اندلع قتال ضار بين مقاتلين وقوات امريكية قرب الطريق الرئيسي المؤدي الى الشمال من الفلوجة أمس السبت فيما قصفت الطائرات الامريكية اهدافا على اطراف المدينة في الوقت الذي يستعد فيه الجيش للاجتياح. وقال مراسل وكالة الأنباء الفرنسية ان القوات الامريكية اطلقت اربعة صواريخ وعددا من القذائف المدفعية حول المدينة في الساعة 30ر17. ونقل مراسل رويترز عن شهود عيان ان الجيش الأمريكي قصف منطقة تقع على بعد نحو كيلومتر من المدينة السنية الواقعة على بعد 50 كيلومترا غربي بغداد. وأعلن ناطق باسم مشاة البحرية الامريكية (مارينز) ان هجوما على قافلة عسكرية أسفر عن اصابة 20 من عناصرها بجروح في مدينة الرمامدي (110 كلم غرب بغداد) وجميع المصابين من قوة استطلاع للمارينز. ولم يتسن للمتحدث تأكيد تقارير لوسائل الاعلام ذكرت ان مهاجما انتحاريا بسيارة ملغومة هاجم القافلة قرب الرمادي وهي احدى مدينتين يسيطر عليهما مقاتلون وتأمل القوات الامريكية ان تستعيد السيطرة عليهما خلال هجوم عسكري مرتقب. ويشير مراسل وكالة الأنباء الفرنسية الى تراجع اهتمام العراقيين بالوضع في الفلوجة رغم مواصلة الاستعدادات للهجوم العسكري عليها وتجمع عدد من ابنائها النازحين الى بغداد. وقد تغيرت أمور كثيرة منذ المعارك الاخيرة في نيسان ابريل الماضي والتي انتهت بتسوية ادت الى احكام سيطرة المسلحين على الفلوجة. وقال عبد المنعم البدراني من سكان الفلوجة وعضو هيئة علماء المسلمين السنية ان القوات الامريكية تتهيأ لدخول المدينة وليس هناك من مفاجأة هذه المرة.وبعد ان اشار الى معاناة النازحين قال ان سكان الفلوجة يريدون ان تحسم الامور سلبا او ايجابا لانهم يريدون العودة الى منازلهم. وقد غادر اكثر من نصف سكان المدينة البالغ عددهم حوالى 300 الف نسمة منازلهم الى مخيمات في المناطق الريفية او الى بغداد. وقالت سميرة مرعي (45 عاما) انها تعيش منذ نيسان ابريل مع 12 من اولادها و 75 آخرين بينهم احفادها في مبنى غير مكتمل في الجهة الغربية من بغداد. وتتوجه يوميا الى المساجد طلبا للاموال والاعانات، واضافت انها عادت الى الفلوجة منذ شهر لكنها سرعان ما غادرتها مرة اخرى بعد ايام بسبب الضربات الجوية الامريكية. ويستخدم العديد من المساجد في بغداد وخصوصا تلك الواقعة على الطريق المؤدية الى الفلوجة مراكز لتقديم المساعدات من ملابس وغذاء والتبرعات المالية او كجهات ارتباط مع عائلات ترغب في اسكان النازحين. لكن حجم المساعدات هذه المرة لا يقارن بشهر نيسان ابريل الماضي عندما غرقت المساجد بالمساعدات وتقدم الرجال عارضين التطوع للقتال او عندما وقفت عائلات بغدادية على الطرق للترحيب بالنازحين واستقبالهم. وقال الشيخ احمد زكي من مسجد الرحمن في منطقة الخضراء في بغداد ان استمرار الازمة يزيد من صعوبة الناس على مساعدة اخوانهم. وفي مسجد الاخوة الصالحين في العامرية، جلس شبان يتبادلون الحديث عن صعوبة الوصول الى الفلوجة لو رغبوا في المساعدة وقال الشاب قاسم قيس: سمعنا ان جميع الطرق مغلقة وممنوع دخول من هم دون 45 سنة. وقال المتحدث باسم هيئة علماء المسلمين مثنى حارث الضاري ان انتهاء انتفاضة مقتدى الصدر قد تفسر اسباب تراجع الحماسة تجاه الاحداث في الفلوجة. وقال ابو عمر فاروق صاحب محل تجاري في الشارع العام في العامرية: لكي اكون صادقا معك فانني لا اتابع ما يجري في الفلوجة في الفترة الاخيرة لكنني سمعت ان هناك محادثات لحل الازمة سلما. وهز القصف الجوي والمدفعي مدينة الفلوجة التي يسيطر ليل الجمعة السبت بعد ان حثت القوات من خلال المنشورات ومكبرات الصوت المدنيين على مغادرة المدينة. وقال سكان لمراسل (الفرنسية) ان أعنف قصف تعرضت له الفلوجة في عدة اشهر دمر عشرات المنازل ومستشفى ومخزنا طبيا. وقال شهود ان الهجمات الجوية الامريكية والقصف اضاء سماء البلدة وهز المناطق الشرقية والشمالية في المدينة التي يسيطر عليها المسلحون. ونقل المراسل عن أطباء انهم عاينوا ثلاثة جثث. وفي مدينة الصقلاوية (7 كلم شمال الفلوجة) قتل مزارع عراقي وأصيب أربعة من أفراد أسرته بينهم طفلان بسبب الرمي العشوائي للقوات الامريكية عصر أمس. وقال شهود عيان ان عبوة ناسفة انفجرت اثناء مرور رتل للقوات الامريكية في منطقة الزيدان في قضاء ابو غريب ادى الى تدمير مدرعة ومقتل واصابة من فيها من الجنود الامريكيين. وقامت القوات الأمريكية على الفور باخلاء المصابين واعتقلت 11 مواطنا من اهالي الزيدان وفتحت نيرانها تجاه سيارة مدنية صالون وقتلت من فيها من الركاب المدنيين.