قبل عام و8 اشهر من الآن وبمناسبة افتتاح مبنى دار (اليوم) للصحافة والطباعة والنشر من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز امير المنطقة الشرقية، أجرت (اليوم) حوارا مع الفقيد الشيخ حمد بن علي آل مبارك رئيس مجلس ادارة الدار.. تناول فيه الفقيد عددا من الأمور الهامة، مثل روح الاسرة الواحدة التي كانت احد اسباب نجاح وتفرد المؤسسة ودعم سمو امير المنطقة الشرقية لهذا الكيان الاعلامي ومسيرة التأهيل والتدريب للكوادر الوطنية واستعرض محطات من تاريخ هذه المؤسسة، كما تحدث عن بعض الخطوات والافكار لتطويرها. و(اليوم) وهي تودع الفقيد تعيد نشر نص الحوار الذي نشر بتاريخ 12 صفر 1422ه، (6 مايو 2001م): حين تسلم رئاسة مجلس ادارة (اليوم) كانت الدار مديونة بمبالغ ضخمة، تراكمت عليها منذ تكوينها، خلال فترة زمنية قياسية استطاع التغلب على كافة الظروف بفضل - توفيق الله - ومؤازرة العديد من اعضاء مجلس الادارة، وبفضل التنظيمات الادارية الحديثة للوائح وانظمة الدار التي اشرف على تنفيذها، مما مكن صحيفة (اليوم) من تحقيق نجاحات متواصلة في فترة وجيزة. في حواره مع المحرر يضع الشيخ حمد بن علي آل مبارك رئيس مجلس ادارة دار (اليوم) النقاط على الحروف من خلال المسيرة الناجحة التي يرويها عن المراحل التي قطعتها المؤسسة والصعوبات التي واجهتها خلال تاريخها. نجاح جماعي @ في البداية حبذا لو تحدثتم عن ذكرياتكم عندما تسلمتم رئاسة مجلس ادارة دار (اليوم) للصحافة والطباعة والنشر. وكيف استطعتم خلال توليكم رئاسة مجلس الادارة ان تنقلوا الدار الى مؤسسة ذات انظمة ادارية حديثة؟ في الواقع ان العمل الاداري ليس عملا فرديا كما تعلمون، ونجاحه لايعزى لفرد بعينه، حتى ولو كان رئيسا لمجلس الادارة.. واذكر انني عندما استلمت منصب الرئاسة كانت الدار مديونة بمبالغ ضخمة، تراكمت عليها منذ انشائها، وتمكنا انا وزملائي سواء في الجمعية العمومية او مجلس الادارة او جميع العاملين في الدار من التغلب على كافة الظروف والنهوض بقدرات الدار، من خلال التنظيم الاداري الذي جاء نتيجة جهود جماعية لا فردية.. واسجل هنا الدور البارز لرجال آزروني في عملية تطوير الدار من مجلس الادارة، واخص بالذكر ما بذله الشيخ عبدالله ابو نهية والاستاذ مساعد الخريصي وخليل الفزيع وعتيق الخماس وكافة العاملين معهم، من جهود حثيثة سواء في مجال الادارة او التحرير.. فالتنظيم الاداري الجيد لكل الاقسام الادارية والتحريرية منذ تسلمي رئاسة مجلس ادارة الدار كان وراء القفزات التحديثية والنجاحات المتعاقبة التي مكنت الدار من التغلب على ازماتها المالية من ناحية، وتحقيق ارباح جيدة خلال السنوات العشرين الماضية. استعنا بالخبرات لتطوير الدار @ وكيف تمت مراحل تطوير جريدة (اليوم) الى أن وصلت الى ما وصلت اليه في هذه الفترة من منافسة مع الصحف المحلية؟ كما قلت في اجابتي السابقة فان تطوير الدار من الناحيتين الادارية والتحريرية تم عن طريق تنظيم اداري لكافة اقسام الدار، وقد استعنا بكثير من الخبرات لتطوير الدار، ونحمد الله اننا استطعنا خلال فترة زمنية قياسية تحقيق نجاحات مشهودة على أرض الواقع، بدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله حيث تفضل بعدما عرض عليه معالي الدكتور محمد عبده يماني وزير الاعلام سابقا ظروف الدار وبعض المؤسسات وامر يحفظه الله بدعم جميع المؤسسات، ومنها مؤسسة دار اليوم للصحافة والطباعة والنشر، تمكنت الدار عبرها من التغلب على كافة ازماتها، ومن ثم الشروع في تطوير وتحديث مطبوعتها، التي اظن انها الآن في مستوى لابأس به اذا ما قورنت بكثير من الاصدارات المحلية والخليجية والعربية، وطموحاتنا كبيرة في تحقيق المزيد من النجاحات ان شاء الله حتى نصل بجريدة (اليوم) الى ما نتوخاه جميعا من تطوير وتحديث، خاصة وانها تملك قدرتين ادارية وتحريرية، هما الاستاذ صالح الحميدان كمدير عام للدار والاستاذ محمد الوعيل كرئيس تحرير، حتى تصل الجريدة الى ما نصبوا اليه جميعا، وان تتحقق تلك الطموحات في القريب العاجل ان شاء الله. المحطات الصعبة كثيرة @ كل عمل ناجح لابد ان يجد بعض المحطات التي قد تكون عائقا وحجر عثرة امام بعض الطموحات.. فما الفترة التي وقفت امامكم؟ وكيف استطعتم اجتيازها؟ محطات كثيرة اصعبها واجهتني عندما استلمت رئاسة مجلس الادارة، فقد كانت الدار ذات مديونيات كبيرة تراكمت منذ انشائها، حيث تعلمون ان الدار عندما تم انشاؤها في البداية لم تكن تملك أي نوع من انواع المطابع، سواء التجارية منها او تلك المخصصة في الاصل لطباعة الصحف، فكنا نطبع الجريدة في البداية لدى مطابع اهلية، وقد تراكمت على الدار ديون كثيرة، فالدعم الذي كنا نتلقاه في ذلك الوقت من وزارة الاعلام لم يكن يغطي في واقع الامر تكاليف الطباعة، واذكر انني كنت احاول وقتذاك كعمليات انقاذ مؤقتة زيادة رأس مال الدار، عن طريق بعض اعضاء المؤسسة الذين كان لمؤازرتهم واستعدادهم للتضحية الاثر الفاعل في دعم الدار، الى ان تمكنت فيما بعد من الصمود امام مختلف التحديات، عبر جهود تنظيمية لاقسامها الادارية والتحريرية التي مكنتها من النهوض من عثراتها وكبواتها المتعددة.. ولا أريد ان استعرض هنا جميع الاسماء التي كانت لها مواقف ايجابية لمواجهة ذلك التحدي الذي تجاوزناه بكل عزم واصرار والحمد لله. هؤلاء لا يمكن ان ننسى اسهاماتهم @ هناك شخصيات لها اليد الطولى في ايصال جريدة (اليوم) الى هذا المركز المرموق.. هل تحدثنا عن هؤلاء كمساندين لهذه المسيرة؟ كثيرون هم أولئك الذين كانت لهم اليد الطولى في وضع اللبنات الاولى لقيام هذا الصرح الصحفي الكبير المتميز في منطقة عزيزة علينا جميعا.. اذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الشيخ عبدالعزيز التركي والاستاذ حسين خزندار والاستاذ لقمان يونس والاستاذ ماجد أبو شرارة رحمهم الله جميعا فقد وضع هؤلاء قواعد العمل وأسسه، كما ان ذاكرتي تختزن اسماء اخرى كان لها اسهامها المتميز في دفع عجلة العمل في هذه الدار الى ان وصلت الى ما وصلت اليه اليوم من تحديث وتطوير، واذكر منهم الدكتور عمر الزواوي والشيخ عبدالله ابو نهية فهؤلاء وغيرهم كثيرون، سواء في الادارة او التحرير، لايمكن استعراض اسمائهم في هذه العجالة، فقد كانت لهم اسهامات جيدة في تحمل المسئوليات الأولى التي مكنتهم من الاضطلاع باداء أدوارهم على خير وجه وأكمله. نسعى للتطوير المستمر @ مجلس الادارة اعطى التحرير ثقة كبيرة وأوصى بدعمه ليواصل طموحه نحو الافضل وليتوازى ذلك مع تطلعات القراء والمتابعين.. فهل نتعرف على نوعية ذلك الدعم؟ كان هاجسنا الأول والاخير هو النهوض بصحيفة (اليوم)، لتواكب مثيلاتها من الصحف المحلية والاقليمية والعربية، والى ذلك توجهت جهودنا نحو شراء احدث المطابع وتوظيف الكوادر الوطنية التي تتحمل اعباء العمل الصحفي، وكان يدور في خلدنا منذ فترة طويلة انشاء مبنى حديث، يضم اقسام الدار الادارية والتحريرية والفنية، وقد تحقق لنا ذلك بفضل الله وعونه، فالعمل في واقع الأمر كان ولايزال منصبا على دعم التحرير بكل وسائل الدعم، حتى تتمكن المطبوعة من مواكبة كل حدث، وهذا النهج مطلوب في جميع المؤسسات الصحفية، ونحمد الله سبحانه وتعالى اننا استطعنا تسهيل كثير من العقبات التي واجهت الاقسام التحريرية بالجريدة، الى ان تمكنت الآن من اثبات نفسها وتحقيق كثير من طموحاتنا وانجازاتنا للدار.. وتطلعاتنا دائما تنصب على تحسين وتحديث وتطوير الاعمال الصحفية، بطريقة تمكن هذه الجريدة من الانتشار وتقديم افضل الخدمات الصحفية لقرائها ومتابعيها. الاعلان علامة بارزة على النجاح @ وماذا عن الناحية الاعلانية فهي امر مهم لمسيرة وتقدم المطبوعة ودليل انتشارها، فالمعلن لن يأتي لمطبوعة من اجل المجاملة.. بل يرغب في ان يصل اعلانه للجميع.. ما سياستكم لجذب المعلن لهذه المطبوعة؟ كما هو معروف فالانتشار هو أهم سبب لجذب الاعلان لأية مطبوعة، لأن المعلن يبحث عن الجريدة التي تحقق اهدافه التسويقية، من ناحية سعة الانتشار والتواجد في مختلف نقاط التوزيع، ونحن نهتم بهذه المسألة اهتماما خاصا، ونحاول دائما العثور على منافذ جديدة للتوزيع داخل المملكة وخارجها، والوصول الى اكبر قدر ممكن من القراء، لأن القارئ في واقع الامر يمثل الرأسمال الحقيقي للجريدة.. واعتقد ان نسبة الاعلان الحالية في الجريدة تمثل علامة بارزة على حسن التوزيع للاعلان بالدار، ولعلي اشير هنا الى الخطط الموضوعة من قبل المسئولين في قسم التسويق بالدار سوف تؤدي الى تحقيق قفزات في مجال الاعلان والانتشار بوسائل مختلفة، سوف يلحظها القارئ في حينها باذن الله.. حيث يواصل مدير عام الدار الأستاذ صالح الحميدان ورئيس التحرير الأستاذ محمد الوعيل اجتماعاتهما من اجل تحقيق هذين الهدفين. تكريم العاملين @ بعض المؤسسات تعمل على تكريم عدد من العاملين فيها بين حين وآخر. فهل هذا الهاجس يدور في ذهنكم؟ بالتأكيد فهذا النهج جدير بالاهتمام، ونحن نأخذ به في الدار، فقد قامت الدار قبل حفل الافتتاح بتكريم الكثير من الرواد الذين ساهموا مساهمة فاعلة في تأسيس هذه المطبوعة في المجالين الاداري والصحفي، غير انني اود ان اذكر هنا معلومة هي على جانب كبير من الاهمية، وهي ان حفل افتتاح المبنى الجديد في حد ذاته، وبحضور النخبة المتميزة، وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز امير المنطقة الشرقية، يعتبر في حد ذاته تكريما لكل رائد من رواد الدار، وتكريما ايضا لكل منتسب اليها، واعتقد اننا نفخر جميعا بمبنى الدار الحالي، الذي يعد انجازا رائعا ومن اهم الانجازات التي تحققت على صعيد جملة من الطموحات التي كانت تراود جميع العاملين في هذه الدار، فالافتتاح في حد ذاته تكريم لجهود متواصلة بذلها جميع المنتسبين الى هذه الدار صغيرهم وكبيرهم، حتى تحقق هذا الحلم الجميل الذي كنا ننشده جميعا وننتظره بفارغ الصبر.. ولعلها مناسبة ان اعرب عن تقديري الحار للمؤسسين ومجالس الدار في جميع مراحلها، وكذلك المديرون العامون السابقون والحاليون، وكذلك رؤساء التحرير الذين تعاقبوا على تولي منصب رئاسة تحرير (اليوم)، وجميع العاملين سواء في التحرير او الادارة السابقين والحاليين.. والدار تفخر بهؤلاء وهؤلاء.. كانت اسهاماتهم واضحة حتى تحقق هذا الحلم. وقفة سمو أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه @ وماذا عن مبنى الدار هذا المبنى النموذجي واحدى الواجهات الحضارية للمنطقة الشرقية.. هل يمكن ان نتعرف على فكرة انشائه؟ وما مقدار تكاليفه؟ وهل حقق الطموح المرجو؟ التكاليف وان كانت اعلنت سابقا فهي 45 مليون ريال، بما فيها جميع التجهيزات، وقد تحقق بها جزء كبير من طموحاتنا المرجوة.. فالمبنى الجديد كما تعلمون يحتوي على مختلف التجهيزات الحديثة والتقنية العالية المتطورة لصناعة العمل الصحفي المتميز.. وهذا ما كنا ننشده عند بداية تخطيطنا لبناء هذا الصرح الصحفي المتكامل.. واعتقد ان المبنى بتجهيزاته سوف يقدم الكثير من الانجازات ان شاء الله، كما انه سوف يسهل على العاملين في الصحيفة اداء اعمالهم بالصورة المبتغاة والمرضية، فكلما كانت التسهيلات كبيرة ومتاحة تمكن الصحفي من العطاء بشكل افضل واكمل. ونحمد الله على هذا الانجاز الرائع، ولن انسى في هذه الوقفة الحرص والمتابعة من قبل صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز امير المنطقة الشرقية وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الامير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، حيث كانا حفظهما الله يتابعان المشروع حرصا من سموهما على كل انجاز خير يعود بالنفع على المنطقة ويعكس مدى رعاية الدولة لكل خطوات التطور في بلادنا. روح الأسرة الواحدة @ وماذا عن رؤيتكم لمستقبل الدار اذ لابد ان لديكم تصورات في ظل خبراتكم الطويلة للتطوير الاداري والفني والتحريري، خاصة عقب الافتتاح الكبير للمبنى الحديث؟ في تصوري ان اي عمل للتطوير لابد ان يتسم عمليا بروح الاسرة الواحدة التي تنشد الوصول الى الافضل والاكمل، سواء في المجال الصحفي كما هو الحال مع الدار، او في مجالات اخرى، واذكر عندما استلمت رئاسة مجلس الادارة في هذه الدار ان تلك الروح كانت سائدة بنسبة عالية، وازاء ذلك امكن التغلب على كثير من العراقيل والعقبات والازمات، ومن ثم امكن تحقيق مجموعة من الانجازات الجيدة في مضامير العمل الصحفي من جانب، وفي مضامير التنظيم الاداري الدقيق الذي مكن الدار ايضا من تهيئة المناخات والظروف الكفيلة بصناعة النجاح واستمراريته أيضا، لأن الاستمرار في النجاح اهم من تحقيقه من وجهة نظري الخاصة، وما نراه اليوم من تعاون تام بين التحرير والادارة كفيل بإيجاد نجاح اكبر فنحن ندرك ان مهمة الادارة هي خدمة التحرير من اجل تحقيق مزيد من النجاح للمطبوعة وهذا بالفعل ما يحدث.. وهذا هو العمل المثالي لأي منشأة صحفية. ندرس الطباعة المتزامنة @ كما نعلم ان الدار تملك الكوادر الفنية والادارية والتحريرية.. هل في النية تأمين مطابع جديدة تنسجم مع طموحاتكم لتواكب النقلة النوعية؟ هذا صحيح، نحن بحاجة الى مطابع حديثة جديدة نواكب بها هذه النقلة النوعية من التطوير الذي طرأ على منشآتنا وعلى العمل الصحفي ايضا، وتعلمون ان المطابع الحالية هي من المطابع الحديثة التي تمكنت بها الدار من تحقيق جانب كبير من تطلعاتها نحو التطوير في مرحلة اصدارها اليومي وانتقالها من الشكل الطباعي القديم الى الحديث، غير ان انشاء مطابع اكثر حداثة نواكب بها تقدمنا الحالي هو طموح يراودنا جميعا، وقد بدأنا بالفعل في وضع الدراسات الاولية لتأمين تلك المطابع، ولكن النجاح دائما يبدأ بخطوة كما تعلمون ، ونحمد الله اننا قد خطونا عدة خطوات نحو النجاح وارجو ان تكون خطواتنا القادمة بالفعل هي تأمين مطابع حديثة للدار تواكب طموحاتنا الحالية والمستقبلية. @ وماذا عن الطباعة المتزامنة في المناطق الاخرى؟ هناك مشروع يدرس حاليا بين الادارة والتحرير، لتحقيق ذلك باذن الله. مع سمو الأمير سعود بن نايف خلال تدشين (اليوم) على الانترنت الشيخ حمد آل مبارك