بدأت الحرب النفسية بين الجيش الامريكي والمسلحين في الفلوجة حيث يؤكد ان الطرف الآخر يعمد الى تخويف السكان في حين يعلن المسلحون انهم يعتقلون جنودا عراقيين وامريكيون. وقال الجيش الامريكي في بيان: ان مجموعات المسلحين في الفلوجة والرمادي تتعمد تخويف السكان وارتكاب اعمال عنف ضدهم، موضحا ان معلوماته هذه نقلت عن مواطنين شجعان ابلغوا القوة المتعددة الجنسيات بذلك، وتابع البيان: ان المسلحين بصدد حفر انفاق بين المساجد والمدارس لنقل الذخيرة في ضوء احتمال شن القوة المتعددة الجنسيات هجوما، واكد الجيش ان المساجد تفقد حرمتها عندما يستخدمها المسلحون،من جهتهم، يؤكد المسلحون عبر مكبرات الصوت اعتقال 36 جنديا اميريكيا و107 من عناصر الحرس الوطني. والقيت منشورات على المدينة تدعو المسلحين الى الاستسلام، وفقا للجيش الامريكي، وقد سدت جميع المنافذ المؤدية الى الفلوجة استعدادا للهجوم، ويحتشد حوالى 20 الف جندي اميركي وعراقي حول المدينة حيث دخل بعضهم الاطراف الغربية فجر اليوم الاثنين للسيطرة على المستشفى الرئيسي بدون معركة. وفي هذه الاثناء منع الجيش الامريكي امس الذكور الذين تتراوح اعمارهم بين 15 و50 عاما من دخول الفلوجة والقصبات المحيطة بها والخروج منها، وتبث مكبرات الصوت في عربات هفمي تجوب القرى المحيطة بالفلوجة بيانا يدعو الذكور بين 15 وخمسين عاما الى عدم الخروج والدخول والا ستطلق النار عليكم، ويسمح فقط للنساء والاطفال بالخروج دون العودة حتى اشعار آخر، وعند المدخل الشمالي للمدينة جلس حوالى 20 شخصا من الرجال والنساء والاطفال امام لافتة كتب عليها يسمح للنساء والاطفال بالخروج فقط وممنوع مرور السيارات. ويؤكد هؤلاء انهم فوجئوا بالاغلاق ويريدون العودة الى قريتهم الصقلاوية شمال غرب الفلوجة بينما يظهر فجأة بين البساتين عشرات غيرهم آملين ان يلين الجنود موقفم ليتم السماح فقط لطفل ورجل فوق الخمسين بالمرور بعد التأكد من عدم وجود اثر للبارود على يديه. من جانبه قال صحفي يرافق القوات الاميركية ان الطيران الاميركي قصف مواقع في الفلوجة كان مسلحون يطلقون النار منها على القوات الاميركية،واوضح الميجور تود ديغروسييه احد ضباط قوات مشاة البحرية الاميركية (المارينز) ان الطائرات توجه ضربات دقيقة داخل المدينة الى مواقع غير محددة للعدو، واضاف: ان المسلحين اطلقوا النار من هذه المواقع المستهدفة. وقال صحفي: ان الطائرات قصفت مواقع المسلحين لمدة حوالى ساعة، وسمع دوي الانفجارات في محيط المدينة حيث يحتشد حوالى عشرين الف عسكري امريكي وعراقي وسط توقعات بشن هجوم شامل عليها. وقد استولت القوات الاميركية والقوات العراقية الخاصة على المستشفى الرئيسي الواقع في الاطراف الغربية من المدينة المتمردة بدون معارك كما سيطرت على جسرين، حسبما افاد صحفي يرافق القوات. كما اعلن مسؤول في شرطة كربلاء ان دورية من الحرس الوطني تساندها القوات الاميركية اغلقت مكتب رجل دين شيعي يعارض الانتخابات واوقفت سبعة من انصاره في المدينة الشيعية جنوب غرب بغداد، واضاف رافضا ذكر اسمه: ان القوة طوقت مكتب الشيح محمود الحساني وقذفته بقنابل صوتية قبل اقتحامه، واوضح ان سبعة اشخاص من المؤيدين لرجل الدين اعتقلوا في المكتب لكن الحساني لم يكن هناك. وافاد مصدر في الحرس الوطني ان 4 من الموقوفين اطلق سراحهم في حين يخضع الآخرون للاستجواب، وقتل شخص اثر تلاسن ثم شجار تطور الى معركة بالسكاكين بين انصار المرجع الشيعي الكبير آية الله علي السيستاني والحساني. وطلب السيستاني من المواطنين تسجيل اسمائهم في سجلات الناخبين التي بدأ العمل بها مطلع الشهر الحالي. وقال في فتوى: يجب على جميع المواطنين المؤهلين للتصويت من ذكور واناث التحقق من ادراج اسمائهم في سجلات الناخبين بصورة صحيحة. ويشدد المرجع الشيعي مباشرة او عبر المحيطين به، على اجراء الانتخابات في موعدها المقرر. وكان دعا الى المشاركة بكثافة في عمليات الاقتراع وتوعية الناس بحقوقها. وكانت قد ارتفعت سحابة من الدخان الاسود فوق منطقة غرب الفلوجة بعد ان استولت القوات الاميركية والعراقية على المستشفى الرئيس وعلى جسرين في حين قصفت طائرات مواقع للمسلحين ويستمر تبادل النار في محيط المدينة. وعلى صعيد آخر أعلن جامع الفرقان وسط الفلوجة ظهر أمس أن المسلحين في مدينة الفلوجة اعتقلوا 36 جنديا أمريكيا و103 من عناصر الحرس الوطني العراقي وتدمير 7 آليات للجيش الامريكي في مواجهات جرت فجر اليوم في منطقة الحي الصناعي شرقي الفلوجة. وتلي بيان عبر مكبرات الصوت في الجامع ذكر فيه أن مواجهات مسلحة جرت في ساعة مبكرة في منطقة الحي الصناعي شرقي الفلوجة أسفرت عن أسر 36 جنديا أمريكيا و103 من عناصر الحرس الوطني العراقي وتدمير دبابتين ومدرعتين وثلاثة ناقلات جنود نوع همر. وأفاد شهود عيان ان مسلحين هاجموا ارتالا للجيش الامريكي مكونة من العشرات من الدبابات والمدرعات بالقرب من حدود مدينة الفلوجة وأن سحب الدخان تتصاعد من أماكن تواجد الارتال العسكرية. وأبلغ الشهود أن مسلحين هاجموا رتلا للجيش الامريكي في منطقة تقع على مسافة 18 كم شمال شرقي الفلوجة كما هاجم مسلحون رتلا آخر في منطقة السجر شمالي الفلوجة (خمسة كيلومترات) وهجمات أخرى على الارتال على الطريق السريع وفي منطقة عامرية الفلوجة وفي منطقة الصقلاوية.