يبدو الشارع الكروي العراقي منشغلاً بالاستحقاقات المقبلة لمنتخبه الوطني مع أن هذه الاستحقاقات لا ترقى إلى أهمية الوصول للدور الثاني من تصفيات آسيا لبطولة كأس العالم التي فقد العراقيون فرصتها عقب خسارتهم المثيرة للجدل أمام منتخب أوزبكستان في ملعب القويسمة في الحادي والعشرين من هذا الشهر. فالمباراة المقبلة للمنتخب العراقي مع شقيقه الفلسطيني التي ستقام في السادس عشر من الشهر المقبل ستكون آخر ظهور للفريق في الأدوار التمهيدية للبطولة وهي لا تعدو أكثر من تكملة رقمية لما سبقها إذ لم تؤثر نتيجتها على ترتيب فرق المجموعة التي أصبحت صدارتها بيد الفريق الأوزبكي . ولهذا فان أوساط الكرة العراقية تنظر إلى هذه المباراة من زاوية عدم الاكتراث بما ستسفر عنه من نتيجة طالما أن لقاء القويسمة أجاب عن تساؤلات وهواجس الشارع الكروي العراقي وحسم الجدل الدائر حول أحقية أي من الفريقين في الصعود إلى الدور الثاني. والجمهور العراقي مازال يتذكر المشاركة الأولى في (خليجي 4) التي جرت في الدوحة عام 1976 والتي مثلت بداية الرحلة إلى ضفاف المنافسة الخليجية بعد أن أجمعت الأوساط الخليجية على أن المشاركة العراقية قد أضافت الكثير من النكهة إلى البطولة بسبب جيل العمالقة الذي لعب آنذاك والذي كان يضم فلاح حسن وعلي كاظم ودوكلص عزيز وكاظم وعل وهادي أحمد وعلاء أحمد ورحيم كريم وغيرهم. ومن قبيل المصادفة أن تكون الدوحة محطة الانطلاقة الأولى نحو البطولة إلى جانب كونها محطة العودة بعد آخر ظهور عراقي في (خليجي 10) الذي جرى في الكويت خلال فبراير عام 1990 ولعل هذه العودة بنظر الكثير من أوساط الكرة العراقية ستعيد ثوب الإثارة والندية إلى مباريات البطولة وستجعل اللون العراقي نكهة مضافة إلى ألوان المنافسة المتوقعة. غير أن مشاركة العراق المرتقبة في البطولة مازالت الحلقة الغائبة عن دائرة استعدادات الفريق الوطني العراقي , إذ لم تظهر في الأفق ثمة مؤشرات على إمكانية التخلي عن المدرب عدنان حمد أو الاستعانة بغيره رغم سهام النقد واللوم التي طالته من كل حدب وصوب ولم يظهر لدى اتحاد الكرة العراقي أي توجه للرضوخ إلى ضغوط الصحافة بإجراء التغيير على شكل الفريق وخطوطه قبل البطولة الخليجية إذ فضل الاتحاد الإبقاء على الطاقم التدريبي الذي قاد الفريق في أثينا وقبلها في شينغدو ومنحه المزيد من الثقة لإعادة ترميم جسور الثقة مع جمهوره التي تصدعت بعد مباراة القويسمة مع وعد من الاتحاد بأن تكون المدة الزمنية التي تفصل عن انطلاق البطولة الخليجية حافلة بالمزيد من المباريات التجريبية التي تمنح حمد فرصة تجريب جميع أوراقه إذ مازالت الاتصالات جارية مع اتحادي الكرة في تونس والمغرب على تأمين أكثر من مباراة تجريبية للفريق العراقي قبل توجهه الى الدوحة.