باغتت قيادة الاحتلال الأمريكي في العراق الليلة الماضية، مدينة الفلوجة المحاصرة منذ 3 أسابيع، باستئناف الطيران الحربي قصفا شديدا خاصة على حي الجولان في المدينة التي تبعد 50 كلم غربي بغداد، كما أفاد مراسلون وشهود عيان.وعرضت قنوات "سي إن إن" والعربية والجزيرة مشاهد مباشرة لمعارك دارت هناك بين مشاة البحرية (مارينز) ورجال المقاومة العراقية، رغم توصل الطرفين الى موقف ايجابي ملموس في النهار، كما أعلنت هيئة علماء المسلمين في بغداد. وكانت قيادة الاحتلال أمهلت المقاومة حتى يوم أمس للتخلي عن أسلحتها، في الوقت الذي شكك فيه المقاتلون بنوايا الأمريكيين. وقال مراسل المحطة الأمريكية الإخبارية: إن مروحيات عسكرية من طراز "ايه سي-130" اطلقت عدة قذائف على موقعين يشتبه في وجود مسلحين ومخازن اسلحة بهما في حي الجولان شمال غرب المدينة. وقال: إن القصف جاء بعد يوم من المعارك العنيفة مع مسلحين في المنطقة نفسها والتي قتل فيها أحد رجال المارينز وجرح تسعة آخرين امس. وقال شاهد عيان لرويترز كنت أسمع عشر انفجارات كل دقيقة، الحرائق تضيء سماء المدينة والأرض تهتز تحت قدمي. وظهر في لقطات تلفزيونية اذيعت على الهواء حريقان ضخمان يبعد أحدهما عن الآخر 150 مترا. وارتفع دخان كثيف فوق المنطقة. وقالت متحدثة عسكرية امريكية اننا لا نعلق على عمليات قبل أن تنتهي. وفور استئناف القصف، دوى الأذان عبر مآذن مساجد المدينة لتحذير السكان، ودعوتهم الى حمل السلاح للدفاع عن مدينتهم الأبية على المعتدي. وقال ضباط في المارينز أمس الأول أنهم كانوا يرغبون في مواصلة المفاوضات مع سكان الفلوجة على امل تهميش المسلحين في منطقة الجولان. وتم تأجيل تسيير دوريات مشتركة للقوات الامريكية والشرطة والقوات شبه العسكرية العراقية التي كان من المقرر ان تبدأ الثلاثاء. وقال الحاكم المدني في العراق بول بريمر على التلفزيون العراقي ان الدوريات ستبدأ الخميس. وقال ضباط مشاة البحرية في وقت سابق ان قرار التأجيل جاء ليصادف يوم ميلاد الرئيس العراقي السابق صدام حسين اليوم الاربعاء. وبينما كان الهجوم الأمريكي على أشده الليلة الماضية، وصفته هيئة علماء المسلمين بأنه قصف وحشي جاء بعد أن كان موقف المفاوضات في تحسن، ما يشير الى أن الولاياتالمتحدة لا تفي بتعهداتها، كما أكد عبد السلام الكبيسي عضو الهيئة للمراسلين. وقال الكبيسي اشترط الامريكيون كبادرة حسن نية دخول دوريات من القوى الامنية العراقية الثلاثاء حتى مبنى القائمقامية وسط الفلوجة وضمان دخولها وخروجها اللذين تما من دون اية حوادث. كما سمح الامريكيون بعودة عدد من العائلات. واضاف أدخلوا العوائل كمن يعطي إبرة مخدر لطمأنة المقاتلين ثم باغتوهم بهذا القصف الوحشي. وقال لقد تيقنا بان امريكا لا تفي بتعهداتها. هم يطالبون بتسليم الاسلحة حتى يدخلوا. وقال الشيخ ظافر العاني رئيس الامانة العامة لافتاء الفلوجة عبر الهاتف المرئي للجزيرة استبشرنا خيرا بدخول العوائل ثم فوجئنا بهذا القصف الوحشي. وجاء القصف الامريكي بعد دخول رتل من عشر سيارات للشرطة صباح الثلاثاء مدينة الفلوجة وقيامها بدوريات في عدد من الاحياء لتغادرها ظهرا بدون حوادث.