مدمن على الحشيش والكبتاجون أنا شاب في الرابعة والعشرين من العمر ، عشتُ حياة صعبة جداً مع شقيقي الأكبر ، إذ بعد أن توفي والدي أخذني أخي من أبي للعيش معه أنا ووالدتي. أخي هذا كان مدمناً على المخدرات ؛ الحشيش والكبتاجون ، وعانيت من إدمانه الكثير من المشاكل خلال طفولتي ، ولم يُدخلني المدرسة إلا اني دخلت في سنٍ متأخرة وأنهيت المرحلة الابتدائية والتحقت بعمل بسيط ، وأخذت والدتي معي وعشنا معاً ، اخي حدثت له مشكلة وحكم عليه بالسجن فأخذت ابنه ليقيم معي. المشكلة أني برغم معاناتي من الإدمان الذي دمّر حياة أخي الأكبر وأوصله إلى السجن ، وكرهي الشديد لهذه المواد المخدرة ، إلا أني بالتدريج اصبحت مدمناً على المواد المخدرّة التي كان مدمناً عليها أخي الأكبر ؛ الحشيش والكبتاجون. الآن أشعر بالألم لما فعلته بحياتي ،خاصةً وأن عملي تأثر من جراّء إدماني ، ولو تم اكتشافي في العمل بأني أتعاطى المخدرات هذه ، فسوف يتم فصلي من العمل ولن أجد أي عمل آخر ، لأني لا أحمل سوى الشهادة الابتدائية. لا أدري ماذا أفعل فأنا مُتعلّق بهذه المخدرات ، وأبتعد عنها لفترة ثم أعود لها لأني اشعر أنها تخفف عليّ المشاكل وتساعدني على التّغلب على المصاعب التي تواجهني في الحياة وهي كثيرة ؛ مادية واجتماعية ورغبتي في الزواج برغم عدم إمكان ذلك نظراً لصعوبة الوضع المادي ، حيث أنا من يصرف على والدتي وابن أخي المسجون ، ووظيفتي مرتبها ليس كبيراً. أعتقد بأن وضعي صعب وربما جعلني ما أشعر به من ضيقة صدر أرغب في مواصلة إدماني على المخدرات. كتبت لك هذه الرسالة وأرجو أن تساعدني رغم أني أعلم بأن من يساعدني بعد الله هي نفسي ، لكن ماهو رأيك يا دكتور في وضعي هل يمكن لأحدٍ أن يُساعدني؟. ن.س.ع أخي ، قرأت رسالتك بتأنٍ ، وأصدقك بأن هذا الأمر ليس مُستغرباً ، حيث يقع الشخص في ما كان يكرهه!. أنت كنت تتذمر كثيراً من الحياة مع أخيك الأكبر الذي كان مدمناً على الحشيش والكبتاغون وأوصله إدمانه إلى السجن ، وكبرتَ أنت و استطعت أن تُعلّم نفسك وتحصل على وظيفة تُعيلك أنت ووالدتك وابن أخيك الذي فقد والده بالسجن. الآن انت مدمن على الحشيش والكبتاجون ،وهذا حقيقة أمرٌ سيىء ، وأنت ذكرتَ بأن اكتشاف جهة عملك لو علمت بإدمانك على الحشيش والكبتاجون فإنها سوف تفصلك من عملك وهناك صعوبة كما ذكرت أنت في أن تجد عملاً آخر بسبب عدم حصولك على شهادة سوى الشهادة الابتدائية ،وأنت تعرف الآن أن البطالة يعاني منها الجامعيون بل حتى حملة شهادة الماجستير والدكتوراه!. أنت تعتقد بأن ضيقة الصدر ربما تكون هي السبب في أن تواصل إدمانك على هذه المخدرات. يبدو لي بأنك ربما تكون تُعاني من اكتئاب مرضى ، وكثير من مرضى الاكتئاب يلجؤون إلى المخدرات لعلاج أنفسهم وهذه طريقة خاطئة جداً ، ولكن أنت تُبرر لنفسك الاستمرار في استخدام المخدرات. ما أنصحك به هو أن تزور طبيباً نفسياً ، وترى فيما إذا كنت تُعاني من الاكتئاب ، وعندئذ يجب أن تتعالج من الاكتئاب بأدوية مضادة للاكتئاب أو بالعلاج النفسي ، وفي ذات الوقت يجب أن تشرح لطبيبك موضوع الإدمان على المخدرات التي تتعاطاها وتطلب أن يساعدك في التخّلص من هذه المخدرات أو يحوّلك لطبيب متخصص في علاج الإدمان. لا تبق هكذا حاول أن تفعل شيئا قبل أن تتدهور الأمور وتصُبح في موقف سيىء