رأت لجنة التحقيق المستقلة في هجوم 11 ايلول سبتمبر 2001 أن وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي آي ايه) لم يكن لديها استراتيجية عملانية لمكافحة تهديد القاعدة قبل هذه الاعتداءات. ولم يقبل مديرها جورج تينيت بهذا الاتهام لكنه أقر في شهادته العلنية أمامها وتحت القسم أمس بأن الوكالة ارتكبت أخطاء وفشلت في اختراق "مؤامرة 11 سبتمبر الارهابية" في الوقت المناسب. وفي تقرير نشر أمس الأربعاء، خلص المحققون، في اعقاب سلسلة اجتماعات مع مسؤولين ومحللين في الاستخبارات ودرس عدة وثائق، الى ان ادارة وكالة الاستخبارات المركزية لم تضع استراتيجية عملانية لشن حرب على الارهاب قبل 11 ايلول سبتمبر. واوضحوا ان مثل هذه الاستراتيجية تتمثل في تحديد القدرات التي يتعين ان تكون لدى اجهزة الاستخبارات لكي تتمكن من شن هذه المعركة مثل المعرفة للغوية وانظمة جمع المعلومات او توظيف محللين. واعتبر المحققون ان مدير سي آي ايه جورج تينيت وسابقيه لم يوفروا الأدوات الضرورية لحسن ادارة منظومة الاستخبارات بطريقة تسمح لكل هيئة استخباراتية باستغلال مواردها وفقا لأولوياتها. وتقدر الميزانية المخصصة للاستخبارات باكثر من 30 مليار دولار سنويا. واكد المحققون انه في غياب استراتيجية عملانية لمكافحة الارهاب او سبل معرفة كيفية استخدام الموارد المالية وتوزيعها في المنظومة الاستخباراتية كان من الصعب على تينيت ومستشاريه تطبيق استراتيجية شاملة لمكافحة الارهاب. وانتقد تينيت بشدة امس الاربعاء نتائج التقرير الاولي للجنة حول اداء اجهزة الاستخبارات. وقال امام لجنة التحقيق المستقلة لا اوافق مطلقا على هذه الاستنتاجات. واخذ تقرير اللجنة ايضا على وكالة الاستخبارات المركزية نقص المعلومات عن التهديد الذي كان يمثله بن لادن وتنظيم القاعدة الذي يتزعمه. وفي الخلاصة تساءلت اللجنة التي تضم خمسة ديموقراطيين وخمسة جمهوريين: من المسؤول فعلا عن اجهزة الاستخبارات؟. مشيرة الى ان ال "سي آي ايه" ليست سوى جزء صغير على الرغم من انها تشرف على كامل الانشطة الاستخباراتية. وتسيطر وزارة الدفاع على الجزء الاكبر من الميزانية من خلال تجهزة استخباراتها المختلفة. ولم يقبل تينيت برؤية اللجنة لكنه أقر أمامها وهو يدلي بشهادته تحت القسم، بأن جهاز الاستخبارات الأمريكية ارتكب أخطاء. واعتبر أن "سي آي ايه" كانت تملك استراتيجية جيدة وتقوم باستثمارات جيدة للتمكن من مواجهة القاعدة مستقبلا، لكنها لم تستطع مطلقا اختراق مؤامرات اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001. واضاف ان فشلنا في رصد الارهابيين في الوقت المناسب او عجز ال "إف بي آي" (مكتب التحقيقات الفدرالية) عن العثور عليهم أظهرا نقاط ضعف في منظومتنا. وقال كانت تنقصنا القدرة على الجمع بين ما نعرفه وبين المعلومات والتحليلات الواردة من خارج البلاد وداخلها. واكد تينيت ان اعادة تنظيم منظومة الاستخبارات كان قد اصبح اولى اولوياته، منذ ان تولى منصبه. ويتولى جورج تينيت (51 سنة) رئاسة ال "سي آي ايه" منذ 1997 حيث عينه الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون وأبقاه الرئيس الجمهوري جورج بوش في منصبه. واستنادا الى تينيت فإن جهاز الاستخبارات كان يواجه في منتصف التسعينات تآكلا في مواردها وموظفيها .. كانت في حالة بلبلة تامة، استهلكنا الكثير من الوقت والطاقة في تحويل قدراتنا على الجمع والتحليل، لكنه اعتبر ان الامر يتطلب خمس سنوات اخرى ليكون لدينا منظومة الاستخبارات التي تحتاجها بلادنا.