يتواجد خادم الحرمين الشريفين في مثل هذه الايام المباركة في اقدس بقاع الارض بمكة المكرمة ليشهد الثلث الاخير من الشهر الفضيل كعادته في بيت الله العتيق ليطمئن بنفسه جريا على عادته في كل عام على حسن انسياب وتحركات المعتمرين في العشر الاواخر من رمضان في موسم ايماني كبير هو اشبه بمواسم الحج لضخامة اعداد المعتمرين، وهو - حفظه الله - عندما يشهد هذه الجموع المحتشدة لاداء شعائر العمرة في احب الشهور عند رب العزة والجلال فانه يشهد في الوقت نفسه مردودات ما امر به من توسعة كبرى في بيت الله الحرام ومسجد خاتم انبيائه عليه افضل الصلاة والسلام، وهي توسعة لم يشهدها الحرمان الشريفان طيلة تاريخهما المجيد، لا يبتغي - ايده الله - من وراء ذلك شكرا أو منة من احد، وانما يسعى للتقرب الى وجه الله بهذه الاعمال الجليلة التي ادت الى تسهيل اداء ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار لشعائرهم بكل يسر في اجواء روحانية وايمانية محفوفة بالطمأنينة والامن، ويثمن ضيوف الرحمن بكلمات صادقة وهم يؤدون شعائرهم في كل مناسبة يجتمعون بها في الاماكن المقدسة التي شرف الله هذه البلاد بوجودها في رحابها، وشرف قادتها بخدمتها والسهر على راحة ضيوف الرحمن منذ دخولهم الى اراضي المملكة لاداء شعائر الله وحتى مغادرتهم اياها بعد اداء فرائضهم غانمين وفائزين وسالمين باذنه تعالى، يثمن ضيوف الرحمن في كل مناسبة ايمانية يتواجدون فيها بالرحاب المقدسة في اكبر تجمعات اسلامية حاشدة يكرسون من خلالها مفاهيم وحدتهم وتضامنهم وتكاتفهم وتمسكهم بحبل الله الوثيق، يثمن ضيوف الرحمن بكل صدق وتجرد في مثل هذه التجمعات الايمانية الكبرى ما بذله خادم الحرمين الشريفين من جهود في سبيل تحقيق تلك التوسعة الضخمة التي استفاد ومازال يستفيد منها المسلمون القادمون الى هذه الرحاب المقدسة من كل فج عميق ليؤدوا شعائرهم بكل يسر وسهولة وطمأنينة وأمن، ويتضرعون الى المولى القدير ان يكتب تلك الاعمال الجليلة التي امر بها خادم الحرمين الشريفين في موازين اعماله وحسناته، وان يجزيه الله خيرا عن كل عمل أداه ومازال يؤديه خدمة للاسلام والمسلمين وخدمة لبيوت الله في كل مكان.