب متطلبات العصر، بمنهجية تقوم على التخطيط الاستراتيجي وباعتماد أحدث سبل التخطيط المعتمدة على أسلوب النتائج المتوازنة Balanced scorecards والمطبقة في أكبر وأعرق المؤسسات العالمية. ولذلك فإننا نعتبر عام 2005 بداية مرحلة جديدة لدار اليوم.. نأمل من خلالها أن تكون الدار نموذجاً مشرفاً للصحافة السعودية ومثالاً يحتذى للعمل بأسس مهنية وعلمية من خلال خطة متوازنة. الخطة الاستراتيجية @ كيف تم العمل على الخطة الاستراتيجية للدار؟ * بدعم من مجلس الإدارة وتوجيهه لسياسات الدار وخططها المستقبلية قام الفريق الإداري بالعمل بشكل مكثف واجتماعات متواصلة خلال عام 2004 بإعداد الخطة الاستراتيجية للدار للسنوات الخمس القادمة (2005 / 2009) ولكي تكون الخطة ناجحة وعملية قام الفريق بتحليل إمكانات الدار والظروف المحيطة بها بشكل علمي، وذلك لصياغة الوجهة الاستراتيجية للدار خلال السنوات الخمس القادمة حتى تكون عملية التطوير شاملة وفاعلة.وقد تمت صياغة رؤية ورسالة واضحة للدار تتضمن طموحاتها وتوضح صورتها على المدى البعيد وتضع إطاراً لأهدافها خلال الفترة القادمة تحت إطار (أهدافنا الاستراتيجية). وكذلك تم وضع استراتيجيات تنفيذية لتحقيق الأهداف وخطط العمل للأنشطة الرئيسية في الدار. دار إعلامية @ ما الرؤية الاستراتيجية التي اتخذتها الدار منطلقاً لها للفترة القادمة؟ * رؤيتنا أن نكون داراً إعلامية متكاملة الأنشطة رائدة على المستوى الوطني. ورسالتنا التي نسعى لتحقيقها تتلخص في الآتي: نحن دار إعلامية سعودية ننطلق من المنطقة الشرقية، ونسعى لتقديم خدمات ومنتجات إعلامية متكاملة ومتميزة محلياً وخارجياً بمهنية وتقنية متقدمة، تحقيقاً لأهدافنا ودورنا الوطني ومسئوليتنا الاجتماعية. وهذه الرؤية والرسالة تحتم علينا تطوير خدماتنا ومنتجاتنا الإعلامية وتنويعها لنوفر لقرائنا ولعملائنا آفاقا أرحب من العمل الإعلامي. تفاؤل ولكن @ ألا تعتقدون أن رؤية الدار ورسالتها للفترة القادمة متفائلة بعض الشيء؟ وكيف ستعملون على تحقيقها؟ * الإنسان الطموح يجب أن يكون متفائلاً ونحن نؤمن بأن رؤيتنا ورسالتنا قابلة للتحقيق وسوف نكرس كافة جهودنا للسير نحو تحقيقها بدعم من رئيس واعضاء مجلس الادارة الذي يساند انشطة ومشاريع الدار بكل قوة. صحيح أن رؤيتنا ورسالتنا طموحة جداً ولكننا لا نقلل ولا نستهين من قدرتنا على تحقيقها من خلال استثمارنا كوادرنا الذين نثق بإمكاناتهم وحماسهم لتحقيق أهدافنا. ولكي نكون أكثر تحديداً في رؤيتنا الاستراتيجية قمنا بتحديد سبعة أهداف استراتيجية تمكننا من تحقيق وجهتنا الاستراتيجية وهذه الأهداف هي: 1/ تعزيز الريادة في المنطقة الشرقية وتدعيم الوضع التنافسي في باقي مناطق المملكة. 2/ تطوير خدمات إعلامية متكاملة لاستثمار إمكانيات الدار وتنويع مصادر الدخل. 3/ توسيع قاعدة العملاء وتلبية احتياجاتهم والوصول إلى مستوى طموحاتهم. 4/ تطوير الموارد البشرية وتوفير بيئة عمل ملائمة للإبداع. 5/ تطوير البيئة التقنية وتكاملها واستخدامها في كافة مجالات العمل بالدار. 6/ تحقيق عوائد مالية لمواصلة النمو وتعزيز حقوق الشركاء. 7/ تنمية دور الدار في خدمة المجتمع. @ من الجميل أن تكون للدار أهداف استراتيجية ولكن كيف ستعملون على تحقيق هذه الأهداف؟ * لكي نستطيع تحقيق أهدافنا الاستراتيجية فقد قمنا بتفصيل هذه الأهداف إلى أهداف محددة سنوياً وقابلة للقياس لكي نستطيع أن نتابع سير العمل نحو تحقيقها كما أننا وضعنا الإطار العام لمنهجية عملنا لتحقيق أهدافنا من خلال مجموعة من قيم العمل في الدار التي يلتزم بها كافة منسوبي الدار سواء من الإدارة العليا أو من الموظفين التنفيذيين وفي مختلف مجالات العمل. أما عن قيمنا في العمل فقد لخصناها في النقاط التالية: العملاء: نكرس كافة جهودنا لخدمة عملائنا وتحقيق رضاهم والتواصل معهم واستطلاع رغباتهم. الجودة:نلتزم بأفضل معايير الجودة في خدماتنا ومنتجاتنا والتي عليها تبنى سمعتنا وصورتنا. أسلوب العمل: نحرص على الالتزام بأفضل المعايير المهنية والمصداقية في جميع ممارساتنا. الموارد البشرية: نستثمر في الموارد البشرية ونشجع التعليم المستمر ونكافئ المتميزين ونتيح الفرص المتكافئة لجميع منسوبي الدار. الشركاء: نعمل على أن يكون الشركاء فخورين بالدار وبما تحققه من عوائد المجتمع: نؤمن بأن علينا مسئولية لخدمة الوطن والمجتمع ونضع ذلك نصب أعيننا في مختلف نشاطاتنا. العمل الاجتماعي: نشجع وندعم العمل بروح الفريق الواحد. تطوير الدار @ ما أبرز معالم الخطة الاستراتيجية للدار في المرحلة القادمة؟ * أهم ما يميز خطتنا الاستراتيجية هو التكامل بين عناصرها وبالتالي فإن عمليات التطوير في الدار والاستثمارات في الأنظمة المتطورة والكفاءات المتميزة هي أبرز معالم خطتنا للمرحلة القادمة. ولعل مناسبة افتتاح مجمع الطباعة المتميز للدار وتدشين الشخصية الجديدة للجريدة هى أولى ثمرات التخطيط المتوازن في الدار الذي نسعى من خلاله إلى تطوير كافة إمكانيات الدار لتواكب آخر ما توصلت إليه تقنيات العمل الصحفي في العالم. كما أود التنويه إلى خطط التوسع لدينا في إصدارنا (المبوبة) الذي حقق نجاحاً في المنطقة الشرقية. حيث ستنطلق المبوبة إلى مناطق المملكة الأخرى ضمن خطة مدروسة لتوفير هذه الخدمة في هذه المناطق. كما تسعى الدار إلى تطوير خدماتها الإعلامية والإعلانية والتدريبية لتمكن عملاءها من الاستفادة من تكامل الخدمات والخيارات التي توفرها الدار. الدار والمستقبل @ ما مشاريع التطوير الأخرى التي تعتزم الدار تنفيذها؟ * تقوم الدار حالياً بمشروع مهم وهو الهيكلة الإدارية للدار والتي من خلالها تم تطوير الهيكل التنظيمي للدار بما يتوافق مع متطلبات المرحلة القادمة وتدعيم الكوادر البشرية بخبرات محلية متميزة ستساهم في نمو وتطور الدار في المرحلة القادمة. كما أننا وضعنا جدولاً زمنياً لتطوير آلية العمل في مختلف أنشطة الدار من خلال توفير أدلة عمل مهنية لمختلف أنشطة الدار. تشريف الأمير @ ماذا يعني لكم تشريف صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية لافتتاح مجمع مطابع الدار؟ * نحن ندين بالشكر والامتنان لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية لدعمه المستمر والمتواصل لدار اليوم. وهذا الدعم ليس وليد الآن، ولكنه تأكيد دائم على اهتمام سموه لنا اليوم لافتتاح مجمع مطابع دار اليوم من قبل مبنى الدار، اذ يشكل لدينا حافزا قويا لتقديم المزيد من الجهد والرقي لنكون عند حسن ظن سموه. وفي هذا الإطار لا ننسى أن نقدم شكرنا وتقديرنا لوزارة الإعلام على دعمها واهتمامها بما نقدمه في محاولة لصنع مطبوعة تتعدى حاجز المحلية ويفخر بها الجميع.