دمرت طائرات هليكوبتر اسرائيلية ورشة للمعادن في مخيم للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة امس الاحد وهو أحدث هجوم في أعمال عنف تهدد بتعقيد انسحاب اسرائيل المعتزم من القطاع. واستهدف الهجوم الصاروخي في خان يونس ما وصفته مصادر عسكرية اسرائيلية بمنشأة تصنع بها حركة المقاومة الاسلامية"حماس" قذائف مورتر. وجاء القصف بعد هجوم أرضي في المخيم أسفر عن مقتل فلسطيني مسن وتدمير منازل. وذكر شهود عيان في وصفهم للغارة الجوية على خان يونس أن طائرتين هليكوبتر أطلقتا صواريخ على مبنى مؤلف من طابقين في المخيم يضم ورشة للمعادن. ولم ترد تقارير فورية عن قتلى وجرحى. وتوغلت اسرائيل في المخيم يوم السبت في أعقاب هجوم فلسطيني بقذائف المورتر على مستوطنة يهودية قريبة مما أسفر عن مقتل امرأة تبلغ من العمر 24 عاما قبل يوم. وتصاعدت وتيرة العنف في قطاع غزة قبل خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بسحب المستوطنين والجنود الاسرائيليين بنهاية عام 2005 . وقال زعماء المستوطنين بعد مقتل المرأة ان اصرار شارون على الانسحاب من قطاع غزة يشجع فقط على وقوع المزيد من الهجمات ضد الاسرائيليين. ويحرص الناشطون الفلسطينيون على القول انهم طردوا الاسرائيليين ويحرص الجيش الاسرائيلي على ضربهم بقوة قبل انسحابه. وقال محللون انه ليس بوسع شارون ان يسمح بتصاعد عنف الناشطين اذا كان يريد التغلب على المعارضة داخل ائتلافه اليميني من اجل تنفيذ خطة الانسحاب من غزة وتحقيق الفوز في معركة تستعر مع مستوطنين توعدوا بعدم تقديم تنازلات. وقتل مسن يبلغ من العمر 60 عاما أمس الاول السبت في غارة جوية ببداية التوغل في خان يونس حيث قال عمال اغاثة تابعون للامم المتحدة ان جرافات مدرعة دمرت ما يصل الى 35 منزلا. ولم يتسن على الفور معرفة عدد المنازل المأهولة. ولم يكن امام السكان الذين فزعوا من فراشهم وقت سوى لحمل القليل والفرار قبل بدء عمليات الهدم وهي سياسة تدينها جماعات حقوق الانسان الدولية باعتبارها عقابا جماعيا لكن اسرائيل تصفها بانها دفاع عن النفس. وقال شهود عيان ان ما يصل الى 100 فرد شردوا بعد الغارة. وزعم متحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان القوات دمرت منازل أقل بكثير من العدد الذي ذكره مسؤولو الاممالمتحدة وشهود العيان واصر على ان جميع البنايات كانت هياكل غير مأهولة يستخدمها الناشطون غطاء لاطلاق قذائف المورتر والصواريخ محلية الصنع على المستوطنات. وقال وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات لرويترز ان هذا التصعيد العسكري سيوسع فقط من دائرة العنف والعنف المضاد. وتوضح استطلاعات الرأي أن غالبية الاسرائيليين يؤيدون خطة شارون بتفكيك 21 مستوطنة في غزة واربع من بين 120 مستوطنة في الضفة الغربية لكن المتشددين يرون في ذلك //مكافأة للارهاب//. ويعيش نحو ثمانية الاف مستوطن اسرائيلي في قطاع غزة الذي احتلته اسرائيل في حرب عام 1967 وسط نحو 3ر1 مليون فلسطيني.