أعلن الاتحاد الاوروبى انه قرر المشاركة على مستوى رفيع فى المحادثات التى تجرى فى ابوجا عاصمة نيجيريا بشأن الوضع فى اقليم دارفور. وقال مصدر فى المجلس الوزارى الاوروبى فى بروكسل ان الدبلوماسى السويدى السفير ستين رايلاندر سيقود وفد الاتحاد الاوروبى الى هذه المحادثات والتى ستجرى بين ممثلى الحكومة السودانية ومسؤولين عن حركات التمرد فى الاقليم. وقال نفس المصدر: ان الاتحاد الاوروبى يريد تشجيع جهود الوساطة التى يقوم بها الاتحاد الافريقى فى هذه المرحلة لاحتواء اية تداعيات سلبية وخطيرة للوضع فى دارفور كما انه يريد تأكيد الالتزام بتقديم الدعم السوقى والمادى الضرورى لبسط الاستقرار عبر تمويل فرق المراقبة الافريقية من جهة وتكثيف الامدادات والمعونات الانسانية من جهة أخرى. وعمل السفير السويدى ستين رايلاندر فى العديد من الدول الافريقية حتى الآن ومن بينها أنغولا وتنزانيا ويعد خبيرا فى شؤون النزاعات فى القارة0 ويرى الاتحاد الاوروبى حاليا ان المسالة الحيوية فى ادارة الموقف فى دارفور تتمثل فى شقها الانسانى دون البحث عن تصعيد للموقف السياسى والامنى وممارسة ضغوط فعلية على طرفى النزاع للحد من معاناة المدنيين بالدرجة الاولى. ويواجه الاتحاد الاوروبى اختبارا شائكا فى الواقع فى معادلة القوة الدبلوماسية بينه وبين الولاياتالمتحدة فى هذه المسألة وفى النزاع فى اقليم دارفور اضافة الى الموقفين فى الشرق الاوسط والعراق ولكن المسألة السودانية تبدو ذات أبعاد اكثر تشعبا هذه المرة لانها وعلى خلاف الشرق الاوسط والعراق تنذر بان تتسبب فى مواجهة فعلية بين الولاياتالمتحدة وعدد من الدول الاوروبية وفى مقدمتها فرنسا ذات النفوذ فى وسط القارة الافريقية. وتعد تطورات الوضع فى اقليم دارفور المتاخم للحدود مع دولة تشاد مركز النفوذ التقليدى لفرنسا فى القارة الافريقية عنصرا حيويا لباريس حاليا فى احتواء الهجمة الامريكية المتنامية أمنيا واقتصاديا وتحديدا فى مجال الطاقة النفطية فى مجمل القارة الافريقية. ويستبعد الاتحاد الاوروبى فى تعبئة منقطعة النظير على الصعيدين السياسى والدعائى فى نفس الوقت.. ولكن الدبلوماسيين الاوروبيين يعارضون مقابل ذلك بحذر أية خطوات للتصعيد مع النظام المركزى فى الخرطوم والذى تربطه بهم علاقات عادية. واعلنت الرئاسة الهولندية الدورية للاتحاد الاوروبى امس ان وزير خارجية هولندا برنار بوت والرئيس الدورى للمجلس الاوروبى سيقوم بزيارة للخرطوم فى التاسع من شهر سبتمبر وسيجري محادثات مع كبار المسؤولين السودانيين ستسبق اجتماعا لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبى فى بروكسل لتقييم الموقف فى الاقليم وما تم التوصل اليه من خلال المحادثات التى ستنطق فى وقت لاحق. وينتمي السودان الى دول مجموعة افريقيا والمحيط الهادىء والكاريبى أى الدول النامية الاكثر التصاقا وقربا من الاتحاد الاوروبى. وأعلن الاتحاد الاوروبى منذ ديسمبر الماضى انه يقوم بتطبيع تدريجى لعلاقاته مع السودان كما ان سولانا نفسه يخطط لزيارة الخرطوم رغم الضغوط الامريكية. ولكن السودان يتجاوز أوروبيا بعده الثنائى ويمثل قبول السودان رسميا لنشر مراقبين بتمويل أوروبى فى دارفور والقبول بارساء الية تعاون عسكرى فوق أراضيه بين الاتحاد الاوروبى والاتحاد الافريقى نصرا للدبلوماسية الاوروبية وتكريسا لتوجه الاتحاد الاوروبى لسياسة دفاع موحدة. وكان مجلس الامن الدولى قد أمهل الحكومة السودانية حتى الثلاثين من أغسطس لنزع أسلحة الميليشيات. ومن المقرر ان يصل وزير الخارجية البريطانى جاك سترو الى السودان فى زيارة تستغرق يومين.. وسيلتقي سترو بقادة الحكومة السودانية كما سيقوم بزيارة معسكر اللاجئين شمالى دارفور. وحدد سترو توقيت الزيارة بشكل يساعده فى التوصل الى تقييم بشأن القرار الذى يجب ان يتخذه مجلس الامن بشأن القضية.