تحاول الحكومات في جميع دول العالم محاربة وباء المخدرات بشتى الوسائل لكي تحافظ على شبابها وتصرف المليارات من أجل تطوير قدرات رجال مكافحة المخدرات وسن الأنظمة التي تكفل القضاء على تلك السموم ومن يروجها . ويجهل من يتعامل مع المخدرات إما بالترويج أو الإدمان أن نظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية بالمملكة شدد على جرائم المخدرات وترويجها وأقر عقوبات قد تصل إلى القتل تعزيراً بحق الجاني إذا ثبتت إدانته بتهريب مواد مخدرة أو مؤثرات عقلية أو تلقي مواد مخدرة أو مؤثرات عقلية من مهرب أو جلب أو استيراد أو تصدير أو صنع أو إنتاج أو تحويل أو استخراج أو زراعة أو تلقي مواد مخدرة أو مؤثرات عقلية بقصد الترويج في غير الأحوال المرخص بها في النظام أو بالمشاركة في ترويج مواد مخدرة أو مؤثرات عقلية للمرة الثانية بالبيع أو الإهداء أو التوزيع أو التسليم أو التسلم أو النقل بشرط صدور حكم سابق مثبت لإدانته بالترويج في المرة الأولى . صورة من الأرشبف سن مبكرة شاب وقع في براثن الإدمان منذ سن مبكرة فلم يتجاوز عمره 19 عاماً عندما بدأ في تعاطي الحشيش المخدر وتطور به الأمر لتعاطي أنواع كثيرة من المخدرات واستمر حتى قبض عليه في قضية حيازة كمية من المخدرات وحكم عليه بحكم مخفف وخرج من السجن لكنه عاد لما كان عليه لا يعرف ما هي الأسباب التي أوصلته للإدمان وقد اتهم السجن والأسرة والمحيط الذي كان يعيش فيه بدورهم في ضياعه . بعد مرور أشهر على خروجه قبض عليه في قضية أخرى وهي التغرير بشاب آخر للدخول الي عالم الإدمان والمخدرات حيث كان يقدم له كميات بسيطة من المخدرات بشكل مجاني بحجة أنها هدية. مشاكل نفسية تحدث الشاب عن قصته وكيف أوصلته المخدرات للسجن فقال : لقد نشأت في عائلة بسيطة وكان والدي يحافظ علينا ويتابعنا بشكل مستمر لذلك لم يكن لدينا صداقات أيام الطفولة ولم نكن نستطيع الخروج للعب مع من هم في سننا حتى أننا أصبحنا أشخاصا غير طبيعيين ونعاني من مشاكل نفسية لأننا لسنا كغيرنا من الأطفال وبعد أن كبرت ووصلت لسن المراهقة توفي والدي رحمه الله وأصبحنا نعيش في فراغ كبير ولم يكن هناك من يوجهنا التوجيه السليم ولأن مساحة الحرية أصبحت أكبر من قبل وهناك أشياء كثيرة لم أجربها فكلما أرى شيئاً أنبهر به فبدأت قصة الانحراف بعد أن تعرفت على مجموعة من الشباب في نفس الحي الذي نسكن به وكانوا معي أيضاً في المدرسة وبعدها تطور الحال وأصبحنا نلتقي خارج المدرسة وبدأت قصتي مع التدخين الذي أدمنته وأصبحت أدخن بشراهة وتطور الحال بعد أن عرض علي أحد أصدقائي سيجارة من نوع آخر هذه المرة فأصبحت أتعاطى الحشيش بشكل متقطع ثم أصبحت لا أستطيع الاستغناء عنه نهائياً وأستخدمه بشكل يومي وقد أثر ذلك على دراستي وعلاقتي بأسرتي وبعد سنوات من إدماني على الحشيش قبض علي وبحوزتي كمية بسيطة منه وتم الحكم علي بالسجن لستة أشهر. وبعد أن كبرت ووصلت لسن المراهقة توفي والدي رحمه الله وأصبحنا نعيش فراغا كبيرا ولم يكن هناك من يوجهنا التوجيه السليم. مواد أخطر واستطرد قائلا : خرجت من السجن لكني للأسف عدت لتعاطيه مرة أخرى وتطور الحال واصبحت اتعاطى مواد اخطر مثل الهيروين المخدر وقد تعرفت على صديق جديد لا يتعاطى المخدرات وبعد فترة من معرفتي به رآني وبحوزتي قطعة من الحشيش فسألني كيف أقوم بتعاطيها فشرحت له الطريقة وأصبح لديه الرغبة في أن يجرب الحشيش ولم أتردد في أن أحقق له تلك الرغبة فقمت بإعطائه سيجارة من الحشيش وبعد فترة بسيطة قبض علي وهو برفقتي وعثر معه على قطعة حشيش وعند التحقيق معه أعترف بأنني أغريته حتى دخل عالم التعاطي ولم يكن كذلك في السابق وعند التحقيق معي اعترفت بذلك وكنت أتوقع بأننا سنحاكم على أننا متعاطون لكن للأسف كان الحكم علي مختلفا كثيراً عن الحكم عليه فلم يكن لديه سوابق وأنا كان لدي سابقة واحدة وقد وجهت له تهمة الحيازة ولم يحكم عليه إلا بأشهر وخرج من السجن أما أنا فقد وجهت لي تهمة الترويج وحسب إهدائي له سيجارة الحشيش على أنه ترويج ولم أكن أعلم ذلك وبعد عدة جلسات في المحكمة حكم علي بالسجن خمس سنوات نظير ترويجي للمخدرات رغم أنني لم أكن اقصد الترويج ولم أقم به يوماً من الأيام وقد أمضيت في السجن ما يقارب سنتين وبقيت ثلاث سنوات وإن شاء الله انني قد تغيرت بعد هذه التجربة فلم أتخيل يوماً أنني قد يحكم علي مثل هذا الحكم وأقضي خمس سنوات من عمري خلف القضبان .