عاد عناصر شرطة المرور في مدينة الفلوجة العراقية الى شوارعها اليوم الأربعاء، رغم استمرار المسلحين المناهضين للحكومة في السيطرة عليها، في وقت بلغ عدد العائلات النازحة من المدينة أكثر من 13 ألف عائلة. وقال مراسل وكالة فرانس برس إن عناصر شرطة المرور انتشروا عند ست مواقع على الأقل في مركز الفلوجة (60 كلم غرب بغداد)، مشيراً إلى أن مسلحين ملثمين ينتشرون في الوقت ذاته عند مداخل المدينة واحيائها الداخلية وقرب الجسور والمقرات الرئيسية فيها. وأشار المراسل إلى أن السيارات عادت لتجوب شوارع المدينة التي سقطت في أيدي مقاتلين مرتبطين بتنظيم القاعدة، وفقًا لمصادر رسمية، يوم السبت الماضي، في وقت فتحت محال تجارية أبوابها أمام الزبائن وفضلت أخرى ابقاءها مغلقة. من جهتهم، قال شهود عيان لفرانس برس إن اشتباكات وقعت فجراً في حيي العسكري (شرق) والشهداء (غرب) على مدى قرابة ساعة من الزمن بعد تعرضهما إلى قصف، دون ذكر مزيد من التفاصيل. وعززت القوات العراقية الثلاثاء استعداداتها العسكرية قرب الفلوجة، بعد يومين من قول مسؤول حكومي عراقي لفرانس برس إن "القوات العراقية تتهيأ لهجوم كبير في الفلوجة"، فيما دعا رئيس الوزراء نوري المالكي عشائر وسكان الفلوجة إلى طرد "الإرهابيين" لتجنيب المدينة العملية العسكرية المرتقبة. غير أن المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع العراقية الفريق الركن محمد العسكري استبعد أن تقوم القوات العراقية باقتحام مدينة الفلوجة "الآن". وإضافة إلى الفلوجة، سيطر المسلحون الموالون لتنظيم القاعدة على أجزاء من مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد)، تمكنت القوات الحكومية مدعومة بمسلحي العشائر من استعادة بعض منها، إلا أن المناطق التي تخضع منذ السبت لسيطرة المسلحين لا تزال خارج سيطرة دولة. وقال ضابط في الشرطة برتبة نقيب إن قوات من الجيش العراقي تدعمها مروحيات خاضت ظهر اليوم اشتباكات مع مسلحين في منطقة الخالدية شرق المدينة. وجاءت هذه الاشتباكات بعد ساعات قليلة من دعوة المتحدث باسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المعروف اختصاراً باسم "داعش" الشيخ محمد العدناني سنة العراق الذين يقاتلون القوات الحكومية إلى عدم القاء السلاح.