قال شهود عيان ان القوات الامريكية انسحبت امس الى القاعدة الوسطى الامريكية الواقعة بين النجف والكوفة تاركة بعض آلياتها فى مقر مديرية شرطة المحافظة. وكان 14 عراقيا من بينهم اربعة مدنيين قد لقوا مصرعهم واصيب 25 آخرون فى المواجهات التى جرت يوم الجمعة بين افراد جيش المهدى التابع لمقتدى الصدر والقوات الامريكية وقتل البريطانيون 16 من افراد المقاومة بينما لقي اثنان من جيش المهدى مصرعهما واصيب سبعة آخرون فى الاشتباكات التى تجددت امس فى مدينة (كربلاء). وافاد شهود عيان ان مكتب الصدر فى المدينة قد دمر فى هذه الاشتباكات. ونفت الشرطة العراقية ما اشيع عن ان عناصر من جيش المهدى استولت على مركزها وعلى مبان حكومية اخرى فى المدينة. من جهة اخرى اعلن الصدر ان عناصر الميليشيا التابعة له سيتحولون الى "قنابل موقوتة" اذا اقتربت القوات الامريكية من العتبات في النجف التي تشهد اشتباكات عنيفة بين الطرفين. وقال الصدر المتحصن في هذه المدينة منذ اسابيع في حديث لقناة "العربية" الفضائية ان "عناصر جيش المهدي سيتحولون الى قنابل موقوتة تنتظر الامريكيين" اذا اقتربوا من المراقد، موضحا ان افراد الميليشيا الموالية له "سيدافعون حتى الرمق الاخير (...) حتى الشهادة". وبرر الصدر الذي تطالب القوات الامريكية باعتقاله او قتله وتصر على القضاء على الميليشيا التي شكلها، لجوءه الى النجف"بعدم وجود من يدافع عنها ووجود المحتل"، في اشارة الى القوات الامريكية. وقال: "اذا خرج المحتل وتشكلت قوة عراقية مثل لواء النجف او ما شابه للدفاع تنتهي مهمتنا والا فجيش المهدي باق لا يمكن لاحد حله او سحبه". واضاف: "نحن لا نسيطر على المراقد انما ندافع عنها". وردا على سؤال عما سيقوم به مقاتلو جيش المهدي اذا خرجت قوات الاحتلال من النجف وكربلاء وبقيت في مناطق اخرى، اكتفى بالقول: "ندافع في المناطق الاخرى". وقال ان "جيش المهدي عنوان عام لا يمكن تحويله الى شىء سياسي (...) انه ليس حزبا او منظمة لها مقار ورواتب بل تيار عقائدي مهمته الدفاع عن البلد". وردا على سؤال عن الدعوات الى الهدوء والابتعاد عن العنف التي توجهها المرجعيات الدينية قال الصدر: "كل المراجع الدينية تريد شيئا واحدا هو خروج المحتل من النجف والعراق ككل". واكد ان "كلهم (المرجعيات) جهاديون. لا توجد مرجعية تهادن الاحتلال فاذا كانت مرجعية لا تهادن واذا هادنت ليست مرجعية". وردا على سؤال عن تزامن صدور مذكرة اعتقال بحقه بتهمة المشاركة في مقتل عبدالمجيد الخوئي قبل عام مع بدء الاشتباكات بين مسلحيه وقوات الائتلاف، قال "لاحظوا قوة التيار (الصدري) فاتهمونا بتهم لا اصل لها". واضاف: يريدون تحويل القضية من سياسية الى اجرامية لتفريق الناس عن التيار. وكان الصدر قد حذر الجمعة الماضية منظمة بدر التابعة للمجلس الاعلى من الوقوف الى جانب التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة في العراق. واضاف: يريدون تحويل القضية من سياسية الى اجرامية لتفريق الناس عن التيار. وكان سلطة الائتلاف قد اعلنت في الخامس من ابريل ان مذكرة توقيف صدرت في حق الصدر في اطار التحقيق في مقتل عبد المجيد الخوئي، غداة سلسلة من التظاهرات نظمها مؤيدوه وعرض لعناصر جيش المهدي الموالي له في مدينة الصدر. وكان الصدر قد عبر الثلاثاء الماضي عن استعداده لانهاء انتفاضة انصاره اذا وافق الامريكيون على التفاوض معه رسميا بشرط ان تكون المفاوضات منصفة ونزيهة وباشراف المرجعية الدينية. وكشف الصدر السبت الماضي ان الامريكيين رفضوا دعوته الاخيرة الى التفاوض سعيا لتصعيد الموقف. وقال ان الحاكم المدني الامريكي للعراق بول بريمر "رفض الدعوة الى التفاوض لان نفسه ارهابي استعماري وعنده عنجهية وديكتاتورية الاحتلال ويريد تصعيد الموقف".