يبحث وزراء خارجية الاتحاد الاوربى الذين يعقدون سلسلة من الاجتماعات اليوم الاثنين فى بروكسل الى تنسيق موقف دولهم بشأن عدد من المسائل الاوروبية الداخلية وعدد من المواضيع والقضايا الدولية الرئيسية. ويرأس هذه الاجتماعات التى تستغرق ثمان وأربعين ساعة وزير خارجية هولندا برنار بوت الذى تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي. وعلى الصعيد الداخلى الاوروبى من المتوقع ان تخيم الخلافات الجوهرية التى ما زالت قائمة بين الدول الاوروبية بشأن موازنة الاتحاد الاوروبى المقبلة على لقاء الوزراء. وأخفقت دول الاتحاد حتى الآن فى بلورة صيغة اتفاق بينها بشأن الموازنة الخاصة بالفترة الممتدة من عام 2007م الى عام 2013م0 وترفض بريطانيا التخلى عن الامتيازات المالية الهائلة التى تحصلت عليها عام 1984م والتى تسمح لها بالحصول على تعويضات مالية أوروبية مباشرة على حساب الدول الاخرى. وتريد الرئاسة الهولندية الحالية وضع آلية ملزمة للمفاوضات بين الدول الاعضاء تسمح بتجاوز العقبات الفنية فى مرحلة أولى قبل المفاوضات الرسمية والتى لا يتوقع ان تبدأ قبل عام 2006م. وقالت المفوضية الاوروبية انها تريد دفع جميع الدول الاعضاء الى تكريس ما لا يقل عن 14ر1 فى المائة من دخلها القومى الى الموازنة الاتحادية الاوروبية فى المستقبل وهو رقم ترفضه العديد من الدول التى لا تريد لدوافع اقتصادية تجاوز نسبة الواحد فى المائة حاليا. وتقول الحكومة الالمانية والتى تجد دعما لموقفها من قبل دول الشمال الغنية انه لم يعد بامكانها تحمل مجمل الموازنة الاوروبية بشكل فردى وان على جميع الدول ومهما كانت نسبة ثرائها المساهمة بقدر المساواة فى تمويل السياسات الاوروبية المشتركة. وتخشى بعض الدول على صعيد آخر ان يمثل دخول عشر من الدول الشرقية الفقيرة مؤخرا للاتحاد الاوروبى وافاق انضمام تركيا للعائلة الاوروبية فى ثقل مالى جديد للاتحاد الاوروبي. وعلى الصعيد الدولى يكرس الوزراء الاوروبيون جانبا كبيرا من لقائهم لمعاينة ما يمكن ان يقوم به الاتحاد الاوروبى فى المرحلة المقبلة للمساعدة على تطبيع الموقف الانسانى فى اقليم دارفور غرب السودان. وترفض مجمل الدول الاوروبية حاليا الركون الى مصطلح الابادة لتقييم الموقف فى دارفور على خلاف ما تردده الادارة الامريكية.. كما ترفض التلويح بفرض عقوبات على السودان فى هذه المرحلة وتريد منح الاتحاد الافريقى فرصة زمنية فعلية لادارة سلمية للوضع على ان يتم التركيز على شق الاغاثة الانسانية من جهة والعمل على تجريد المليشيا المسلحة من جهة أخرى. ويبحث المسؤولون الاوروبيون المساهمة فى دعم فرق المراقبين الافارقة فى دارفور ليصل عددهم من 80 عنصرا الى 600 عنصر كما يريد الاتحاد الاوروبى تمويل الجنود الافارقة التابعين لفرق الحامية ليبلغ عدهم 2000 شخص بدل المائتى عسكرى حاليا الى جانب نشر 1200 من أفراد الشرطة المدنية. ويبحث الوزراء الاوروبيون على صعيد آخر مختلف تطورات الموقف فى العراق وسبل تفعيل دور الاتحاد الاوروبى فى التعاطى مع الاوضاع داخل العراق فى هذه المرحلة وتحديدا فرص قيام أوروبا بحماية عناصر الاممالمتحدة فى العراق وذلك وفق طلب تقدم به الامين العام للامم المتحدة للاوروبيين مؤخرا. وما زال الاتحاد الاوروبى مترددا حتى الآن بسبب الاوضاع الامنية فى العراق فى فتح مكتب له فى العاصمة العراقية ذلك ان التعاون الاوروبى العراقى يقتصر حاليا على الشق الانساني. ويجرى الرئيس العراقى غازى الياور محادثات يوم الثلاثاء 14 سبتمبر فى بروكسل مع منسق السياسة الخارجية الاوروبية خافير سولانا قبل ان يقوم بزيارة نهار الاربعاء لمقر البرلمان الاوروبى فى ستراسبورغ. وبشأن ايران من المقرر ان يبحث وزراء خارجية الاتحاد الاوروبى مختلف جوانب الملف النووى الايرانى ويوجهون نداء جديدا لايران لابداء تعاون مطلق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مقابل تفعيل الحوار السياسى والعلاقات التجارية معها.