انتهت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية مؤخراً من تطوير نظام رصد للخصائص الفيزيائية لمياه زمزم المباركة. في خطوة تعكس اهتمام الهيئة بتطبيق النظم الحديثة في أغراض الدراسات العلمية للمياه، ضمن منظومة مسئولياتها عن الدراسات والأبحاث الخاصة ببئر زمزم. وأوضح رئيس الهيئة الدكتور محمد أسعد توفيق أن من أبرز خطوات المشروع هو توفير سجل رقمي آني لبئر زمزم، من خلال تشغيل جهاز للرصد التلقائي داخل البئر، يقوم هذا الجهاز بتخزين وإرسال البيانات الآنية إلى محطة الاستقبال التي تم إنشاؤها في المقر الرئيسي بالهيئة بمدينة جدة، في خطوة غير مسبوقة في إطار خطة بعيدة المدى يشارك بها نخبة من الخبراء السعوديين في علوم الأرض بالهيئة، تهدف إلى تمكين الفنيين في الهيئة من مراقبة منسوب المياه داخل البئر (مباشرة)، إضافة إلى متابعة التغيرات في درجة حرارة ماء زمزم وقيمة الأس الهيدروجيني ومعامل التوصيل الكهربائي وتركيز الأوكسجين. تتناغم هذه الخطوة مع جهود الهيئة نحو ميكنة قاعدة المعلومات المتوفرة لديها عن العاصمة المقدسة والأودية المحيطة بها. وكان المقام السامي أناط بوزارة البترول والثروة المعدنية، ممثلة في (هيئة المساحة الجيولوجية السعودية)، مسؤولية الحفاظ على كمية ونوعية المياه الجوفية في مدينة مكةالمكرمة والأودية المحيطة بها، لاختصاصها في تفهم بنية الأنظمة الأرضية لها، و بما يتوافر لديها من دراسات ومعلومات جيولوجية وجيوفيزيائية وجيوكيميائية وجيوهندسية وجيولوجية وجيولوجيا بيئية مستفيضة، إلى جانب الخبرات الوطنية المختصة، والتجهيزات الفنية ذات التقانة العالية، وفي مقدمتها وحدات المعامل والمختبرات الجيولوجية ومعامل تحليل صور الأرقام الصناعية والأنظمة المساندة لها، مثل أنظمة المعلومات الجغرافية وقواعد البيانات الرقمية، بالإضافة إلى التجهيزات والمعدات الميدانية المختلفة. من جانب آخر تسعى الهيئة حالياً إلى تطوير برنامج آلي للمراقبة المستمرة للمياه الجوفية في كل من العاصمة المقدسة والمناطق المحيطة بها، من خلال نشر أجهزة الرصد التلقائية في مواقع مختارة، ضمن شبكة الآبار التي نفذت مؤخراً من قبل الهيئة، بربطها مستقبلاً عبر شبكة الأقمار الصناعية وأنظمة الاتصالات الأرضية بغرفة التحكم والمراقبة في المقر الرئيسي للهيئة. بئر زمزم من الخارج